الإنسان المقتدر.. والفقر!
أكرم شريم
من المعروف عندنا جميعاً أن الإنسان المقتدر هو الإنسان الذي يملك ثروة كبيرة أو متوسطة أو صغيرة، ولديه أعمال كبيرة وأرباح كثيرة ودائمة، وهؤلاء كثيرون في كل شعوب العالم، بل في كل مدن وقرى العالم. وإذا كان كل إنسان مقتدر يدفع لأسرتين أو ثلاث أسر فقيرة فلن يبقى فقر على وجه الأرض ولا في أية دولة أو مدينة أو قرية!.
صدقوني، المقتدر يستطيع أن يفعل ذلك دون أن يتسبّب لنفسه أو أمواله أو أعماله بأي ضرر، أو حتى تأثير أو تأثر بأي ضرر مهما كان صغيراً!. فالمقتدر الكبير والمتوسط والصغير، ماذا ستؤثر عليه مساعدة أسرتين فقيرتين أو ثلاث أسر؟! وكلنا يعرف ماذا يفعل الفقر بالإنسان أحياناً، وبأسرته وأبنائه وبناته ومستقبلهم، وتأثير كل ذلك على شعوبهم ومستوى الحياة في دولهم. وإذا تحسّنت أوضاع هذه الأسر الفقيرة بواسطة مساعدة هذا الإنسان المقتدر العزيز والإنساني الكبير، فسيكون ذلك لمصلحة المجتمع كله! فالفقر انتظار وصبر وكآبة داخلية، وكلّ ذلك نتيجة الحاجة الملحة لتحسين ظروف الحياة لهذه الأسر الفقيرة.
وإذا تحدثنا عن المال العام في كل مجتمع وكيف يتحرك ويتوزع ويؤثر في كل أفراد المجتمع وكل مجالات حياتهم، فسنجد بكل بساطة ووضوح وصراحة أن الفقر يصنع التراجع الصحي والنفسي والاجتماعي والتربوي والأخلاقي والإنساني، وهذا التراجع يعود على هذا المجتمع الذي يعيش فيه هذا الإنسان المقتدر، فهو إذن حين يساعد هذه الأسر الفقيرة فذلك يعني أن كل المقتدرين يساعدون كل الأسر الفقيرة فتصبح هذه الأسر الفقيرة أفضل حالاً مادياً وتعليمياً، تصير ترسل أبناءها إلى المدارس والجامعات وحين تتحسّن ظروفهم وخاصة إذا تحسّنت أعمال الآباء في المجتمع، فإن كل ذلك يعود بالنفع والفائدة وفي النواحي المادية تحديداً، على المجتمع كله وإمكاناته وقدراته على الصرف والشراء ما يجعل هذه الفائدة هي الأصح، هذه الفوائد تعود على المقتدرين أنفسهم، وذلك لأن المقتدر عنده أعمال بيع وشراء كثيرة، أو تصدير واستيراد دائمة، أو صناعة وتجارة ودائمة أيضاً، إذن إن ما تدفعه أيها الإنسان المقتدر سيعود عليك وإليك ولفائدتك ومصلحتك، وإن أي تحسّن في المجتمع إنما هو تحسّن في عملك وفي أرباحك. ولو كنّا نعلم ذلك لما بقي مقتدر واحد كبير أو متوسط أو صغير لا يساعد الأسر الفقيرة في حياتها وأعمال الآباء المسؤولين فيها. فما أحلانا حين نكون مقتدرين ويدفع كل منا لمساعدة أسرتين أو ثلاث أسر في مجتمعه، لكي يتحرك هذا التحسّن في الحياة العامة وينتشر في كل مجالات العمل فيها وفي كل بيوتها من خلال انتشاره في كل مدنها وقراها. وهكذا تكون النصيحة اليوم أن مساعدة الآخرين من المؤكد تعود على صاحبها بالفائدة المادية وبالسمعة الحسنة والمشكورة والمحبوبة أيضاً.. وعكس ما يريده وما يفعله أعداؤنا وأعداء الشعوب!.