الاتحاد الأوروبي لـ أردوغان: سندافع بحزم عن مصالحنا في شرقي المتوسط
نتيجة تدخله السافر في العديد من قضايا المنطقة وإدعاء أحقيته في ذلك وآخرها انتهاكه المياه الإقليمية لليونان بدعوى نشاط للتنقيب عن الغاز، يواجه النظام التركي انتقادات داخلية وخارجية، إضافةً إلى تهديدات أوروبية بفرض عقوبات، حيث حذّرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين النظام التركي من أي محاولة لترهيب جيرانه، وذلك في إشارة إلى الاستفزازات التي يقوم بها نظام رجب طيب أردوغان تجاه اليونان وقبرص.
ودعت ديرلاين في خطاب حالة الاتحاد أمام البرلمان الأوروبي النظام التركي إلى خفض التصعيد وتجنب التصرفات الأحادية، من أجل عودة الاستقرار للمنطقة، وقالت: “رغم قرب المسافة بين أنقرة وأوروبا فإن الهوة تبدو واسعة، ويمكن لليونان وقبرص أن تعوّلا على تضامن أوروبا الكامل من أجل حماية حقوقهما السيادية”.
وشددت المسؤولة الأوروبية على أن خفض حدة التصعيد في شرق المتوسط مصلحة متبادلة، والطريق الذي ينبغي سلوكه واحد ويقضي بالإحجام عن التصرف بطريقة أحادية ومعاودة المحادثات بنية حسنة، لأن هذه هي السبيل المؤدية إلى الاستقرار والحلول الدائمة.
من جهة أخرى، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إن الاتحاد يتضامن مع قبرص، معتبراً مسألة شرقي المتوسط تتعلق بمصالح الاتحاد الأوروبي وأنه ينبغي الدفاع بحزم عن مصالح الدول الأعضاء.
داخلياً، جدّد رئيس الوزراء التركي السابق، حليف أردوغان القديم، رئيس حزب المستقبل أحمد داود أوغلو انتقاده لممارسات أردوغان في المنطقة ولا سيما شرق البحر الأبيض المتوسط.
وقال داود أوغلو تعليقاً على استفزازات نظام أردوغان في شرق المتوسط: “إنّ عزلة تركيا في أزمة شرق المتوسط دليل على فشل حزب العدالة والتنمية الحاكم في الدبلوماسية”، لافتاً إلى أن الدول التي تتعارض مصالحها في المنطقة وحدت صفوفها ضد تركيا.
ورغم الموقف الحرج لنظام أردوغان داخلياً وخارجياً، إلا أنه يواصل حملاته القمعية، إذ أصدرت سلطات نظام أردوغان مذكرات اعتقال بحق 132 شخصاً بينهم عسكريون بذريعة صلتهم بمنظمة الداعية فتح الله غولن الذي يتهمه هذا النظام بالوقوف وراء محاولة الانقلاب عام 2016.
وقالت مصادر أمنية: “إنّ الادّعاء العام في اسطنبول أصدر مذكرات اعتقال بحق 132 شخصاً، بينهم 82 جندياً في الخدمة و50 جندياً متقاعداً أو مفصولاً من القوات المسلحة التركية”، مشيرةً إلى أنه تم اعتقال 106 منهم خلال مداهمات في 34 محافظة، بينما لا يزال البحث جارياً عن المتبقين.