جمعة غضب شعبي في فلسطين والشتات استنكاراً لاتفاق التطبيع مع الاحتلال
جددت القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية في الأراضي الفلسطينية المحتلة دعوتها لاعتبار الجمعة يوم غضب ورفض شعبي في الوطن ترفع فيه راية فلسطين في كل القرى والمدن والمخيمات في الوطن والشتات، استنكاراً ورفضاً لاتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني، مشددة على اعتبار اليوم الجمعة يوم حداد ترفع فيه الأعلام السوداء شجبا لاتفاق “أمريكا – إسرائيل – الإمارات- البحرين” في كل الساحات والمباني والبيوت، ويرافق ذلك فعاليات تشمل كل نقاط التماس على أراضي المحافظات الفلسطينية كافة.
وأكدت القيادة في بيانها الأول أنها ستستلهم فعالياتها وفصولها من انتفاضات شعبنا منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى اليوم، ودعت أبناء الشعب الفلسطيني والشعوب العربية وأحرار العالم للاصطفاف مع فلسطين طليعة الناهضين، وطالبت بتوحيد جميع الجهود نحو العدو المركزي لإحياء الجبهة العربية المساندة للنضال ضد الاحتلال وصفقة القرن والتطبيع العربي ولإسقاط اتفاقات العار والخيانة.
كما أكدت الرئاسة الفلسطينية أن الضغوط ومحاولات الابتزاز الأمريكي للشعب الفلسطيني رخيصة ومصيرها الفشل، وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة: “إن التهديد والوعيد والضغوط المستمرة ومحاولات الابتزاز الأمريكي الرخيصة التي يحاول السفير الأمريكي لدى “إسرائيل” ديفيد فريدمان من خلالها الضغط على الشعب الفلسطيني سيكون مصيرها الفشل”، وأوضح أبو ردينة أن المؤامرات الأمريكية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية ومحاولة المساس بالمقدسات والثوابت الوطنية لا قيمة لها وستفشل كما فشلت كل المؤامرات منذ وعد بلفور وحتى “صفقة ترامب”.
وشدد أبو ردينة على أن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله حتى إسقاط كل المخططات والمؤامرات الأمريكية الإسرائيلية ونيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
إلى ذلك، أعلنت “الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع” تجاوز عدد الموقعين على “ميثاق فلسطين” حاجز المليون موقع، وأكدت على حسابها على “تويتر” وجود موقعين إلكترونيين، أحدهما باللغة العربية، والثاني بالإنجليزية يتيحان التوقيع، وأضافت: وقع واحصل على ميثاق فلسطين (نسخة إلكترونية) الذي ينص على نصرة القضية الفلسطينية، والوقوف ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني، لنقول للعالم إن الشعوب ضد التطبيع.
ويأتي التوقيع على هذا الميثاق في سياق الخطوات الشعبية التي انطلقت للتعبير عن الرفض لاتفاقات التطبيع الإماراتي- البحريني- الإسرائيلي.
من جهتها، قالت 17 جمعية سياسية ومؤسسة مجتمع مدني بحرينية: “إن التطبيع مع الكيان الصهيوني لا يمثل شعب المملكة ولن يثمر سلاماً”، وأضافت في بيان مشترك: نجدد تمسكنا بثوابت الشعب البحريني من القضية الفلسطينية العادلة، وبنصوص الدستور البحريني الذي يجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني، وأردفت: نؤكد حقيقة دامغة وهي أن جميع أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني التي تمت من قِبل بعض الدول لم تثمر سلاماً ولا أعادت حقوق الشعب الفلسطيني المغتصبة، بل دفعت العدو الصهيوني إلى مزيد من ارتكاب الجرائم بحق فلسطين ومقدسات العرب والمسلمين وفي مقدمتها القدس، وشددت على أن “شعب البحرين سيظل نصيراً لفلسطين وشعبها حتى ينال جميع حقوقه التي تضمنها له المواقف والقرارات الدولية التي أجمعت عليها دول العالم والمنظمات الدولية”.
دولياً، أكدت وزارة الخارجية الروسية أنه لا يمكن تحقيق استقرار موثوق في منطقة الشرق الأوسط دون إيجاد حل للقضية الفلسطينية، داعية المجتمع الدولي لبذل الجهود اللازمة في سبيل ذلك، وأوضحت في بيان لها أن القضية الفلسطينية لا تزال مشتعلة وسيكون من الخطأ الاعتقاد أنه يمكن من دون تسويتها تحقيق استقرار موثوق في منطقة الشرق الأوسط، داعية الشركاء الإقليميين والدوليين إلى تكثيف وتنسيق الجهود لحل هذه القضية، وجددت التأكيد على استعداد روسيا لمثل هذا العمل المشترك بما في ذلك في إطار اللجنة الرباعية الدولية.
في غضون ذلك، وفي إطار تنفيذ مخططاتها العدوانية التهويدية صعدت قوات الاحتلال الاسرائيلي من عمليات هدم منازل وممتلكات الفلسطينيين في الضفة الغربية في ظل تجاهل المجتمع الدولي للمطالبات الفلسطينية بالتدخل العاجل لوقف عمليات الهدم وتطبيق القرار الأممي 2334 الذي يطالب بالوقف الفوري للإستيطان.
فقد هدمت قوات الاحتلال قرية العراقيب الواقعة في منطقة النقب بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 للمرة الـ 178، وذكرت وكالة معا أن قوات الاحتلال اقتحمت القرية مدعومة بعدد من الجرافات وهدمت منازل الفلسطينيين وخيمهم وشردت عائلاتهم مشيرة إلى أنها المرة السابعة التي يتم فيها هدم القرية منذ مطلع العام الجاري.
ويؤكد أهالي قرية العراقيب استمرارهم بمعركة الصمود على أراضيهم وإعادة بناء منازلهم ونصب الخيم مجددا مشددين على رفضهم مخططات سلطات الاحتلال التي هدمت عشرات القرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 بهدف تشريد أهلها والاستيلاء على أراضيهم التي تقدر مساحتها بمئات آلاف الدونمات وذلك ضمن مخططها لتهويد هذه القرى.
كما هدمت قوات الاحتلال منزلا فلسطينيا ومنشأة زراعية في مدينتي رام الله والخليل بالضفة الغربية، وأوضحت وكالة معا أن قوات الاحتلال اقتحمت قريتي بيت سيرا غرب رام الله وترقوميا غرب الخليل برفقتها عدد من الجرافات وهدمت منزلا فلسطينيا ومنشأة زراعية.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال 22 فلسطينيا من مناطق متفرقة بالضفة الغربية، وذكرت وكالة وفا أن قوات الاحتلال اقتحمت قرى وبلدات في الخليل وجنين وطولكرم ورام الله وسلفيت والقدس المحتلة وداهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها واعتقلت 22 منهم.
في الأثناء، جدد عشرات المستوطنين الإسرائيليين اقتحام المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وذكرت وكالة وفا أن 124 مستوطنا اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
كما اقتحم عشرات المستوطنين الإسرائيليين المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية شمال نابلس بالضفة الغربية، وقال رئيس بلدية سبسطية محمد عازم: إن 150 مستوطنا اقتحموا المنطقة الأثرية في البلدة وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال التي منعت الفلسطينيين من دخولها.