بغياب الطرق الحراجية.. الحرائق تنغص صيف طرطوس!
تقضي الحرائق سنوياً على جزء كبير من الثروة الجراحية في الساحل السوري، وهي تندلع كل عام في حراج محافظة طرطوس في مثل هذه الفترة من السنة، وهناك تبريرات عدة لاندلاع الحرائق التي تسبّب خسائر كبيرة في الغطاء الأخضر، عدا التلوث البيئي الحاصل وما تتعرّض له الحيوانات التي تعيش في المناطق الحراجية، وقد تكون هذه الحرائق بفعل فاعل أو نتيجة الإهمال وخروج النيران عن السيطرة فتلتهم الأخضر واليابس.
الإهمال واللامبالاة!
ويبيّن العقيد سمير شما قائد فوج إطفاء طرطوس أن الحرائق التي أخمدها الفوج خلال شهر آب الماضي بلغت ٣٢٧ حريقاً، أكبرها حريق أبو عفصة وجديتي والصفصافة، وفي الشهر الحالي بلغ عدد الحرائق ١٣٨ حريقاً أكبرها حريق حصن سليمان وحاموش رسلان وزوق بركات، ويعود سبب اندلاعها بالدرجة الأولى للإهمال واللامبالاة والجهل، وقد تكون بهدف الربح المباشر أو غير المباشر، أو بسبب خطوط التوتر العالي.
كما بيّن شما أن الأضرار مادية ومحدودة الانتشار، وهناك عدة صعوبات نواجهها في إخماد الحرائق، منها وعورة الأراضي وصعوبة الوصول إلى أماكن الحرائق بشكل جيد.
الحرق العشوائي
المهندس حسن ناصيف رئيس دائرة الحراج في زراعة طرطوس قال إن عدد الحرائق التي قامت فرق الإطفاء التابعة للدائرة بإخمادها بلغ ٥٨ حريقاً حراجياً بمساحة ٢٣٠ دونماً و٣٢١ زراعياً، توزعت على مختلف مناطق المحافظة كان أكبرها حريق ضهر الرقمة في منطقة الشيخ بدر مساحته ٦٠ دونماً، وحريق نبع كرم في منطقة صافيتا مساحته ٧٠ دونماً. ولفت إلى أن الأضرار التي خلفتها الحرائق تُقدّر بمئات الملايين، نجم عنها حرق آلاف الأشجار والشجيرات الحراجية من السنديان والصنوبر والبلوط ومرافقاتها، وهناك أسباب عدة تقف وراء اندلاع الحرائق تظهر بشكل أساسي بالحرق العشوائي للمخلفات الزراعية ضمن الأراضي الزراعية من قبل الفلاحين في أوقات تعتبر حالياً ذروة في درجات الحرارة، إضافة إلى أخطار الشبكة الكهربائية الممتدة داخل المواقع الحراجية ونشوب بعض الحرائق من جوانب الطرقات بسبب إلقاء أعقاب السجائر بشكل خاطئ، إضافة إلى عوادم السيارات.
جغرافيا صعبة
وتتعلّق صعوبة عمليات الإطفاء بطبيعة المواقع الجغرافية الصعبة وصعوبة الوصول إليها بالآليات، إضافة إلى الظروف المناخية القاسية المرافقة لذلك هذه الأيام بحسب ناصيف، الذي أشار إلى ضرورة نشر الوعي بين المواطنين بضرورة عدم حرق المخلفات الزراعية بصورة عشوائية خاصة في أيام الحرارة العالية.
وللتخفيف من اندلاع هذه الحرائق والحدّ منها، بيّن ناصيف أنهم يسعون دائماً لتطوير خطة مكافحة الحرائق التي توضع كل عام، من خلال دعم مراكز حماية الغابات البالغة خمسة مراكز، وتزويد فرق الإطفاء العاملة لديهم بالعمالة الموسمية والدائمة إن أمكن، وتجهيز الآليات والعمل على زيادة عددها بالتنسيق مع الجهات المعنية، وشق الطرق الحراجية وتعزيل الطرق الموجودة، ونشر فرق راجلة في المواقع المهمّة واستكمال جاهزيتها العددية من خلال العمالة الموسمية وتسليمها المعدات المتوفرة لدى الدائرة، والمحافظة على جهوزية غرفة عمليات مديرية الزراعة والرقم المجاني ١٨٨ لتلقي أي تبليغ عن أي حريق دون مسؤولية على الشخص الذي يقوم بالتبليغ ليتمّ التعامل بجدية كاملة مع أي اتصال، والمساهمة مع الجهات المختلفة لنشر الوعي بين الفلاحين والمواطنين بضرورة المحافظة على الغطاء النباتي باتباع سبل الوقاية السليمة.
ظروف وملابسات
ولفت ناصيف إلى أن لكل حريق ظروفه وملابساته، وفي حال كشف الفاعل الحقيقي يتمّ تنظيم الضبط اللازم وتوجيهه إلى فرع قضايا الدولة لتتمّ محاكمته وفق القانون، ويستمر التحقيق السري والعلني في ظروف الحرائق المجهولة حتى معرفة الفاعل، وهنا لابد من تضافر جهود الضابطة الحراجية مع الجهات الأمنية والمجتمع المحلي.
وكانت فرق الإطفاء التابعة لفوج الإطفاء والتابعة لدائرة الحراج قد آزرت في إطفاء الحرائق التي اندلعت في محافظة حماة بقوام سيارتي إطفاء مع طواقمها من قبل فوج الإطفاء، كما توجهت فرق الإطفاء التابعة لدائرة الحراج في كل من مركز القدموس وعين عفان ودير الجرد وبوردة وبهمرين والنبي متى بعمالها وآلياتها ومعداتها للمشاركة في إطفاء الحرائق نفسها.
رشا سليمان