ثقافةصحيفة البعث

“حوارات أدبية” في صالون سلمية الثقافي

“حوارات أدبية” فعالية أدبية أقامها صالون سلمية الثقافي، أشرف عليها شاعر مصياف سليمان الشيخ حسين الذي تحدث عن قصيدة النثر وإشكالياتها وروادها ودورها في سلمية “مكمن الشعر”. وأدار الجلسة الشاعر أيمن رزوق الذي اعتبر أن خيار الحداثة وقصيدة النثر هو خيار وجودي مؤسّس بشرط تاريخي، فلم يكن خياراً عابراً لشكل كتابي فني فحسب، بل إن المراهنة على الحداثة في الشكل الجديد في البنية الشعرية تعني التخلص من أعباء الترهل والرتابة والتكرار والنوم في عسل الماضي. وبيّن أن قصيدة النثر تعتبر من معطيات الثقافة الكتابية المعاصرة، مثلها مثل الرواية والسينما والقصة القصيرة المعاصرة بأشكالها المتنوعة وتعدّد تجلياتها، وكلها فنون تلقفها المثقفون من الترجمة والثقافة العالمية المعاصرة.

وحاول رزوق أن يوضح مدى أهمية قصيدة النثر بالأمثلة والبراهين من خلال “مزامير داوود والقرآن، ومقولات بعض المتصوفة”، حيث اعتبر أن لقاء العربية مع الترجمة في منتصف القرن الثامن عشر أنتج النثر الشعري الفني الأدبي مع جبران خليل جبران وأمين الريحاني ومي زيادة، وبيّن بالأمثلة شعراء كان لهم دور بارز في القصيدة النثرية وعلى رأسهم شعراء من سلمية كــ محمد الماغوط وسليمان عواد ويوسف الخال وغيرهم، واختتم ورقته بتساؤل: هل لقصيدة النثر المعاصرة جذور في اللغة العربية؟

وأكد الشاعر فاتح كلثوم أن النقاش حول قصيدة النثر موضوع شائك ومعقّد بآراء مختلفة ومتعدّدة، بينما اعتبر عبد العزيز مقداد أن قصيدة النثر التي لم تكن موجودة عند العرب هي ارتجال، وتعدّ إحدى مفرزات عصر النهضة.

وحاولت الشاعرة ثناء أحمد أن تبيّن ماهية قصيدة النثر من خلال الجدالات والتباينات في الآراء، أما الشاعرة هيفاء خلوف فاعتبرت تطور القصيدة بأن تصبح نثرية لأنها غير معقدة أو مقيدة.

وبيّن الشاعر عدنان الخطيب أن للقصيدة عنصرين مهمين هما الشكل والمضمون اللذين يكوّنان أي حالة إبداعية، فالفرق بين الشعر والنثر هو أن النثر حالة كنائية تجاوزت المفردات ووصف الأشياء، بينما القصيدة هي جمل ذات إيحاء لأن الشعر يحرك الخيال، ورأت الشاعرة ميساء سيفو أن قصيدة النثر ملامحها غير محدّدة وفيها تقليد أعمى لتجارب الغرب والترجمات الغربية، متسائلة: وهذا الأمر هل يخدمها أم يكسر أجنحتها؟.

الشاعر أمين حربا مدير الصالون أكد أن الشعرية موجودة في كل الأنواع الأدبية، كالرواية والقصة والمسرح، وفي الشعر العربي يجب أن تكون الكلمة مرتبطة بالموسيقى، والفرق بين الشعر وقصيدة النثر أن الشعر هو اللعب على الحبل فأي خلل يسقطك، بينما النثر هو الانطلاقة.

واختتم الحوارات الشاعر سليمان الشيخ حسين المشرف على الندوة بالتأكيد على أن فكرة هذا النشاط مناقشة محوره المحدّد، بهدف تفعيل الحراك الأدبي والخروج عن النمطية في الأمسيات الشعرية والقصصية وغيرها.

نزار جمول