سليمان حرفوش مع فرقة قصيد في الأوبرا
أطلق سليمان حرفوش أغنية “ياعيون ضيعتنا”، على مسرح الأوبرا بغنائها للمرة الأولى بمرافقة فرقة قصيد بقيادة المايسترو كمال سكيكر الذي قام بالتوزيع الأوركسترالي لها- كلمات وألحان عيسى النجار- إضافة إلى جميع الأغنيات الرائعة المختارة من التراث الغنائي السوري والعربي القديم والقريب من المعاصر لكبار المغنين، “الحبايب ألحان زهير العيساوي، أحبابنا ياعيني ألحان فريد الأطرش، سمرة ياسمرة ألحان كارم محمود، يامحلا الفسحة ألحان داود حسني، حلوة ويانيالها لزكي ناصيف” وغيرها.
شاركت فرقة قصيد مع الكورال بالوتريات والعود والبزق والإيقاعيات المنوعة، وتميزت بحضور البيانو-العازف إياد جناوي- بأغنيات عدة، منها “حلوة ويانيالها” والأكورديون- العازف وسام الشاعر- بأغلب الأغنيات مع دوره بالصولو الصغير. وقد اعتمد المايسترو كمال سكيكر الذي وصف صوت سليمان حرفوش بالصوت المؤدب المثقف المصنف بطبقة تينور ويمتلك مساحة للطبقات الحادة، على التوزيع الجماعي على الآلات ككل مكتفياً بالصولو الأساسي الغناء مع دور فواصل صغيرة ضمن التوليفة الموسيقية للأكورديون والكمان والإيقاعيات.
حكاية الضيعة
في أغنية “ياعيون ضيعتنا” يحيي حرفوش الضيع السورية وقراها باللهجة المحكية، واتسمت بألحان هادئة تذكرنا بأغنيات الضيعة اللبنانية، وسألته عن كلماتها التي نسجت قصيدة من حكاياتها وحاراتها وبيوتها وأبوابها وحجارها وهمساتها، فتحدث عن التعاون الموسيقي بينه وبين الملحن والشاعر عيسى النجار الذي يعرف تماماً تركيبة صوته وتابع: نحن قدمنا أغنيات سابقة منها “ياطير الحمام وديلو سلام”، وحققت شهرة كبيرة، وقريباً سأطلق أغنية جديدة هي بمثابة بطاقة شكر للأطباء والفريق الطبي الذين قدموا الكثير من الشهداء أثناء إنقاذ المصابين من جائحة كورونا. ومؤخراً سجلت أغنية من كلمات فؤاد شلغين ألحان كمال سكيكر “بوقف ع كتف الليل بنده لك”. وحالياً أنتظر التمويل للإنتاج وإصدار ألبوم خاص يتضمن أعمالاً هادفة وذات مستوى فني راق تساهم في تغيير ذائقة الناس وميلهم نحو الأفضل، ولديّ أكثر من عشر أغنيات من ضمنها أغنيات للشاعر عيسى أيوب وعمر الفرا لكن تكلفة الإنتاج باهظة جداً بالنسبة إليّ.
أما عن الفيديو كليب فيرى أن الأغنية الناجحة الجميلة تصل إلى كل الناس سواء أكانت فيديو كليب أم لا، لاسيما أننا في عصر السوشل ميديا. فالتلفزيون لم يعد الأول، الأهم هو أن تكون الأغنية مسجلة بالأستوديو مع فرقة كبيرة وليست منفذة على الأورغ.
وعن تأثره بالرحابنة وزكي ناصيف ووديع الصافي وخياره في كل أمسية أغنية لناصيف، أوضح بأن زكي ناصيف حالة استثنائية كونه يجمع بين الرحابنة ووديع الصافي ويقترب من آلية وسمات الأغاني التي جمعت بين سورية ولبنان البلدين اللذين يجمعهما ثقافات مشتركة منها الغناء والموسيقا.
كلاسيكيات الدراما المصرية
ومن لبنان إلى الموسيقا التصويرية وغناء “تتر ليالي الحلمية – منين بيجي الشجن من اختلاف الزمن” الذي كان له وقع جميل جداً وزاد من جماله دور الإيقاعيات في المقدمة الموسيقية وإضافة الطبلة إليها، يرى حرفوش أن غناء هذا العمل حمل أصداء إيجابية كبيرة وأن نسبة كبيرة من الجمهور حضرت لتسمعه، ليصل إلى دور الإعلام بنشر نوعية الأعمال المقدمة في دار الأوبرا المتصفة بالفن الجاد والهادف المستمدة من التاريخ الغنائي. وكما ذكر يحاول أن ينوع بخياراته من القديم إلى القريب من المعاصر، وتوقف عند الموشح القديم الذي قدمه في الأمسية ووصفه بالصعب، ويعد من أهم موشحات الموسيقا العربية” رماني بسهم هواه” ألحان داود حسني، بتوزيع سكيكر أوركسترالياً مع كل الأعمال دون المساس بالهوية الأصلية للحن من خلال الآلات المنفذة والمشكلة هارموني.
كورال بشاير البيدر
ومن مشروعه الهام مع الأنوروا “الموسيقا في داخلي” الذي خرّج طلاباً بعضهم طلبة في المعهد العالي للموسيقا وعازفين، إلى مشروعه الجديد، أضاف حرفوش: كورال “بشاير البيدر” تجمع مدني في حيّ جرمانا يضم سيدات من شرائح مختلفة بينهن طبيبات ومدرسات وموظفات وربات بيوت تعلمن قراءة النوطة الموسيقية، وتعلمن الغناء بطريقة الكورال وفق تقنيات الغناء الجماعي، إضافة إلى متابعتي الإشراف على كورالات الأطفال في أمكنة عدة، وأقوم أيضا بتدريب الكورال الخاص بمرضى الناعور وقدموا حفلين أحدهما في دار الأوبرا.
أوفد سليمان حرفوش بعد تخرجه من معهد الفنون للموسيقا العربية إلى اليونان لدراسة تقنيات الصوت والغناء، وجال دول العالم لإحياء التراث الغنائي العربي، كما شارك في المهرجانات السورية والدولية ويشرف على مشروعات عدة، منها مدير المنتدى الفني ورئيس قسم الموسيقا في المنظمة الألمانية للتنمية والسلام.
ملده شويكاني