ملامح تشكيلية واعدة
تقدم الملتقيات التشكيلية فرصة طيبة للفنانين الشباب والمحظوظ منهم هو الذي يدعى للمشاركة في أحد هذه الملتقيات التي ترعاها وزارة الثقافة أو تقيمها جهة خاصة تستثمر في الفن التشكيلي وتنتقي من الفنانين من تجد في لوحته قيمة فنية، وكثيرا ما تبنى هذه الرؤية بناء على تزكية من جهة مقربة ومحسوبة، وأفضل هذه التزكيات هو الرأي الجامع الذي اكتسبه الفنان الشاب من خلال معرض الربيع أو مشاركة له في معرض جماعي مع زملائه أو ما يتبناه أستاذه الفنان الذي درسه في كلية الفنون، وفي الفترة السابقة للحرب كانت الصالات الخاصة تلعب الدور الأخطر في دفع البعض نحو الواجهة وبحسابات التسويق والبيع أولا.
في هذا الصيف، تقدمت وجوه شابة جديدة عبر معرض الربيع الدوري، وعزز ذلك تواجدها في الملتقى الذي أقيم مؤخرا في المتحف الوطني، ومن هؤلاء الشباب الفنانة إيمار حميدي ووسيم عبد الحميد والفنان الشاب نور خوري الذي يشترك مع إيمار بهاجس البحث عن خصوصية في اللوحة دون المغامرة بمكتسبات الأكاديمية التي تعلموها في كلية الفنون، هذه الملامح التي تلامس في جوانبها شيئا من تعبيرية قصاب بالنسبة لنور خوري فيما تتجه إيمار نحو إنجاز لوحة التصوير المبسطة في اللون والتكوين حيث السطوح المتجاورة المتدرجة في اللون بحدود الخط الرشيق والمختصر مثل اغلب المصورين السوريين الشباب الذي جذبتهم حساسية خط الفنان إدغار دييغا وتعبيرية إيغون تشيلي.
فيما تشتبك تجربة وسيم عبد الحميد الشاب المدرس في معهد الفنون التطبيقية مع تجارب سورية واضحة اهتمت بتصوير الجموع الآدمية والحشود “أحمد معلا” بصيغة اللوحة البانورامية المقسمة إلى مستويات أفقية أو عامودية يغلب على تكوينها أعمال التأليف السينوغرافي المسرحي، كما يغلب الطابع الإعلاني في استخدام الألوان الشديدة التأثير ولمساحات كبيرة قياسا للعمل، ويجدر بالفنان المأخوذ بسلطة اللون أن ينتبه إلى الجانب الغرافيكي في العمل حينها يكون قد خطا نحو مساحة أوسع تمنحه متعة وفرصة أكثر حرية مما يساهم في بناء الخصوصية المبدعة التي يسعى إليها.
أكسم طلاع