النظام البحريني يقمع التظاهرات المناهضة للتطبيع
ردّاً على خطوات التطبيع المتتالية من قبل بعض الأنظمة العربية، ورفض ما يسمّى “الجامعة العربية” إدانة تلك الخطوات، أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أنّ فلسطين قرّرت التخلي عن دورها كرئيس للدورة الحاليّة لتلك الجامعة، واعتبر أنّ ما شهدناه في الاجتماع الأخير يعكس تواطؤ “جامعة الدول العربيّة”، قائلاً: “يبدو أن المحاولات الأميركيّة لإغراء الدول الأخرى بالتطبيع متعثرة”، مؤكداً التواصل مع جميع الدول من أجل ثبات موقفها وعدم الانجرار وراء الضغوطات الأميركيّة.
المالكي شدّد على أنّه “لا يشرفنا رؤية الدول العربيّة تهرول للتطبيع مع الاحتلال خلال رئاستنا لمجلس جامعة الدول العربية”، مؤكداً متابعتهم لترويج أسماء الدول التي ستتبع خُطا البحرين والإمارات في التطبيع، ورأى أنّه يجب أن نستمر بالعمل ضمن العمق العربي، وهناك دول عربية ترفض التطبيع، مضيئاً على مواقف الشعوب والبرلمانات التي ترفض التطبيع.
في الأثناء، أكدت الكويت التزامها بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعم خياراته وتأييدها لكافة الجهود الهادفة إلى الوصول إلى حل عادل وشامل، يضمن إقامة دولة عاصمتها القدس، وشدّد مجلس الوزراء الكويتي على أن القضية الفلسطينية مركزية، باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى.
وجدّد المجلس تأييده لكل الجهود الرامية للوصول إلى حل يضمن للشعب الفلسطيني إنهاء الاحتلال وعودة اللاجئين، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
ويأتي ذلك بمثابة الردّ على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي زعم أن “الكويت ستنضم سريعاً، لاتفاقيات التطبيع مع إسرائيل”، التي وقعتها كل من الإمارات والبحرين في 15 أيلول الجاري.
وبالإضافة إلى بيان مجلس الوزراء، أكد نواب كويتيون رفضهم لأي تطبيع مع “إسرائيل”، مؤكدين أن كلام ترامب يصب في خدمة دعايته السياسية.
بالمقابل، شدّدت السلطات البحرينية إجراءاتها القمعية لمنع المسيرات الشعبية الرافضة للتطبيع بعد خروج الكثير من التظاهرات في العديد من المدن تنديداً بتطبيع العلاقات بين بلادهم و”إسرائيل” بما في ذلك تبادل فتح السفارات.
وتواصلت التظاهرات الرافضة لتطبيع النظام الحاكم مع الاحتلال رغم إجراءات القمع التي يمارسها هذا النظام بحقهم، إذ نظمّت مسيرات حاشدة خلال الأيام الماضية رفعت خلالها أعلام فلسطين واللافتات المندّدة بالتطبيع والمتمسكة بالقدس، وذلك على وقع الهتافات المنددة بحكام البحرين وبأميركا و”إسرائيل”.
ميدانياً، فتحت قوات الاحتلال نيران أسلحتها الرشاشة باتجاه المزارعين الفلسطينيين شرق خان يونس جنوب قطاع غزة المحاصر ما اضطرهم لمغادرة أراضيهم.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مخيم جنين جنوب غرب مدينة جنين وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام، ما أدى لإصابة فلسطيني برصاصة في ساقه والعشرات بحالات اختناق كما قامت باعتقال أربعة فلسطينيين.
واقتحمت قوات الاحتلال مدينة نابلس وبلدتي بيت ريما ونعلين ومخيم الجلزون في رام الله ومخيم عايدة وقرية مراح في بيت لحم وبلدات سعير في الخليل والعيسوية والعيزرية في القدس المحتلة واعتقلت ستة عشر فلسطينياً.
إلى ذلك، شهدت مدينة طولكرم بالضفة وقفة تضامنية مع الأسرى الفلسطينيين الذين يتعرضون لانتهاكات سلطات الاحتلال في معتقلاته ولا سيما المرضى والمضربين عن الطعام.
وشدّد المشاركون في الوقفة أمام مكتب الصليب الأحمر على ضرورة مواصلة دعم الأسرى والتضامن معهم في ظل ما يتعرضون له من انتهاكات وممارسات وحشية من قبل سلطات الاحتلال وسط إهمال طبي متعمد بحقهم.
وأكد مدير مكتب نادي الأسير في طولكرم إبراهيم النمر أن الوقفة هي دعم للأسرى وتحديداً الأسير المسن خيري حنون الذي اعتقلته قوات الاحتلال، أول أمس الاثنين، من منزله في بلدة عنبتا شرق طولكرم وزجه في ظروف اعتقالية قاسية.
وحذر النمر من تدهور الوضع الصحي للأسرى المرضى والمضربين عن الطعام وخاصة ماهر الأخرس وعبد الرحمن شعيبات المضربين منذ 40 يوماً ويعيشون ظروفاً صعبة للغاية، مشدّداً على ضرورة تحمل المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية وعلى رأسها الصليب الأحمر الدولي مسؤولياتها والضغط على سلطات الاحتلال لوقف انتهاكاتها بحق الأسرى والإفراج العاجل عن المرضى منهم وكبار السن والنساء والأطفال الذين باتت حياتهم مهدّدة بالخطر.