عودة “الأجنبي” إلى سلتنا.. أضرار فنية ومالية على اللاعبين والأندية!!
“البعث الأسبوعية” ــ عماد درويش
بعيداً عن القرارات التي صدرت عن المؤتمر السنوي لاتحاد كرة السلة، الذي أنهى أعماله يوم الأحد الماضي، هناك أمور بحاجة للحديث عنها، وسبق أن تمت مناقشتها، ولم تقر على أرض الواقع. وعلى سبيل المثال، لم ير مشروع عودة اللاعب الأجنبي إلى الدوري السلوي النور، فمنذ ثلاث سنوات وحتى الآن تم طرح المشروع من خلال المؤتمرات السنوية للعبة، وآخرها قبيل الموسم المنصرم، حيث يعود تطبيق قرار الاحتراف “الخارجي” للعام ٢٠٠٢، وكانت له في وقته نتائج مميزة فنياً وجماهيرياً.
أسباب جوهرية
المؤتمر السنوي الماضي لكرة السلة كان قد أقر عودة اللاعب الأجنبي لصفوف الأندية على أن يشارك لاعب واحد بالدور الأول ولاعبان في الأدوار النهائية، وعلى أن يتواجد لاعب واحد في أرض الملعب مع إلزام الأندية بمشاركة ثلاثة لاعبين محليين فوق ٢٤ سنة، ولاعبين تحت ٢٤ سنة، طيلة الموسم، إلا أن كل القرارات المتعلقة بعودة اللاعب الأجنبي ذهبت أدراج الرياح، لعدة أسباب من أهمها الحالة المادية الصعبة التي عاشتها وتعيشها الأندية – الكبيرة والصغيرة – وعدم توفر السيولة المالية من العملة الصعبة، إضافة لتفشي فيروس كورونا، الأمر الذي دعا اتحاد كرة السلة لإلغاء الدوري للموسم الحالي، كما أن أغلب الأندية وجدت أن استقدام لاعبين أجانب فيه مخاطرة كبيرة، فقررت التعاقد مع لاعبين محليين من أجل دعم مسيرة هؤلاء اللاعبين، لكن كل ذلك لم يحسن أو يطور سلتنا، بل أدى لتراجعها ولاسيما خارجياً، فتلقت أنديتنا ومنتخباتنا الوطنية الخسارة تلو الأخرى وخرجت من البطولات بخفي حنين.
فوائد وتتويج
جميع عشاق اللعبة يتذكرون عندما طبق نظام الاحتراف، وأعطى المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام الضوء الأخضر لأنديتنا بضم لاعبين أجانب، للموسم ٢٠٠٢/ ٢٠٠٣، وشهدت حينها سلتنا ازدهاراً أوصلها لمنصات التتويج آسيوياً. وكان نادي الوحدة السباق بين أنديتنا بالتعاقد مع لاعبين أجانب، حيث تعاقد مع الأميركيين أندريه بيتس وإيدي واشنطن فقدما أداء مميزاً، ونجح خلالها النادي بنيل لقب بطولة آسيا للأندية. كما انعكست مشاركة اللاعبين الأجانب على منتخبنا الوطني وكانت نتائجه في تلك الحقبة على مستوى الطموح ونجح في الفوز بلقب بطولة غرب آسيا، كما كان رقما صعباً في كافة مشاركاته القارية.
آراء فنية
عودة اللاعب الأجنبي لها إبعاد ودلالات، وتم طرحها على عدد من خبراتنا السلوية. وفي هذا السياق، قال مدربنا الوطني أبي دوجي: بالتأكيد وجود اللاعب الأجنبي سيرفع مستوى اللعبة والدوري، وسيحسن المستوى الفني للاعبين، كما سيرتفع مستوى المنتخب الوطني، لكنه الآن سلاح ذو حدين، فأنديتنا غير قادرة على استقدام لاعب واحد فقط، لأسباب عدة منها التكلفة المادية لأي لاعب، والظروف الحالية غير مواتية لكافة الأندية، وسبق لاتحاد السلة أن طرح هذا الموضوع عدة مرات إلا أن الأندية رفضت الفكرة.
من جهته، المدرب الوطني عدي خباز أكد أن الأمر غير وارد حالياً، والأفضل منه الاهتمام باللاعب المحلي ودعمه مالياً والارتقاء بمستواه الفني، فهو الأفيد والأفضل لسلتنا، فالمعروف عن أنها منجم للمواهب، وفتح المدارس السلوية في الأندية وتأهيل لاعبينا أفضل من استقدام لاعب أجنبي يكلف أي ناد ميزانية موسم كامل.
أما مدربنا الوطني مجد شاهين فأشار إلى أن مجيء اللاعب الأجنبي مهم ليتطور مستوى الدوري وإضافة المتعة على المباريات، لكن مجيئه سيكون على حساب اللاعبين المحليين بسبب قرار وجود لاعبين تحت 24 سنة مع كل فريق، فلا فائدة منه، فحينها سيجلس لاعبو المنتخب الوطني مع أنديتهم على مقعد “البدلاء”، ولن يجدوا فرصتهم للعب مع الفريق، وسيتراجع مستوى اللاعبين، ما سيؤثر على المنتخب بشكل عام.
جانب أنثوي
كما أوضح المدرب السابق لسيدات الساحل زياد سابا أن وجود اللاعبة الأجنبية سيعطي إضافة للدوري، لكن شرط ألا يتعدى عدد اللاعبات المحترفات بأي ناد لاعبة واحدة. وفي الوقت نفسه، وجود اللاعبة الأجنبية سيأخذ مكان المحلية، ومن هنا يجب التوصل لصيغة موحدة، ومنها تحديد سقف المبلغ المتفق عليه لكل الأندية، أي أن تكون العقود الاحترافية الخارجية موحدة، مثل العقود المحلية، وهذا الأمر بحاجة لقرار من القيادة الرياضية ولجنة الاحتراف باتحاد السلة.
أما بالنسبة للمستوى الفني، فقال سابا: لا شك أن وجود لاعب أو لاعبة محترفة سيحسن المستوى الفني بحكم أن المحترفين من مدارس كرة السلة المتطورة في أوروبا وأميركا، ووجود المحترفين في الدوري المحلي سيعطي إضافة فنية كونه يحمل فكر المدرسة القادم منها، عندها سيتحسن مستوى اللاعب المحلي، وستزداد خبرته خاصة بالمشاركات الخارجية، لكن – على العموم – الوضع الحالي لا يسمح بتواجد اللاعبة الأجنبية، على أمل أن تتحسن الظروف.. وعندها لكل حادث حديث.
آراء مختلفة
أخيراً، نجد للوهلة الأولى أن عودة اللاعب الأجنبي لأنديتنا لم تنل رضا الجميع، فبعض الأندية رأى أن العودة فيها إجحاف بحق الأندية الفقيرة كونها غير قادرة على دفع مبالغ مادية كبيرة “بالعملة الصعبة”، وحتى بعض الأندية “الكبيرة ” رأى أن صرف المبالغ العالية صعب جداً، والأولى أن يستفيد منه لاعبونا المحليون..
وهذا يدعونا للتساؤل: هل ما كان يطرحه اتحاد السلة فيما مضى لمصالح شخصية من أجل قبض “السمسرة” من اللاعبين الأجانب؟ أم أن طرح هذا الموضوع كان من أجل “البهرجة” الإعلامية؟
–