تحدياً لواشنطن.. موسكو تتعهّد بتعزيز التعاون العسكري مع إيران
تعليقاً على العقوبات الأميركية الجديدة على إيران، قال المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني حسين أمير عبد اللهيان: إن الولايات المتحدة فقدت هيمنتها العسكرية وحیثيتها السياسية خلال اختبارها للقوة مع إيران على مدى 40 عاماً، ورأى في تغريدة له على “تويتر” أن العالم أصبح أكثر اضطراباً بسبب أفعال واشنطن الأحادية وغير القانونية، مشيراً إلى أن النظام الأميركي نظام بلطجي بلا أخلاق ومنتهك للقانون وكذاب.
من جهته، أكد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي أنه لا أثر عملياً لقرار الولايات المتحدة، وأضاف في تغريدة له على “تويتر” أن تلك العقوبات إشارة واضحة إلى اليأس، عقب الفشل الأخير في الأمم المتحدة، والذي لم يضف سوى العزلة للولايات المتحدة.
وفي وقت سابق، شدد روانجي على أن فرض أميركا الحظر على إيران بأنه يفتقد لأي تأثيرات عملية وأنها لن ترى بعينيها عودة القرارات الملغاة مطلقاً، لأنها لا وجود لها وفق القوانين الدولية.
تصريحات عبد اللهيان وروانجي تأتي على خلفية إعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الاثنين الماضي فرض عقوبات جديدة على إيران، قائلاً: إن واشنطن قررت فرض عقوبات على وزارة الدفاع الإيرانية.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال في كلمة ألقاها الاثنين الماضي بمجلس العلاقات الخارجية الأميركية: إن الحظر الأميركي ليس جديداً ولن يؤثر كثيراً، مؤكداً أن واشنطن بهذه العقوبات لا تتخذ إجراءات ضد بلاده فحسب بل ضد العالم بأسره، مشيراً إلى أن الاتفاق النووي ما زال حياً، مؤكداً رفض بلاده التفاوض بشأنه مجدداً.
إلى ذلك، تعهدت روسيا بتعزيز التعاون العسكري مع إيران بعد انتهاء حظر السلاح عليها الشهر المقبل، وأكدت أن العلاقات بين البلدين لن تتأثر بقرار واشنطن الفاشل، وقال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إنه ستفتح في تشرين الأول المقبل أمام روسيا إمكانات إضافية للتعاون العسكري والتقني مع إيران بغض النظر عن العقوبات الأميركية، مضيفاً: إن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعادة فرض العقوبات التي كانت تفرضها الأمم المتحدة على إيران لن يؤثر على علاقات موسكو السياسية والاقتصادية مع طهران، مشيراً إلى أن بلاده ستتخذ تدابير كي لا تتأثر بالعقوبات الأميركية المحتملة ضد التعاون مع إيران.
من جهته، أعلن رئيس اللجنة الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف أن روسيا ستواصل التعاون مع طهران، وكتب على صفحته في “فيسبوك” أن “اجتماع اللجنة الحكومية الروسية الإيرانية حول التجارة والتعاون الاقتصادي يجب أن يعقد في الخريف، مضيفاً: إن التعاون سيستمر على الرغم من الموجة النشطة القادمة للعقوبات الأميركية قبيل الانتخابات، والتي تحولت بالفعل حسب قوله: إلى ضجيج غير ممتع، لكنه مألوف، وأخذ الجميع بالتكيف مع العديد من الإجراءات الدولية بطريقة أو بأخرى.
وتأتي التصريحات الروسية التي تنطوي على تحد لواشنطن بعد أن قرر الرئيس الأميركي في خطوة غير قانونية إعادة فرض الحظر الأممي على إيران رغم تأكيد الأوروبيين فضلاً عن روسيا والصين عدم قانونية خطوته.
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الفنزويلية أن العقوبات الأميركية الجديدة على الرئيس نيكولاس مادورو عدوان جديد على فنزويلا، وقالت في بيان لها: إن كراكاس ترفض وتدين أمام المجتمع الدولي العدوان الأميركي الجديد وإعلان عقوبات أحادية الجانب ضد الرئيس مادورو من دون أي سبب كجزء من حملة العدوان المستمرة ضد إيران وفنزويلا ومنظومة الأمم المتحدة المتعددة الأطراف، مؤكداً أن واشنطن لا تستطيع منع كراكاس من بناء علاقات مع إيران.
ومن المقرر أن ينتهي منتصف الشهر المقبل حظر السلاح -الذي كان مفروضا على إيران- بموجب القرار الدولي الذي أقر الاتفاق النووي المبرم عام 2015، وهو ما يعني أن الأمم المتحدة ستبدأ بنهاية نفس الشهر تخفيفاً تدريجياً للحظر الذي يمنع طهران من شراء طائرات وأسلحة أخرى حديثة.
في غضون ذلك، أكد مساعد القائد العام للجيش الإيراني للشؤون التنسيقية الأدميرال حبيب الله سياري أن بلاده تصنع جميع المعدات العسكرية ومنها الطائرات والمدمرات والسفن الحربية، وفي تصريح أدلى به للتلفزيون الإيراني اعتبر الكوادر البشرية في الجيش والحرس الثوري المحور الأول في الجهوزية القتالية، وقال: إن كوادرنا البشرية مدربة وتعرف أهدافها جيداً وملتزمة بأهداف ومبادئ الثورة، مضيفاً: إن المعدات التي نستخدمها اليوم مصنعة باليد المقتدرة في القوات المسلحة والشركات المعرفية وصناعات وزارة الدفاع، مشيراً إلى أن الكوادر البشرية إلى جانب الأسلحة المصنعة داخلياً والتكتيكات التي نتخذها والدعم من الشعب، قد وفرت لنا الجهوزية للتصدي لأي تهديد.