آلة كمان تعود للعام 1750 هدية للعازف المتميّز سماح أبو راس
بمبادرة من وزارة الثقافة وجمعية صدى الموسيقية وبنك الشرق، أهدت د. لبانة مشوح وزيرة الثقافة كماناً نادراً يعود للعام 1750 لسماح أبو راس، الطالب المتميّز على آلة الكمان في معهد صلحي الوادي، بهدف تشجيعه وصقل موهبته ليصبح في المستقبل من أهم عازفي الكمان في سورية.
وأكدت د. مشوح أن من بين الأهداف الإستراتيجية لوزارة الثقافة الاهتمام بالمواهب ورعايتها من خلال المعاهد الموسيقية كمعهد صلحي الوادي والمعهد العالي للموسيقا ومدرسة الباليه والمعهد العالي للفنون المسرحية، مشيرة إلى أن رعاية المتفوقين في هذه المعاهد تفوق رعاية التأهيل العادية لأنها بحاجة إلى أموال، ومن هنا تبرز أهمية تعاون الدولة مع المجتمع الأهلي ورجال الأعمال والذي تَجسد اليوم بتعاون ثلاث جهات ساهمت في تكريم اليافع سماح أبو راس الذي يعزف بتميز على آلة الكمان منذ تسع سنوات من خلال إهدائه تحفة فنية نادرة بعد أن بدا جلياً لأساتذته بأنه يحمل موهبة فذة وواعدة، فكان من الضروري العمل على تأمين آلة متطورة وبسعر عالٍ لتقديمها هدية له، معبّرة عن سعادتها بهذا التعاون الذي سيكون باكورة تعاون بين المؤسسة الثقافية المتمثلة بوزارة الثقافة والمجتمع الأهلي ورجال الأعمال والمؤسسات الأهلية التي سيكون لها دور فاعل برعاية المبدعين.
آلية جديدة
وبيّن المايسترو أندريه معلولي مدير دار الأسد للثقافة والفنون والمدير السابق للمعهد العالي للموسيقا أنه كان من الضروري تقديم هذا الكمان لهذه الموهبة لمساعدته في تطوير مستواه، موضحاً أن الكمان المُقدَّم لسماح أبو راس تحفة فنية ألمانية المنشأ تعود لعام 1750 وهو صناعة يدوية متقنة مختلفة عن بقية آلات الكمان الأخرى، وهو أمر ضروري لبناء علاقة خلاقة بين العازف وآلته ليستطيع من خلالها أن يُطوِّر نفسه ويوصل رسالته التي يريد إيصالها، منوهاً بأن عدة خبراء أجروا عليه بعض التعديلات (إكسسوارات) ليصبح جاهزاً للعزف، وقد تمّ تقديم هذه الآلة له لتهيئة بيئة مناسبة لتنمية موهبته التي كان من الضروري دعمها لنستطيع قطف ثمارها في المستقبل. وأكد أن مثل هذه المواهب عندما ترى أن هناك جهات تقوم بدعمها ورعايتها والاهتمام بها سيكون لديها انتماء كبير لهذا المكان وقدرة على تقديم ما هو أفضل، لذلك يجب أن نفكر دائماً كيف نستقطب ونستثمر مواهب أطفالنا، مشيراً إلى أن الاستثمار في هذا المجال طويل الأمد لكنه مربح كثيراً، وسعياً لذلك نوه بأن دار الأوبرا وبالتعاون مع وزارة الثقافة بدأتا بالتحضير لإيجاد حاضنة موسيقية تحتضن كل المواهب وإطلاق الموسيقيين ورفد الفرق الموسيقية بهم، وهكذا لن تكون الدار مجرد مكان لتقديم العروض فقط بل سيكون لديها آلية جديدة لدعم المواهب واحتضانها فنياً وإعلامياً ومادياً لتحقيق الاستقلالية لها يمكن من خلالها أن يكملوا مشوارهم.
وأشارت نسرين حمدان مديرة معهد صلحي الوادي إلى الدور الكبير الذي يقوم به المعهد في تأهيل الطلاب للوصول إلى مراحل متميزة في مجال الموسيقا، منوهة بموهبة سماح أبو راس الذي دخل المعهد بعمر صغير، فظهرت موهبته وتميزه واجتهاده والمثابرة على التدريب في البيت وفي المعهد، ويسعدها أنه كان طالباً متفوقاً في المدرسة والموسيقا، وهذا يؤكد أن الموسيقا تساعد الموسيقي ليبرز في مختلف مجالات الحياة، مبينة أنه من واجب معهد صلحي الوادي المهني تجاه الأطفال تقديم مختلف أنواع الرعاية بحيث يتمّ التعاون مع كل طالب بشكل مختلف حسب موهبته وإمكانياته، منوهة بالدور الكبير الذي لعبه المعهد من خلال الموسيقا في فترة الحرب عبر تقديم الدعم النفسي للطلاب أو من خلال الاهتمام بهم من قبل الكادر الإداري والتدريسي، ومحاولة إقامة العديد من الحفلات الفردية والجماعية والأوركسترالية ومساعدة البعض في تأمين الآلة التي يرغب في العزف عليها، خاصة وأن بعضها غالي الثمن والأهل غير قادرين على شرائها كالآلات النفخية.
وأوضح عازف الكمان جورج طنوس رئيس قسم الوتريات في معهد صلحي الوادي أن المعهد يسعى باستمرار للاهتمام بالمواهب، حيث عمل القائمون عليه مؤخراً بوضع معايير علمية لدعم الطلاب المتميزين بكل الإمكانيات من خلال شراء آلات موسيقية احترافية ليتمكنوا من الاستمرار في تنمية مواهبهم.
المسؤولية المجتمعية
وبيّن هيثم عبد السلام عضو مجلس إدارة جمعية صدى الموسيقية الثقافية أن الجمعية تأسست عام 2006 وهي تهدف إلى مساعدة الموسيقيين وتطوير الموسيقا ونشر الثقافة الموسيقية والثقافة بشكل عام في سورية، وقد أرادت الجمعية المساهمة في تكريم العازف أبو راس لتطوير قدراته الموسيقية والفنية من خلال اختيار كمان متطور له بالشراكة مع بنك الشرق تقديراً لتميزه. في حين أشارت ساندي معتوق مسؤولة قسم الإعلام والإعلان في بنك الشرق إلى أن البنك إضافة إلى عمله يقوم بدعم المواهب اليافعة، وما شجعه على المساهمة بتكريم الطالب سماح أبو راس من خلال إهدائه كماناً متطوراً أنه تمّ الإجماع على موهبته وتميزه بالعزف على آلة الكمان وقد وصل لمرحلة ومستوى متقدم لم تعد آلته قادرة على التجاوب معه لذلك أصبح بحاجة لآلة أكثر تطوراً، وهذا ما حاول البنك المساهمة به انطلاقاً من المسؤولية المجتمعية التي يؤمن بها وبضرورة تكريسها ضمن قطاع الأعمال لدعم شباب الوطن بالتعاون مع الجمعيات الأهلية والمؤسسات الرسمية.
وشكر سماح أبو راس الطالب المتميّز البالغ من العمر 15 سنة جهود أساتذته في معهد صلحي الوادي ودورهم الكبير في صقل موهبته الموسيقية وتنمية قدراته والجهات التي ساهمت بتقديم آلة الكمان له، ورأى أن تكريمه بهذه الطريقة يحمله مسؤولية كبيرة واعداً أن يكون على مستوى هذا التكريم.. وقد قام أبو راس بعد استلامه الكمان بالعزف عليه أمام الحضور.
يُذكر أن سماح أبو راس طالب في معهد صلحي الوادي وفي هيئة التميز والإبداع (الرياضيات) ضمن الفريق الوطني ويعمل حالياً للتحضير لدخول الفريق العالمي.
أمينة عباس