بعد نقل أردوغان مرتزقته.. تصعيد أذري مفاجئ في قره باخ
في تصعيد خطير تفجرت الأوضاع على الحدود الأرمينية الأذربيجانية واندلعت مواجهات عسكرية، بعد أيام من تقارير إعلامية واستخباراتية عن إرسال تركيا ما يقارب 3000 مرتزق إلى جبهات القتال في قره باخ، حيث أكدت هذه التقارير أن رئيس النظام التركي وبأطماعه العثمانية يريد التدخل مباشرة في الصراع الأرمني الأذري وفرض أجنداته الإسلاموية على المشهد من خلال نقل مرتزقته إلى هناك، ولكن في المقابل بدا واضحاً التحذير الأرمني الذي دعا صراحة إلى منع تركيا من التدخل ولعب أدوار مشبوه.. وعليه فإن الأوضاع في الإقليم المتنازع عليه سيشهد مزيداً من توتر إذا ما استمرت أنقرة في عبثها.
وفي التفاصيل، شهدت الأوضاع في إقليم ناغورني قره باغ تصعيداً عسكرياً مفاجئاً، وأعلن رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشنيان أن أذربيجان شنت هجوماً على قره باغ وكتب باشنيان عبر فيسبوك العدو بدأ هجوماً باتجاه قره باغ… والجيش يسيطر على الوضع بنجاح، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية أن قواتها أسقطت مروحيتين أذربيجانيتين وثلاث طائرات مسيرة كما دمرت ثلاث دبابات وأوقعت خسائر في الأرواح محملة قيادة أذربيجان كامل المسؤولية عما يحدث. بدوره قال متحدث باسم رئيس جمهورية قره باغ: إن عاصمة الإقليم ستيباناكيرت تعرضت للقصف من قبل القوات الأذرية ،
كما أعلنت الحكومة الأرمينية الأحكام العرفية والتعبئة العامة في البلاد لمواجهة أذربيجان، ودعا رئيس الوزراء الأرميني جميع أفراد الاحتياط للحضور إلى مقرات المفوضيات العسكرية، وقال باشينيان في كلمة مسجلة: نحن على شفا حرب واسعة النطاق في جنوب القوقاز، معتبراً أن النظام السلطوي في أذربيجان أعلن الحرب على الشعب الأرميني والتي سيكون لها تداعيات لا يمكن توقعها، مشدداً على ضرورة منع تدخل تركيا في النزاع، وحذر في من أن التصعيد في قره باغ قد يخرج عن حدود المنطقة ويهدد الأمن الدولي، داعياً مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والمجتمع الدولي على وجه العموم إلى التركيز على خطورة الوضع، داعياً المجتمع الدولي إلى استخدام جميع آليات الضغط ومنع أي تدخل تركي في النزاع، محملاً أذربيجان المسؤولية عن التصعيد الجديد، مشدداً على أن الهجوم الأذري سيتلقى ردا مناسبا.
بدوره، حذر وزير الدفاع الأرميني دافيد تونويان من أن رد بلاده هذه المرة سيكون أكثر شدة من أي وقت مضى، لافتاً إلى أن الجيش الأرميني يمتلك كل الوسائل اللازمة لذلك، في حين ذكرت المتحدثة باسم وزارة الدفاع شوشان ستيبانيان أن آلاف المواطنين يريدون التسجيل كمتطوعين للذهاب إلى جبهات قره باغ، مضيفة: أنه ليست هناك حاجة حالياً لتجنيد متطوعين.
إلى ذلك، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء الأرمني مستجدات الوضع في الإقليم، وأكدت الرئاسة الروسية “الكرملين” في بيان لها أن المكالمة التي جرت بمبادرة من الجانب الأرمني، تناولت التصعيد الحاد في قره باغ، مشيرة إلى أن الجانب الروسي أعرب عن بالغ قلقه إزاء تجدد القتال بين طرفي النزاع، وتابعت: تم التأكيد على أهمية بذل كافة المساعي اللازمة لمنع استمرار تصعيد النزاع، والأهم هو ضرورة وقف الأعمال القتالية.
من جهتها، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مواصلة بلاده جهود الوساطة لإحلال الاستقرار في إقليم ناغورني قره باغ، حيث أعرب خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأرميني زوهراب مناتساكانيان عن قلقه إزاء الأعمال العدائية في الإقليم والمعلومات الواردة حول سقوط قتلى ومصابين، مشدداً على ضرورة وقف إطلاق النار هناك بأسرع وقت ممكن.
كما دعت الخارجية الروسية الجانبين لوقف إطلاق النار بشكل فوري، وقالت في بيان: إن الوضع في منطقة النزاع قد تدهور بشكل حاد حيث تشهد المنطقة قصفا مكثفا من الجانبين وهناك معطيات عن وقوع خسائر، وأضاف البيان: ندعو الأطراف المعنية إلى وقف إطلاق النار فوراً وبدء المفاوضات من أجل استقرار الوضع.
من جانبه، أعلن حلف شمال الأطلسي “ناتو” في بيان دعوته إلى وقف إطلاق النار فوراً والانخراط في مفاوضات للتوصل إلى حل سلمي، وقال الممثل الخاص للأمين العام للناتو لمنطقة القوقاز وآسيا الوسطى جيمس أباثوراي: يعرب الناتو عن قلقه العميق إزاء التقارير التي تتحدث عن تجدد الأعمال العدائية العسكرية واسعة النطاق على طول خط التماس بمنطقة ناغورني قره باغ.