بسبب ترامب.. الولايات المتحدة مقبلة على حرب أهلية ثانية
تأكيداً لتحذيرات السياسيين والمتابعين والخبراء من اندلاع حرب أهلية في أمريكا على خلفية مواقف الرئيس دونالد ترامب وقراراته المثيرة للجدل، حذّر الصحفي والمحلل الأميركي توماس فريدمان من أن بلاده قد تكون مقبلة على حرب أهلية ثانية.
واستند فريدمان في موقفه إلى غموض موقف ترامب بشأن تسليم السلطة، والذي أثار مخاوف من عدم قبوله بنتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة في الثالث من تشرين الثاني في حال هزيمته أمام خصمه الديمقراطي جو بايدن، وبالتالي، قد يؤدي ذلك إلى عدم تسليمه السلطة للفائز والتسبب في أزمة سياسية خطيرة للبلاد قد تؤول إلى فوضى مسلحة.
وبين فريدمان بأن اندلاع حرب أهلية في الولايات المتحدة الأمريكية أمر ممكن في ظل الأجواء والمؤشرات السائدة في الظرف الحالي، منتقداً الجمهوريين والرئيس ترامب على تصرفات يراها شديدة الخطورة على وحدة ومستقبل البلاد.
بالمقابل، وبعد أن لوّح قبل أيام بعدم استعداده لتسليم سلمي للسلطة في حال خسر في الانتخابات، ادّعى ترامب أنه سيكون هناك انتقال “ودّي” للسلطة بعد الانتخابات، معبراً عن ثقته في فوزه بها.
وقال ترامب: “أعتقد أننا سنحقق انتصاراً كبيراً. لن يكون هناك انتقال لأنني لا أستطيع أن أتخيل أننا سنسميه انتقالاً إذا فزنا. عندما يتحدثون عما إذا كان سيكون هناك انتقال ودي للسلطة أم لا.. بالطبع سيكون”.
إلى ذلك، يواصل ترامب محاولاته لانتقاد طريقة التصويت عبر البريد، زاعماً أنها ستفتح المجال للتزوير، إذ أعرب عن قناعته بأن هذا الأسلوب لا يسمح بفرز نتائج التصويت بشكل دقيق وسريع، ولفت إلى أنه يعني في المقام الأول خطر الاحتيال وتزوير بطاقات الاقتراع على نطاق واسع، وكذلك تصويت الأرواح الميتة، والأشخاص الذين لا يحق لهم المشاركة في الانتخابات.
وحول اختيار ترامب لإيمي كوني باريت لمنصب قاضية المحكمة العليا، كشف الصحفي دميتري غوليايف، في “موسكوفسكي كومسوموليتس” عن الصفة غير المتوقعة في ترامب والتي أكدتها مفاضلته بين قاضيتين للمحكمة العليا.
وجاء في المقال: “قرّر ترامب ترشيح خليفة لروث بادر غينسبورغ، التي توفيت مؤخراً في المحكمة العليا. سوف تتأهل لمقعد في أعلى هيئة قضائية في الولايات المتحدة، علماً بأن هذه القاضية تتسم بآراء محافظة.
إذا تم تعيين إيمي كوني باريت، فسيشكل القضاة المحافظون أغلبية، وسيكونون قادرين على اتخاذ القرارات دون الاعتماد على آراء زملائهم الليبراليين. هنا تكمن أهمية تعيين باريت.
ولكن، إذا نظرنا إلى عملية تعيين قاضٍ جديد في سياق الانتخابات الرئاسية المقبلة، فمن المستبعد أن تقدم باريت كثيراً من الدعم الانتخابي لترامب.
وبحسب رأي الكاتب، كانت هناك امرأة أخرى في قائمة الرئيس المختصرة، وكان يمكن أن تكون أكثر فائدة من وجهة نظر آفاق الانتخابات. إنها باربارا لاغوا من فلوريدا. وهي ابنة لاجئين كوبيين وترتبط مباشرة بالمجتمعات الكوبية والأميركية اللاتينية. وكان من شأن ترشيحها أن يضمن فوز ترامب في ولاية فلوريدا الأكثر تذبذباً.
عملياً، فاضل ترامب بين الفوائد قصيرة الأجل المثيرة للإعجاب والبعيدة المدى الأكثر جدية، ففضّل خيار المدى الطويل. وهذا يشير، على الأقل، إلى أنه محافظ أيديولوجي أكثر بكثير مما يعتقده كثيرون.
في سياق آخر، وبعد أيام على إعلان السلطات الأميركية عزمها على حظر تطبيق “تيك توك” الصيني، أوقف قاضٍ أميركي قراراً أصدرته إدارة الرئيس ترامب بحظر تنزيل التطبيق، قبل ساعات من دخول القرار حيّز التنفيذ، وأعلنت وزارة التجارة الأميركية أنّ الحكومة ستمتثل للأمر القضائي وقد اتخذت خطوات فوريةً للقيام بذلك.
كما رحّب الفرع الأميركي لـ”تيك توك” بالقرار القضائي، مؤكداً أنه سيواصل الحوار مع الحكومة الأميركية من أجل التوصّل إلى اتفاق.
ويأتي ذلك عقب اتفاق مبدئي يتيح لشركتي “وولمارت” و”أوراكل”، إبرام شراكة تقنية في الولايات المتحدة مع “تيك توك”، والذي وصفه ترامب بـ”الرائع”.