بعد إنجاز العمل بزمن قياسي وبجهود محلية.. خلال يومين البدء بإنتاج البنزين في مصفاة بانياس
إيذاناً بإعادة إقلاع العمل في بعض أقسام مصفاة بانياس، ومنها قسم إنتاج البنزين، الذي انتهت العمرة فيه، أضاءت سماء مدينة بانياس أمس الاثنين شعلتا المصفاة الشرقية والغربية، في مؤشّر يؤكد أن الوضع العام للمصفاة جيد وأنه لا مانع من عودتها للعمل وإنتاج البنزين سيبدأ خلال الـ 48 ساعة القادمة.
إشعال الشعلة له دلالات يوضحها المهندس نبيل سلوم رئيس قسم العمليات والترحيل في الشركة حيث قال: إن اشعال الشعلة بشكل عام يكون نتيجة استقبال الغازات الناتجة عن بدء عمليات الوحدات الإنتاجية، وخاصة أننا نشغل وحدة انتاج البنزين والتي تتطلب منا تنظيم الضغوط الموجودة في هذه الوحدة أي إرسال بعض الغازات إلى الشعلة من أجل احتراقها لتنظيم الضغط في الوحدات الإنتاجية.
حاجة السوق المحلية للبنزين فرضت على الشركة المباشرة بتحضير عمليات الإقلاع لوحدات إنتاج البنزين قبل غيرها، وفق مدير عام الشركة المهندس بسام سلامة، موضحاً أن الترتيبات والأعمال تتضمن أيضاً وحدات الكهرباء والبخار ووحدات تبريد المياه وكلها جاهزة للإقلاع التام، مرجحاً أن يتم خلال الـ 48 ساعة القادمة إنتاج البنزين بالمواصفات المطلوبة.
وحدة تحسين البنزين كانت بحاجة لإصلاح جراء عدم إصلاحها لسنوات طويلة مضت نتيجة ضرورة استمرار العمل بالمصفاة بسبب حاجة البلاد للمشتقات النفطية، وخاصة البنزين، خلال سنوات الحرب والحصار، حيث يقول المهندس إبراهيم مسلم رئيس قسم التحسين: “وصلنا إلى مرحلة غير قادرين فيها على العمل دون اجراء الصيانة التي بدأت منذ منتصف الشهر الجاري”، مؤكداً أنه لو لم تتم العمرة بهذا التوقيت لكان من الممكن أن تتوقّف المصفاة عن العمل أشهراً بسبب الأعطال التي قد تحدث، وخاصة أنه لا يمكن إجراء العمرة في فصل الشتاء نتيجة وجود مواد منتجة للبنزين غير قابلة للتعرض للرطوبة في القسم.
ثلاثة أيام من العمل المتواصل قضاها مسلم في القسم ولم يزر منزله، ومثله كثير من العمال الذين بذلوا أقصى ما يستطيعون من جهد لإنهاء الأعمال خلال أقصر وقت ممكن، موضحاً أن أعمال الصيانة الميكانيكية للوحدة انتهت وما نراه من أعمال حساسة اليوم هي أعمال تكنولوجية عبارة عن ضغوط وتفريغ ضغوط واختبارات لازمة، لافتاً إلى أنه عند الانتهاء من كل هذه الأعمال سيتم بدء إنتاج البنزين حيث تمّ إنجاز نحو 80 بالمئة من الأعمال التحضيرية والـ 20 بالمئة الباقية تنتهي خلال الساعات القادمة لتبدأ عملية إنتاج البنزين، موضحاً أنه خلال يومين سيكون البنزين منتجاً ومتوافراً في سادكوب، التي تقوم بدورها بإيصاله للمواطنين.
وبابتسامة الفرح بالإنجاز يؤكّد يوسف حسون، وهو فني متابعة صباحية في قسم التحسين، أنهم قاموا بأعمال مجهدة خلال العمرة وانجزوا عملهم خلال مدة قصيرة، والتي كانت تحتاج لشهر على الأقل في الحالات الطبيعية، حيث قال: “تعبنا حتى تشتعل شعلة المصفاة من جديد وتبقى مضيئة حتى يبقى البنزين متوافراً بالسوق”.
ومن شعبة الصيانة الميكانيكية للوحدات الإنتاجية في قسم التحسين يوضح المهندس زهير خضور رئيس الشعبة أنه تم إجراء عمليات صيانة بالكامل في زمن قياسي، وتمّ فك جميع المعدات بالقسم من أبراج ومبادلات حرارية ومفاعلات من أوعية وإجراء صيانة لها، مشيراً إلى وجود بعض المشاكل التي تمّ تجاوزها من خلال التعاون مع قسم المشغل الميكانيكي والتصنيع الذي تم بخبرات محلية.
بدوره المهندس كمال نده مشرف تنفيذ برنامج العمرة أكد أن العمال تابعوا خلال الأيام القليلة عملهم لإنجاز العمرة بكل مسؤولية وأن قسم تحسين البنزين يستعد للعمل دون أي مشاكل بعد أن أنجز العمال ما هو مطلوب منهم على أكمل وجه في، حين يؤكد العامل علي أبو عباس من قسم التحسين أنهم وصلوا الليل بالنهار لإنجاز الأعمال وإعادة اقلاع الوحدة والبدء بضخ البنزين في الخزانات.
بحرفية ومهنية عالية ودون أي أخطاء أنجز عمال ورشة صيانة الأجهزة والدارات والحمايات ودارات الأمان والقياس عملهم، حيث يقول محمد حسن محمد رئيس ورشة صباحية: الخطأ لدينا ممنوع، وسرعة إنجاز العمرة غايتها تزويد السوق بالمشتقات النفطية.