مزارعو التفاح في طرطوس “زاهدون”.. ٢١٥٨٤ طناً الإنتاج المتوقع والتسويق حسب المواصفات!
تنتشرُ زراعة التفاح في محافظة طرطوس في المناطق الباردة منها، فكلما اتجهت نحو الجبال ترى حقول التفاح منتشرة بشكل ملفت وجميل، ولكن عدداً كبيراً من أشجار هذه الحقول لا تجد عليها سوى ثمرة التفاح من دون أوراق وبحجم صغير، وربما عليها عدد من البقع يُدعى “جرب التفاح”، وهي ربما حقول مهملة من قبل المزارعين لنفورهم من العناية بها بسبب الخسائر المتلاحقة التي يتكبّدها الفلاح جراء الصعوبات التي تواجهه، بدءاً من عقد الثمار وانتهاءً بتسويق الإنتاج، إضافة إلى العوامل الطبيعية وغلاء التكاليف.
صعوبات عدة
المزارع كمال ديوب- صاحب مشتل في الدريكيش، يقول: بدأت زراعة التفاح في مناطق الدريكيش بالاندثار، وذلك لصعوبات عدة تواجه المزارع، أولها أن العوامل المناخية لا تساعد أثناء الإزهار وعقد الثمار، والتفاح يحتاج إلى أكثر من ١٠٠٠ ساعة في السنة برودة لينمو بشكل جيد، وهذا لا يتحقق مناخياً في جبالنا حالياً، كما أن الأمطار تؤثر على موسم الإزهار وزخات البرد التي تصيب الثمار، وهذا المناخ يسبّب رطوبة شديدة تسمح للحشرات والفطريات بالتكاثر والنمو بسرعة كبيرة، ويقوم الفلاح برش الأشجار بالمبيدات ولكنها تكون ذات فعالية ضئيلة وهي تتوافر بكميات قليلة من قبل مديرية الزراعة، ما يضطر الفلاح للجوء إلى القطاع الخاص وأغلب المبيدات تكون فاسدة أو ذات فعالية قليلة، ما يسبّب مرض جرب التفاح، وبذلك يكون الإنتاج دون المواصفات ولا يمكن تسويقه.
ولفت ديوب إلى أنه إضافة إلى العوامل المناخية فإن العملية التسويقية للإنتاج كارثية، فمنذ حوالي العشر سنوات لم يتمّ استلام المحصول من قبل الدولة بسبب عدم توافر المواصفات القياسية المطلوبة والكميات المنتجة قليلة، كما أن تكاليف التسويق باهظة بدءاً من العبوة مروراً بأجور النقل والكمسيون في سوق الهال.. وغيرها، وكلها مكلفة جداً، ما يسبّب خسارة للفلاح ونفوره وزهده بهذه الزراعة.
وطالب ديوب أن تكون الجهات المعنية ميدانية أكثر، وتشجّع الإنتاج الزراعي الفردي المميز من خلال منح قروض، وتسويق الإنتاج، ودعم وتخفيض سعر السماد، لأن الفلاح يعاني و”يقلع شوكه بيده”!!.
التسويق المباشر
يوسف حسن مدير مؤسّسة الخزن والتسويق في طرطوس، بيّن أنه يتمّ تسويق مادة التفاح من الفلاحين مباشرة، وذلك بالتعاون والتنسيق مع الجمعيات الفلاحية واتحاد الفلاحين، وبإشراف لجنة فرعية مشكّلة من قبل محافظ طرطوس، وذلك وفق التعليمات التنفيذية والمواصفات التسويقية لموسم التفاح ٢٠٢٠- ٢٠٢١ الصادرة عن الإدارة العامة وتمّ تعميمها على (اتحاد الفلاحين ومديرية الزراعة في المحافظة)، وصدرت الأسعار التأشيرة الخاصة بمادة التفاح، فالتفاح الأحمر الإكسترا بـ٦٥٠ ليرة والأول بـ٦٠٠ والثاني بـ٥٠٠ والثالث بـ٢٥٠، والتفاح الأصفر الإكسترا بـ٦٢٥ ليرة والأول بـ٥٥٠ والثاني بـ٤٥٠ والثالث بـ٢5٠، والتفاح الموشح الإكسترا بـ٥٥٠ ليرة والأول بـ٤٥٠ والثاني بـ٢٢٥ والثالث بـ١٥٠.
ولفت حسن إلى أنه تمّ تشكيل لجان تسويق على مستوى المحافظة ولكل منطقة منتجة، لاستجرار واستلام محصول التفاح من الفلاحين مباشرة وفق المواصفات التسويقية، والتنسيق مع الجمعيات الفلاحية ليصار إلى استلامها في وحدات التبريد التابعة لفرع المؤسّسة في طرطوس، ومن ثم تخزينها أو طرحها بشكل مباشر في صالات ومنافذ الفروع غير المنتجة وذلك حسب حاجتها وقدرتها على التصريف.
وأشار حسن إلى أن تكاليف التخزين ستكون مرتفعة نظراً للتقنين الكهربائي، وبالتالي هناك حاجة لتشغيل مجموعات التوليد الاحتياطية، موضحاً أن المؤسسة تقوم باستلام الكميات المعروضة من الفلاحين والمطابقة للمواصفات التسويقية، وفق توجيهات الإدارة العامة ومديرية التسويق الزراعي والحيواني، وذلك خلال شهر أيلول الحالي مع تقديم كافة التسهيلات للفلاحين من تقديم الصناديق البلاستيكية مجاناً، وتسويق ونقل التفاح من أرض الفلاح مباشرة بواسطة آليات الفرع.
تقديرات أولية
بحسب مديرية الزراعة في طرطوس فإن التقديرات الأولية لإنتاج التفاح للموسم الحالي ٢٠٢٠ في المحافظة هو /٢١٥٨٤/ طناً، وتبلغ المساحة الإجمالية المزروعة بالتفاح /٣٣٩١/ هكتاراً، موزعة في مناطق (صافيتا، الدريكيش، الشيخ بدر، بانياس، القدموس)، وعدد الأشجار الكلي /١٠٥٣٠٩٩/ شجرة، منها /٩٢٨٣٢٢/ شجرة في طور الإثمار، والصنفان الرئيسيان هما كولدن وستاركن، إضافة إلى أصناف أخرى مبكرة مثل روم بيوتي (جمال روما) وينتشر بشكل أساسي في مشتى الحلو، وصنف آخر في الدريكيش (حاموش رسلان) يُسمّى إيرلي كولد.
ولفت م. علي يونس مدير زراعة طرطوس إلى أن الأمراض التي تصيب هذه الشجرة هي: مرض جرب التفاح بشكل أساسي، والبياض الدقيقي، ومن الحشرات دودة ثمار التفاح والعناكب، وتتمّ مكافحتها وفق برنامج إدارة متكاملة موضوع لمكافحة كل آفة من هذه الآفات. وأمل من المزارعين تأمين مبيدات الآفات من مراكز تداول الأدوية الزراعية الموزعة في كافة مناطق المحافظة البالغ عددها ٢٧٠ مركزاً، وتتمّ مراقبتها من قبل مديرية الزراعة وعدم تداول مبيدات مجهولة المصدر. وحول برادات التخزين بيّن يونس أنه يوجد /١٤١/ براداً في كافة مناطق المحافظة تستوعب نحو ٨٥٠٠ طن.
رشا سليمان