لليوم الثالث المواجهات الأرمينية الأذرية مستمرة.. والكرملين يدعو إلى التهدئة
لليوم الثالث على التوالي تتصاعد التوترات الأرمينية-الأذرية في إقليم ناغورني قره باغ، في ظل محاولات النظام التركي تأجيج الصراع وتغذيته، فيما تتواصل الدعوات الروسية للتهدئة، حيث حذّرت الرئاسة الروسية من أن أي تصريحات لجهات خارجية حول تقديم دعم عسكري لأرمينيا أو أذربيجان من شأنها أن تصبّ الزيت على نار النزاع بينهما.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في موجز صحفي: “إنّ الكرملين ينطلق في المقام الأول من ضرورة وقف إطلاق النار والأعمال القتالية في أسرع وقت ممكن.. لا شك في أن أي تصريحات عن دعم عسكري أو أنشطة عسكرية تصب الزيت على النار. إننا نعارض ذلك بشدة ولا نتفق مع هذا القول”.
في السياق ذاته، أكد مجلس الدوما الروسي ضرورة وقف إطلاق النار في إقليم ناغورني قره باغ بشكل فوري ومنع تصعيد المواجهة في هذه المنطقة، وقال في بيان: “إنه لا بديل عن التسوية السلمية للوضع في الإقليم”، داعياً الأطراف المتنازعة إلى العودة للمفاوضات في أقرب وقت ممكن.
وأشار البيان إلى أن نواب المجلس عبّروا عن قلقهم البالغ إزاء تدهور الوضع في ناغورني قره باغ، كما أعربوا أيضاً عن الاستعداد لتقديم المساعدة في الوساطة من أجل استقرار الوضع في هذه المنطقة.
في الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية أن القوات المسلحة الأذربيجانية تستخدم الأسلحة الثقيلة مثل منظومة “توس 1” ومنظومة “سميرتش” وأسلحة أخرى من العيار الثقيل خلال المعارك في إقليم ناغورني قره باغ.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان: “إنّ استخدام هذه الأسلحة يرفع مستويات وحجم العمليات القتالية ما يضطر أرمينيا لاستخدام أنواع من الأسلحة ذات قوة تدميرية واسعة قادرة على إبادة الأفراد والمنشآت المنقولة والثابتة على مساحات شاسعة”.
كما اتّهمت وزارة الدفاع الأرمنية النظام التركي بتنفيذ عدوان “مباشر” على أرمينيا، وكتب ممثل وزارة الدفاع الأرمنية آرتسرون هوفانيسان عبر “فيسبوك”: “تركيا تنفذ عدواناً مباشر على أرمينيا”.
وقال وزير الخارجية الأرمني زغراب مناتساكانيان: “إن الهجوم على مدينة فاردينيس الأرمنية نفذته طائرة مسيرة تركية”.
وحول الهجوم، أفادت وزارة الدفاع الأرمنية بأن مقاتلة “إف-16” تركية أسقطت طائرة “سو-25” أرمنية، مضيفةً: إن طيارها لقي مصرعه في الحادث.
وأضافت الدفاع الأرمنية: “إنّ المقاتلة التركية أقلعت من مطار غانجا في أراضي أذربيجان، وكانت تقدم إسناداً جوياً لضربات الجيش الأذربيجاني لمواقع أرمنية بالقرب من مدينة فاردينس”.
وأوضحت أن “إف-16” التركية أسقطت الطائرة الأرمنية في أجواء أرمينيا، وقال سفير أرمينيا لدى موسكو فاردان توغانيان: “إنه بعد تدمير مقاتلة تركية لطائرة أرمنية، قد تتوجه يريفان لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي”، مضيفاً: “إنّ هذا الموضوع قيد البحث”، وأشار السفير إلى أن بلاده تستعد لإصدار بيان بشأن حادث إسقاط الطائرة.
وردّاً على ما أشيع حول نقل إيران أسلحة إلى أرمينيا، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده المزاعم حول نقل الأسلحة والعتاد العسكري عبر الأراضي الإيرانية إلى أرمينيا، مؤكداً أن بلاده لا تسمح مطلقاً باستخدام أراضيها لهذا الغرض.
وقال خطيب زاده: “إنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تراقب بدقة وبشكل مطلوب عملية نقل السلع وعبورها إلى البلدان المجاورة ولا تسمح بأي حال من الأحوال باستخدام أراضيها لنقل الأسلحة والذخيرة”.
وأشار إلى أنه يتم في العادة مرور الشاحنات ونقل السلع المدنية التقليدية بواسطة الترانزيت بين إيران والبلدان المجاورة، حيث تعمل الشاحنات المذكورة فقط في هذا الإطار