الملتقى الأدبي الثقافي الشبابي في جلسته السادسة
عقد الملتقى الأدبي الثقافي الشبابي الشهري لفرع دمشق لاتحاد الكتّاب العرب جلسته السادسة بإدارة الشاعر قحطان بيرقدار، وكانت ضيفة هذا الملتقى الشاعرة هيلانة عطا الله التي قدّمت انطباعات نقدية على نصوص الشباب المشاركين أشارت فيها إلى مواطن الجمال في النصوص وتشجيع الشباب على الاستمرار والعطاء، وقرأت من شعرها قصيدة بعنوان “الشعر خلقٌ مبين”.
السماء للجميع
كانت البداية مع ريم السبيعي التي قرأت قصةً بعنوان “السماء للجميع” قالت فيها: نظّف العُقاب بمنقاره ريشه البني المجعّد، وهو يقف فوق صخرة كبيرة على جبلٍ عالٍ وراح يتأمَّل الأفق من حوله، فوجده يخلو كعادته من أي طيرٍ جارحٍ سواه.. فكلُّ الطيور في هذا المكان لا تتعدى كونها طيوراً صغيرةً يفوقها العقاب حجماً وقدرةً على اتخاذ الأجواء المرتفعة مسرحاً له دونها.. رفع الطائر جناحيه معتزاً وقالت السماء للعُقاب، لا يطير عقاب فيها باسط جناحيه إلاَّ والسماء ممتلئة به فخراً.. ولا يخفضها إلا وهي مهللة له ثم حرك جناحيه مندفعاً للأمام يفرشهما ليجوب السماء.
اليوم الأخير
وقرأت سميحة مغربي قصة بعنوان “اليوم الأخير”، إذ قالت: ذهب إدوارد يمشي مترنحاً وكأنَّه يحمل على كتفيه الدُّنيا، وهو يمسك في كفِّه قلادةً، يلثمها تارةً، ويعتصرها بين أصابعه تارة أخرى. وفجأة! اكفهرت الدنيا وبدأ دخان أسود ينساب من بين أصابعه، فوقف واجماً، وقد أحاطت به برودةٌ جعلت جسده المتثني يستقيم، أخذ الدخانُ يزداد كثافةً تخللته صرخةٌ مريعةٌ خفتْ أمانَ إدوارد. فظهر أمامه قرصٌ فضيٌّ معدنيٌّ خارق، وتمثل أمامه مخلوقٌ فضائي ضخمُ الحجم، طوله يعادل ثلاثة أمتار، رأسه كبير، وجمجمته متطاولةً بشكلٍ أفقيٍ مائلٍ. اقترب هذا الكائن من (إدوارد) كمن يملك عجلات في قدميه تُسيره، وخُيّل لإدوارد أن لديه جناحين تخفيَّا خلف كتفيه.. همهم هذا المخلوق بكلماتِ أثارت دهشةَ إدوارد وكأنه يستدعي بها أحداً ما، فهبط مخلوقٌ فضائيٌّ آخر ضخمُ الجسم، ولكنه بلا أطراف بل كان يملك جناحين بدلاً منهما.
حالة حب
وألقى محمد قاقا قصيدتين، بعنوان “تخاريف”، و”حالة حب” حيث قال: استسلمت مني الشفاه لثغرها/ لما تمكّن عطرها من معظمي/ أما الأصابع والعروق بكفها/ فحكاية أخرى تروق لملثمي/ يا رأسها الغافي على صدرٍ به قلب تضوع بالعيون وبالفمِ/ وبصوتها وبرمشها وبكلها وكأنه باع المكان بلا دم/ قمر لها قد كوّرته أصابعي/ في حين أبدى الثغر بعض تبسم/ قالت رويدك لا تكن متسرعاً/ وارشف رضاباً سال دون تكلم.
وقرأت نور أبو قرعة نصّاً بعنوان “لهيب بارد” جاء فيه: فطرة أضلعي.. لها ابتسامةٌ خضراء تهبُ الربع كجفاف، هي موسم الحصاد وخيرُ الدنيا، كأنها غيثُ السماء وضحكةُ الحياة. كيف يتسعُ القلب لقوةِ جاذبيتها؟ تخالفُ قاعدةَ نيوتن فقلوبنا تطيرُ فضاءً، تهربُ لكواكب العشق، تشربُ مياهاً حلوةً من بحرِ أرواحنا.. -رسولٌ من الحبِّ هي نؤمن به، لأن، فطرتنا نَمَتْ بين أحشاء اليقين.. يقيني أنتِ، واعتناق ديني، وعناقُ قلبي، وعنقُ وجهِ الهوى، وكلُّ الهوى.. بائسةٌ هي حياتي، دونكِ كزحمةِ السيرِ في بلادي، كنفاد صبري، من مجاملةٍ لا أقوى عليها.. -تعالي إليَّ زفيني إلى عينيكِ.. شهيداً قتيلاً ذبيحاً.. خذيني قرباناً للهوى تقرباً إليكِ قريباً منكِ وإليكِ استنشق من طيفكِ رحمةً تتصلُ في شرايين القلب، تحتلين ذاكرتي بسلام، تفيضُ الأوردة عشقاً لك.
تعال نبكِ
أما هديل الحبش فقرأت نصين هما: “تعال نبكِ، لا شيء على ما يرام” قالت: لا شيء على ما يرام يا أمي الطريق لا زال شائكاً والليل لا زال حالكاً والصديق يا أمي.. رغم كل تعثراتنا ونهوضنا سوياً لا زال حائراً أتبقى أم نبتلع سبيلاً آخر.. لاشيء بخير، الصباحات فارغة من فيروز تركتنا في حيرة الهوى وخراب مذياعنا القديم.. والياسمين ماعاد الياسمين أصلاً منذ عشرين خيبة وربيعاً نقرأ الفنجان كل يوم.. ونسمع الأخبار كلَّ يوم نشتري الجرائد كلَّ يوم.. ونبيعها لربات المنازل.. بسعر حساءٍ لطيف ولا أخبار يا أمي تخصنا.. أخبارٌ عن سورية ولبنانها وأخبارٌ عن المغرب ومشرقها مجازرٌ وفيضاناتٌ وحرائقُ تلتهم أصابعي.
ثم ألقى ثابت معلّم قصيدة بعنوان “في الحزن هيبة” قال: ضاقت عليَّ وأدمعي سيلٌ وكف في وحدةٍ/ منها اليراعُ قد ارتجف/ فالنفسُ تأبى أن تبوح بما بها/ والقلبُ يشكي كبر همي والأسف/ وجهي تقاسمه الذبول ومقلتي/ جادت بما قد كان فيها ثم جفُّ/ إني أُكتم لوعةً قد أشعلت جسمي فذاب الجسم فيها وانحذف/ لكنني مهما أُكتم لوعتي للحزن يبقى هيبة/ مهما اختلف لو قد رآني جاهلٌ من هيبتي/ صلى خشوعاً ثم لله اعتكف.
حبك عبادة
وألقى الشاعر العراقي عبد الكريم اللامي قصيدة بعنوان “حبّك عبادة” قال فيها: دمشقُ حبيبتي ذات العيون ذات الروح/ أتيت من العراق إليك أبكي/ وفيك الكلُّ من جسدي رهين/ ومن بغداد حملت اشتياقاً كوشمٍ ليس تحدوه السنون/ لدجلة في هوى بردى شجون/ قديمات يساورها الحنين/ إلى بردى ودجلة ثديُّ أمٍّ/ ونحنُ الشاربون له نصون بلاد العرب/ متنا كجذرٍ على صلصالهِ تنمو الغصون/ فلا شيء يفرق بين قلبٍ وآخر في محبتهِ/ سجين بلادُ الشام بغداد مداها وسورٌ حول مخدعها متين/ وعندك في العراق شباب عز قرابينٌ إذا جاء المنون.
جمان بركات