مجلة البعث الأسبوعية

بريطانيا وراء الكواليس.. وثائق جديدة تكشف جهود حكومة “صاحبة الجلالة” لتسليح “التكفيريين االمعتدلين” وتقديم الدعاية لهم

“البعث الأسبوعية” ــ تقرير العدد

كشف تسريب هائل لوثائق وزارة الخارجية البريطانية ومقاوليها، أطلقته مجموعة ” أنونيمِس”، ونُشر بعنوان “(حكومة صاحبة الجلالة) حصان طروادة: من مبادرة النزاهة إلى العمليات السرّية في جميع أنحاء العالم. الجزء الأول: ترويض سورية”، عن دور بريطانيا الرئيسي في دعم ما أسمته “المعارضة المسلحة المعتدلة” في سورية. وفي خريف 2014، تعترف الخارجية البريطانية، في هذه الوثائق، بأن الجماعات التكفيرية هيمنت، منذ العام 2012، على “الاحتجاجات!” المناهضة للنظام السياسي في سورية. وقد حرصت أجهزة الاستخبارات البريطانية على إخفاء دعمها العسكري لهذه الجماعات، حتى وإن تطلب ذلك إجبار المحاكم الأوروبية على وقف ملاحقاتها القضائية، وعدم الإجابة على أسئلة مشروعة من البرلمانيين حول هذه القضية الحساسة للغاية.

في ظاهر الأمر، تفيد قراءة هذه الملفات بأن لندن كانت تسعى إلى تعزيز ما أسمته “المعارضة المسلحة المعتدلة”. ومع ذلك، يبدو جلياً، وعلى الرغم من هذه العذرية، أن الحكومة البريطانية والمتعاقدين من الباطن معها وحلفاءها يعرفون أنهم يدعمون السديم التكفيري المناهض للعلمانية في سورية، لا سيما من خلال ما يسمى “الجيش السوري الحر”. كما سنكشف أن مسؤولاً أمريكياً تمكن، في عام 2014، من تسميم الصحافة والرأي العام العالمي بأكذوبة أن “داعش” ودمشق مرتبطتان سراً.

 

InCoStrat وغياب “المعارضة المسلحة المعتدلة”

ووفقاً للوثائق، كانت إحدى حملات وزارة الخارجية تهدف إلى تلطيخ سمعة الحكومة السورية، من خلال النشر الواسع لنظرية أن “النظام” و”داعش” “وجهان لعملة واحدة”. ولقد تطلب تحقيق هذا الهدف تنفيذ استراتيجية “ذكية” لتكريس هذه الأطروحة التي لم تكن تستند إلى أي دليل في ذلك الوقت. ولقد لعبت شركة InCoStrat دوراً رئيسياً في بناء هذه الأسطورة.

على موقعها الإلكتروني، تقدم شركة InCoStrat، التي تتخذ من واشنطن مقراً لها، نفسها على أنها “قاعدة من المجربين والممارسين عبر الثقافات، وذوي الخبرة الإقليمية واللغوية الكبيرة في الشرق الأوسط وشمال وغرب أفريقيا وجنوب آسيا. يتكون فريقنا الموسع من مدراء مشاريع دوليين يتمتعون بخبرة واسعة في القطاعين الخاص والحكومي في مجالات الدبلوماسية والدفاع والتطوير. وفي مناطق الصراع ومناطق العبور أو بالقرب منها، هم يقودون ويشكلون فرقاً محلية متخصصة”. ووفقاً لصحيفة الغارديان، تأسست InCoStrat في تشرين الثاني 2014 من قبل مقدم سابق في الجيش البريطاني متخصص في “الاتصالات الاستراتيجية”، أي حرب المعلومات.

وفي هذا المقال، أكدت InCoStrat أنها تقدم “الدعم الإعلامي والتواصلي لما أسمته “المعارضة السورية المعتدلة”، من أجل “مساعدة السوريين على نقل واقع الحرب والمشاركين فيها بشكل أفضل”. غير أن صحيفة الغارديان أضافت أن جماعة “جيش الإسلام” المتطرفة – التي يقبع أحد متزعميها السابقين في السجون الفرنسية منذ كانون الثاني الماضي بتهمة التعذيب وجرائم الحرب – مدرجة ضمن الميليشيات التي تعتبرها بريطانيا “معتدلة”. وبعد أن أنكرت السلطات البريطانية، بداية، أي ذكر لهذه الجماعة في عطاءاتها، أقرت في نهاية المطاف أن “جيش الإسلام لم يتلق قط أي مساعدة من وزارة الدفاع أو وزارة الخارجية أو أي متعاقد من الباطن يعمل نيابة عن [حكومة صاحبة الجلالة]. (..) ويتم تقييم جميع المستفيدين من مساعداتنا بدقة لضمان عدم تورطهم في أي نشاط متطرف أو انتهاكات لحقوق الإنسان”.

وقد تمكنت السلطات البريطانية، مستغلة صياغة غامضة لوثيقة وزارة الخارجية البريطانية، من نفي أي دعم لـ “جيش الإسلام”، قائلة إنها كانت تدعم فقط “المعارضة المعتدلة في سورية” – أي “الجيش السوري الحر”! – ولكن هذا النفي غير صحيح، قطعاً، فقد أصبح مؤسس جيش الإسلام، في كانون الأول 2012، قائداً لعمليات “الجيش السوري الحر” في جنوب سورية، عندما تم إنشاء المجلس العسكري الأعلى من قبل “الجيش السوري الحر”، إلى أن قرر، في كانون الأول 2013، سحب ميليشياته من المجلس العسكري الأعلى لإنشاء “الجبهة الإسلامية”، التي كان تضم في ذلك الوقت ما يقرب من 45 ألف إرهابي معظمهم من السلفيين.

وكما أشارت “التلغراف” في ذلك الوقت، فقد “تعرضت بريطانيا وحلفاؤها لنكسة أخرى في محاولاتهم لتشكيل تحالف عسكري موالٍ للغرب لمحاربة كل من “النظام” و”القاعدة”، بسبب انشقاق ثلاثة إرهابيين [قادة]. اثنان منهما – أحمد عيسى الشيخ، و [مؤسس جيش الإسلام] زهران علوش – هما متزعما “الجبهة الإسلامية” الجديدة. وهي جماعة تمثل فصائل تكفيرية غير تابعة لتنظيم القاعدة، وتضم متطرفين يريدون فرض دولة خاضعة للتعاليم الوهابية [كما يريد زعيم جيش الإسلام المطلوب]. نشروا وثيقة تشير إلى أنهم لم يعودوا جزءاً من المجلس العسكري الأعلى لـ “الجيش السوري الحر”، الجناح العسكري لما يسمى “الائتلاف الوطني السوري” المدعوم من الغرب، بما في ذلك بريطانيا.

 

كيف أشاعت InCoStrat معلومات كاذبة؟

هناك ملف ترشيح InCoStrat لأحد عطاءات وزارة الخارجية، والذي يهدف بشكل خاص إلى دعم “الجيش السوري الحر” من خلال العمليات النفسية. تنص ديباجة هذه الوثيقة على أن “مديري InCoStrat قد أظهروا بنجاح نهجين مبتكرين لتطوير المفاهيم وتحقيق أعمال ستراتكوم [بمعنى الحرب النفسية]. بالإضافة إلى استخدام وسائل الإعلام التقليدية والاجتماعية كقنوات تواصل: “نستخدم التكنولوجيا المبتكرة مع آليات توزيع أوسع لتوسيع نطاق وصولنا إلى الجماهير التي كان من المتعذر الوصول إليها من قبل”. ثم يشرحون هذين النهجين، وهما في الواقع تقنيتان للتضليل الإعلامي: “حملة حرب العصابات: استخدام وسائط الإعلام لخلق الحدث، وتكتيكات حرب العصابات: إطلاق حدث لخلق تأثير الوسائط المتعددة”.

وكمثال على “حملة حرب العصابات”، يستشهدون بعملياتهم النفسية في مؤتمر جنيف 2 حول سورية، في كانون الثاني 2014. وكما أشاروا في هذه الورقة: “لقد استغلينا التركيز [القوي] للصحفيين للضغط على النظام”. ولتحقيق هذه الغاية، دعم خبراء InCoStrat بشكل ملحوظ النظرية المشكوك فيها القائلة بأن “النظام وداعش وجهان لعملة واحدة”. وقد غذت حملة حرب العصابات هذه النقاش الناشئ حول العلاقة بين “النظام” و”الدولة الإسلامية”، وتم التركيز بشكل خاص على ما وصفوه بـ “جرائم ضد الإنسانية”. وعليه، فقد “أنتجوا بطاقات بريدية وملصقات ومحتوى إعلامياً لاستخلاص أوجه التشابه السلوكي بين “النظام” وداعش، ولعبوا على على الإيحاء بأن هناك علاقة كامنة بين الاثنين”. وبعبارة أخرى، قامت InCoStrat، بغياب الأدلة الداعمة، بتعزيز ونشر ما يرقى إلى “الاعتقاد” ، إن لم نتحدث عن نظرية مؤامرة.

ولتحقيق هذه الغاية، “قدموا متحدثاً سورياً موثوقاً به يتحدث العربية والإنجليزية لتوجيه وسائل الإعلام [على هذا المسار]. وقد نشرت المؤسسات الإخبارية الكبرى، مثل الجزيرة أمريكا، و”ذي ناشيونال”، ملصقاتنا. أجرينا مقابلات مع مجموعة واسعة من الصحف الرائدة وكبريات القنوات الإخبارية الدولية، بما في ذلك “التايمز” و”الغارديان” و”شبكة سي إن إن” و”النيويورك تايمز” و”واشنطن بوست” و”بزفيد” و”الجزيرة” و”سورية الشام” و”الشرق”. وهكذا، وعلى الرغم من أن أطروحة التواطؤ السري هذه لم تستند إلى أي دليل جدي، إلا أن العديد من وسائل الإعلام الدولية التقطتها. وبالإضافة إلى دورها المركزي في بناء أسطورة “المعارضة المسلحة المعتدلة”، عملت InCoStrat بشكل حاسم على ترسيخ هذا “الاعتقاد” في الوعي الجماعي الدولي، والذهاب إلى حد إنشاء ونشر ملصقات دعائية أورويلية.

 

لماذا هذه الأطروحة فقدت مصداقيتها؟

وقّع الباحثان بارزانماكس أبرامز وجون غلاسر مقالاً، في أواخر عام 2017، للتنديد بحقيقة أن معظم “كبار المحللين في القضية السورية أعلنوا أن الحكومة تدعم تنظيم الدولة الإسلامية. وعلى” سي إن إن”، ذكر مايكل فايس باستمرار أن الأسد وبوتين لن يحاربا داعش، وأن سورية وروسيا هما “القوات الجوية غير الرسمية” لذلك التنظيم، وهي أطروحة نفتها نفياً قاطعاً الوقائع الموثقة في 2013 و2014 و2015. بين أبريل 2016 وآذار 2017، حيث أظهرت “آيهس ماركيت” أن قوات الحكومة السورية هي “الخصم الرئيسي” لداعش.

في وسائل الإعلام الفرنسية، تم إحياء الذرائع نفسها من قبل الخبراء وصناع الرأي والسياسيين في وقت الذروة. ومع ذلك، لم تتمكن القوات السورية وحلفاؤها من محاربة داعش على جميع الجبهات. وفي الدول الغربية، أسيء فهم هذا الواقع أو قمعه بشكل ملائم من قبل العديد من القادة والمراقبين، الذين وصف بعضهم الحكومة السورية وداعش بأنهما “وجهان لعملة واحدة”، مثل InCoStrat. ووفقاً لأبرامز وغلاسر، فإن وجهة النظر هذه للصراع تشبه “النظرة التي تم اختلاقها في بغداد في عام 2003: لقد لعب المتدخلون على المخاوف [الغربية] بزعمهم أن الأقوياء [في العراق وسورية] كانوا على صلة مباشرة بالجهاديين السلفيين. ومع ذلك، كانت الأدلة على الدعم السوري السري لتنظيم داعش من التهافت مثل الأدلة على أن صدام حسين كان يؤوي تنظيم “القاعدة”. ومع ذلك، فإن اتهام الدولة السورية بالتواطؤ مع ميليشيا إرهابية كانت تهدد بالاستيلاء على دمشق، في صيف 2015، يتطلب أدلة وفيرة ومتينة، وليس افتراضات واستدلالات و”معتقدات”. وفي النهاية، فإن نجاح “حملة المغاوير” الإعلامية تلك التي قامت بها InCoStrat يوضح مدى نفاذية الصحافة الدولية أمام المتخصصين في حرب المعلومات.

 

مقاولو وزارة الخارجية والسديم التكفيري  

الطبيعة الحقيقية لـ “المعارضة المسلحة المعتدلة” يمكن الاستدلال عليها من وثائق InCoStrat وAlbany، وهي شركة متعاقدة أخرى مع الخارجية البريطانية. وفي الواقع، كشفت هاتان الشركتان، في عطاءاتهما، عن صلاتهما بالسديم الجهادي المناهض للحكومة السورية. وعلى عكس InCoStrat، التي تتوخى الحذر في طريقتها في التواصل مع السلطات البريطانية، كان فريق Albany أكثر مباشرة، زاعماً أنه جند ضابط اتصال لتوفير العلاقات مع العديد من الجماعات التكفيرية البارزة.

وفي إحدى الوثائق التي قدمتها إلى وزارة الخارجية، خلال مناقصة في عام 2017، أوضحت أنه “لتسهيل الوصول الموثوق [إلى المتمردين] وتعظيم المرونة وضمان صدى المشروع، تعتزم ألباني توظيف أحد موظفيها السوريين، عمار كوراني، الذي لديه مصلحة مؤكدة في إدارة العلاقات مع الجماعات المسلحة في سياق تحقيق الاستقرار والتنمية والبرمجة الإنسانية. يتمتع ضابط الاتصال هذا بمصداقية عميقة مع المجموعات الرئيسية، بما في ذلك فيلق الشام، والجبهة الشامية، وجيش إدلب الحر، وأحرار الشام، وجيش الإسلام، وفيلق الرحمن، وجيش التحرير (..) وسيوفر مدير البعثة قناة لدعم الكونسورتيوم في تطوير المهارات المناسبة واستراتيجيات الاتصال لكل مجموعة، بدعم تقني من Albany، وM.C. ساتشي، وORB”.

وللمفارقة، فإن هذه الميليشيات كلها تكفيرية معروفة، فـ “فيلق الشام” هو تحالف فصائل تأسس في آذار 2014، وكان في البداية قريباً من جماعة الإخوان المسلمين. وفي آذار 2015، انضم إلى جيش الفتح، وهو تحالف يهيمن عليه تنظيم القاعدة وأحرار الشام، كجزء من الهجوم على إدلب. ومع ذلك، تم تصنيفها كفصائل “معتدلة” من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، التي سمحت لها بتلقي صواريخ “توز” بين عامي 2014 و2016. وتشكلت الجبهة الشامية في كانون الأول 2014، وصنفها القضاء الهولندي تنظيماً إرهابياً، في أيلول 2018، على الرغم من أن هولندا دعمت هذه الميليشيات سراً. أما بالنسبة لأحرار الشام، فهي واحدة من التحالفات الرئيسية للجماعات التكفيرية، مع العلم أنها تهدف إلى فرض “الدولة الإسلامية” التي تحكمها الشريعة الإسلامية. وحتى عام 2016، كان التنظيم قد نفذ العديد من العمليات مع فرع القاعدة في سورية. وأخيراً، فإن تطرف جيش الإسلام موثق على نطاق واسع.

وبالنسبة لأولئك الذين ما زالوا يشكون في ذلك، فإن اعتدال الإرهابيين المدعومين من لندن وحلفائها هو أمر نسبي. ولذلك ليس من المستغرب أن يحاول مقاول آخر من وزارة الخارجية، في وقت مبكر من تشرين الثاني 2012، “تلطيف صورة الجيش السوري الحر”:

“فيما يتعلق بـ InCoStrat، فإن صلاتها بالسديم التكفيري المحلي أقل وضوحاً، لأنها لم تقدم سوى إشارات غامضة إلى “أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى” في اتصالاتها مع الدبلوماسية البريطانية. غير أن مراسليها كانوا يتعاونون مع الميليشيات المتطرفة، وهو ما ورد في إحدى وثائقها. ورداً على دعوة وزارة الخارجية البريطانية لتقديم عطاءات، أوضحت InCoStrat أنها توظف “أكثر من 120 صحفياً يعملون في سورية، وخمسة متحدثين رسميين آخرين يظهرون عدة مرات في الأسبوع على شاشات التلفزة الدولية والإقليمية. كان لدى صحفيينا إمكانية الوصول إلى مجموعات مختلفة، بما في ذلك جبهة النصرة، التي أجروا مقابلات معها. وإذا كنا لا نعرف من هي “الجماعات المختلفة”، فإن الإشارة إلى المقابلات بين مراسلي InCoStratوما كان آنذاك فرع تنظيم “القاعدة” في سورية هي أبعد ما تكون عن التفاصيل غير المفيدة.

في الواقع، إن تجذير هؤلاء الصحفيين في شبكات “الجيش السوري الحر” لا ينبغي أن يجعلنا ننسى علاقات هذا الجيش الوثيقة مع “النصرة”. ووفقاً لويليام فان واغنين، فإن “الجماعات المتمردة السورية التي تحمل ختم “الجيش السوري الحر” والمدعومة من [القوى الكبرى الغربية]، تعاونت وقاتلت باستمرار إلى جانب جبهة النصرة التابعة للقاعدة، ومع الجماعات السلفية التكفيرية الأخرى الجهادية، وهي أحرار الشام وجيش الإسلام، وأحياناً حتى تنظيم الدولة الإسلامية (..), وفي كثير من الحالات، بدأت هجمات “داعش” على القواعد العسكرية أو نقاط التفتيش التابعة للحكومة السورية بتفجيرات انتحارية (..) نفذها مقاتلو النصرة. (..). من الواضح أنّه وقعت اشتباكات بين بعض كتائب الجيش السوري الحر و[فرع القاعدة في سورية]، لكن النمط العام كان التعاون بين هذين الكيانين. وتجدر الإشارة إلى أن InCoStrat تذكر في إحدى وثائقها التي أرسلتها إلى الخارجية البريطانية أن أعضاءها قد دعموا، منذ تشرين الأول 2013 “برامج الاتصال في سورية..

وخلال هذه الفترة، تعاونت جبهة النصرة والجيش السوري الحر بشكل وثيق في درعا وحلب وإدلب واللاذقية. ومع ذلك، عند قراءة وثيقة InCoStrat المرسلة إلى وزارة الخارجية، تفاخرت الشركة بصلاتها مع الجيش السوري الحر في درعا وحلب وإدلب واللاذقية – في المناطق الأربعة التي كان فيها الجيش السوري الحر والنصرة على علاقة وثيقة. منطقياً، امتنعت InCoStrat عن وصف هذا الواقع المحرج في الوثائق المسربة. ومع ذلك، فإن وصول مراسليها إلى عناصر جبهة النصرة، والمناطق التي دعمت فيها فرقها الجيش السوري الحر، تخون هذا السياق. وبعبارة أخرى، تحت البراعة الأورويلية لـ “الاتصال الاستراتيجي” يكمن واقع غير براق للغاية تهتم لندن وحلفاؤها الغربيون بإخفائه. وليس مؤكداً أنهم سينجحون في ذلك إلى الأبد.