بسبب الغلاء..اللحوم تغيب عن الموائد “الطرطوسية”
بقيت أسعار المنتجات الغذائية مرتفعة بشكل لا يوصف وخاصة اللحوم الحمراء والفروج وبيض المائدة، وبات وجودها في وجبات الطعام ضرباً من الخيال، إذ نجد أن صحن البيض /٣٠/ بيضة بسعر ٤٠٠٠ ليرة، وكيلو اللحم من البقر يتجاوز ١٢ ألفاً ومن الغنم يتجاوز ٢٠ ألفاً، بينما أسعار الفروج تتراوح بين ٣٨٠٠ وحتى ٤٢٠٠ وأكثر للكيلو الواحد وكيلو السفن من الفروج بـ ٦٥٦٠ ليرة والدبوس ٥٩٥٠ ليرة والكبدة ٧٠٠٠ ليرة، وراتب الموظف الهزيل لايغطي جزءاً من احتياجاته الأساسية اليومية، فمن غير الممكن أن يفكر بشرائها!.
هذه الحالة أثرت بشكل سلبي على محلات الفروج واللحامين وقلّ البيع وربما انعدم، وهذا ما تبيّنه برادات اللحوم الخاوية. ورغم الإجراءات التي اتُخذت من الجهات المعنية لتخفيض أسعار هذه المنتجات بقيت محلقة بشكل جنوني، ومرتفعة أضعافاً مضاعفة عما كانت عليه منذ سنوات، ونظراً للحاجة الغذائية الكبيرة لهذه المنتجات وضرورة وجودها بين الأطعمة، وخاصة أطعمة الأطفال، لابد من حلول منطقية تمكّن المواطن من شرائها برفع الرواتب لتوازي الاحتياجات، وتأمين هذه المنتجات بأسعار مناسبة للجميع.
انخفاض البيع
يقول بهجت صاحب ملحمة في السوق الرئيسية لمدينة طرطوس: “العمل في الملحمة متوقف منذ عدة شهور، حيث انخفضت مبيعات اللحوم عشرات المرات عما كانت عليه في السابق”، ولفت صاحب الملحمة التي تكاد تكون خاوية من أصناف اللحوم إلا بعض البقايا في البرادات إلى أنه ليس بمقدور الناس أن يبتاعوا اللحوم، فهي غالية الثمن ويتراوح سعر الكيلو الواحد من لحوم البقر بين ١١ و١٢ ألف ليرة، وأنه يبقى لأيام عدة دون أن يدخل ملحمته أحد وبات عمله مهدداً بالإغلاق بسبب خساراته المتلاحقة في بيع اللحوم.
في حين أصحاب محلات الفروج طالبوا السماح لهم باستيراد المادة من قبل أكثر من تاجر وعدم حصرها في عدد معيّن، لأن التّجار يستوردون بالسعر المدعوم ويبيعون بالسعر المتداول في السوق السوداء، وهذا الأمر يسبّب غلاء كبيراً في أسعار الفروج، الأمر الذي لا يتحمّله راتب الموظف، حيث انحصر مبيع الفروج بالعائلات الميسورة بعد أن كان سعره مقبولاً للجميع.
من المنافذ
باسم سليمان رئيس جمعية اللحامين في طرطوس يعزو ارتفاع أسعار اللحوم بالدرجة الأولى إلى تهريب قطعان الماشية من المنافذ غير الشرعية للحدود الشرقية، فسعر الكيلو الحي الواحد من المواشي ٥٠٠٠- ٥٥٠٠ ليرة، إضافة إلى أن محافظة طرطوس لا يوجد فيها سوق لتربية الماشية وإنما يتمّ استجرارها من المحافظات الأخرى، كما أن ارتفاع سعر العلف يساهم بشكل كبير في ارتفاع أسعار اللحوم.
لم تنجح
في السياق نفسه ارتفعت أيضاً أسعار بيض المائدة، ولم تنجح الجهود المبذولة في سبيل تخفيضها إلا اليسير، إذ يبيّن محمد إبراهيم مدير منشأة دواجن طرطوس أن سعر طبق البيض يرتبط بسياسة العرض والطلب، فعندما يكون العرض قليلاً يكون السعر كبيراً، ولأن تكلفة وحدة المنتج عالية فإن هذا أدى لعزوف المربين عن تربية الدواجن، وتبيع المنشأة بسعر أقل من السعر التمويني بحدود ١٠٠ ليرة عبر صالتي عرض إحداهما في المنشأة والأخرى قرب مركز الانطلاق الجديد، بسعر ٣٧٠٠ ليرة للطبق الواحد. ولفت إبراهيم إلى أن نسبة الشراء عن الأعوام الماضية انخفضت ٢٠% بسبب غلاء الأسعار الناتج عن ارتفاع أسعار المواد العلفية (الذرة، كسبة الصويا) وهي مواد مستوردة يتعلق سعرها بسعر الصرف، والحالة العامة للمواطن.
كما لفت إبراهيم إلى أنه وبناءً على توجيهات وزير الزراعة واجتماعه مع كوادر المؤسسة العامة للدواجن والمؤسسة العامة للأعلاف تمّ الاتفاق على بيع منشآت الدواجن المواد العلفية (ذرة صفراء، كسبة فول الصويا، الشعير العلفي)، والكمية تكفي احتياج المنشآت بشكل شهري على أن يتمّ تسديد قيم هذه المواد خلال ثلاثة أشهر، وهذا الاتفاق يخفّف كثيراً من تكلفة إنتاج البيض وينعكس إيجاباً على أسعاره.
رشا سليمان