حمص تفتقد التشكيلي بسام جبيلي
رحل التشكيلي بسام جبيلي تاركاً ذاكرة طويلة لأصدقائه الفنانين في حمص وخاصة أولئك المجايلين له، وقد ذكر عبد الله مراد أن الراحل “.. هذا المجبول محبة ونبل وتواضع وثقافة ذهب إلى الأزرق ليتركنا بصمت في فراغ وغصة في القلب”.
تعلم الفن ذاتياً ومن خلال ما اتبعه من دورات في مركز الفنون الجميلة بإشراف أحمد دراق السباعي ومصطفى بستنجي وعبد الظاهر مراد، هؤلاء أصحاب الريادة والمؤسسون للفن التشكيلي في حمص، وللفنان الراحل عدد من المعارض الفردية القليلة والمشاركات الجماعية، كما يحتفظ المتحف الوطني بدمشق بلوحته الزيتية “حديقة ابيقور” منذ عام 1995، ويتسم إنتاجه الأخير بالتقنيات الغرافيكية وأعمال الفيديو والحركة عن طريق استخدام تقنيات الحاسب، كما ولج عوالم التجريد والتأليف البصري مما أكسبه صفة الفنان المغامر والتجريبي لكافة المسارات الفنية واستخدام الأدوات المتاحة.
كتب النحات والناقد غازي عانا عن تجربة الفنان الراحل في المجال النحتي: اهتم جبيلي بصياغة أعمال نحتية بنفس الفهم التشكيلي وإن اختلفت في حضورها من حيث طريقة التعبير التي تعتمد التبسيط والتحوير في الشكل الإنساني الحاضر دائماً كموضوع، هذا النحت الذي بقي عنده خجولاً بالنسبة إلى العروض وأيضاً كإنتاج وتجهيز، لكنه كان متضمناً كل مقومات النحت من حيث التكوين ونهوض الكتلة أو التفاهم والتناغم بين الكتلة الرشيقة والفراغ المصاغ بعناية من الداخل، أو الذي يحيطها من الخارج بمعادلة مقنعة وصحيحة تشكيلياً معتمداً في الغالب على التحوير وتبسيط الشكل الذي كان أساسه الإنسان بحالاته المختلفة، مركزاً على روحانية شخوصه التي تضفي على الوجه بعض القداسة والتصوّف دون الابتعاد عن فضاء لوحته وموضوعها أو أشكال الصياغات فيها وبخاصة أعمال البورتريه، وتتشابه في الغالب مع نموذج الأيقونة التي تخص فهمه دون غيره في الزمان أو المكان”.
رحل بسام جبيلي، الذي عاش مسيرة طويلة هاوياً وجميلاً ومجرباً مكتشفاً لفضاءات من الإبداع والسلام والحلم، ليبقى الشاهد على الحياة وطمأنينة النفس الإنسانية في حيزها الصعب، لروحه السلام.
أكسم طلاع