شعبية أردوغان تتهاوى.. وتركيا مهيأة لأزمات متتالية
تتواصل الانتقادات التي تطال رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان داخلياً وخارجياً، حيث توقع أحدث استطلاع للرأي في تركيا أن يُمنى أردوغان بهزيمة مؤكدة في الانتخابات الرئاسية التركية في حال إجرائها الآن.
وقال كمال آوزكيراز رئيس مؤسسة أفراسيا للدراسات الاجتماعية: “إن الاستطلاع الذي أجري الأسبوع الماضي أظهر أن 32.3 بالمئة سيصوتون لـ”تحالف اليسار” الذي يضم حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي و21.2 بالمئة سيدلون بأصواتهم لـ”تحالف اليمين” في حال اتفاق أحزاب المستقبل بزعامة أحمد داود أوغلو وحزب الديمقراطية والتقدم بزعامة علي باباجان وحزب السعادة بزعامة تامال كاراموللا أوغلو مع الحزب الجيد بزعامة مارال اكشانار على تشكيل هذا التحالف”.
وتوقع الاستطلاع أن يمنى أردوغان بالهزيمة في حال استمرار تحالف أحزاب المعارضة التركية فيما بينها واتفاقها على مرشح مشترك كما كان في انتخابات بلدية اسطنبول في حزيران 2018.
كما نشرت صحيفة “كاثيميري” اليونانية مقالاً أشارت فيه إلى أنّ أردوغان هيّأ الظروف لأزمات قادمة، وذلك بعد أن استجلب الأوهام السلطانية، بكل مكوناتها السلبية، ووضعها في صدارة اللعبة السياسية.
وقالت الصحيفة: “أغلق أردوغان أبواب تركيا في مسار تصادمي مع جيرانها، وقد استنزف اقتصاد البلاد من أجل المشتريات العسكرية، إذ تشير التقديرات إلى أن الإنفاق الدفاعي التركي سيصل هذا العام إلى 13 في المئة من الإنفاق الحكومي السنوي، ناهيك عن استجلابه الأوهام والأساطير السلطانية العثمانية، بكل مكوناتها السلبية، كالعنصرية والتعصب والعداء.
وبحسب الصحيفة، فقد أدى إحياء أردوغان لما يسمى بـ”متلازمة سيفر” إلى تثبيت قاسم مشترك في ذهن المواطن التركي العادي، معتمداً على الترويع، وإذكاء نيران الخوف من الآخرين وتصويرهم على أنّهم أعداء يتربّصون بتركيا ويكيدون لها.
وتساءلت كاثيميري في ختام مقالها قائلةً: “السؤال هو، حتى لو انسحب أردوغان غدًا، فمن سيحل محله؟”، وأجابت: “إنّ الإجابة ستكون غير مقنعة وسخيفة، لأنّ أردوغان، سواء كان حاضراً أم لا، قد خلق بفعالية الظروف للأزمة المقبلة”.
يتزامن ذلك مع تواصل حملات القمع التي يشنها نظام أردوغان ضد الشعب التركي، حيث اعتقلت سلطات النظام 12 شخصاً في أنقرة بذريعة ارتباطهم بالداعية فتح الله غولن الذي تتهمه سلطات أردوغان بالوقوف وراء محاولة الانقلاب في البلاد التي جرت عام 2016.
وقال مصدر أمني: “إنّ هذه الاعتقالات تمت بناء على أوامر من مكتب المدعي العام في أنقرة وبتهمة استخدام تطبيق الرسائل عبر الهواتف الذكية المشفر التابع لجماعة الداعية فتح الله غولن”.
إلى ذلك، لامست الليرة التركية قاعاً قياسياً جديداً مقابل الدولار، إذ بلغت مستوى قياسياً متدنياً عند 7.8450 مقابل الدولار، لتتراجع من إغلاق عند 7.81 أول أمس الاثنين، والليرة منخفضة بنحو 24 بالمئة منذ بداية العام الجاري بفعل مخاوف حيال نفاد احتياطيات النقد الأجنبي لتركيا وأسعار فائدة سلبية.
يأتي ذلك بالتزامن مع إطلاق صهر أردوغان وزير المالية بيرات البيرق وعود واهية ببرنامج اقتصادي جديد متوسط الأمد، في وقت يواجه الاقتصاد التركي تحدّيات جدية خاصة مع تورط النظام التركي في العديد من الصراعات الإقليمية وأوضاع داخلية انحدرت فيه شعبية حزب أردوغان “العدالة والتنمية”.
وقال جيفري هالي، كبير محللي السوق في سنغافورة: “إنّ النظام التركي الذي يركع اقتصاده على ركبتيه ويشارك بنشاط في الصراعات المتصاعدة يجرّ تركيا إلى صراعات إقليمية أخرى لا يمكنه تحملها، سواء سياسياً أو اقتصادياً”.