حرق القمامة.. وسيلة للتخلص من أكوامها في “الرحى”!
يلجأ أهالي منطقة الرحى وما حولها، في محافظة السويداء، وبشكل شبه يومي إلى حرق القمامة المتراكمة عشوائياً على جوانب الطرقات وأمام بعض المحلات التجارية وفي الأحياء وبين البيوت، وهو الخيار الأوحد أمامهم في ظلّ تقاعس البلدية عن واجبها في ترحيل القمامة ولو لمرة في الأسبوع، وهذا ما أثار انزعاج الأهالي، أولاً من تراكم القمامة أمام بيوتهم وما ينتج عنها من روائح كريهة، وثانياً انتشار الحشرات عليها وخاصة في فصل الصيف، إضافة لرائحة الدخان التي تجبرهم على إغلاق نوافذ منازلهم بسبب تصاعد سحب الدخان الأسود في الليل والنهار، فضلاً عن أن هذا الحرق العشوائي للقمامة يشكّل خطراً كبيراً قد يسبّب حرائق في المزروعات أو الشوارع، أو قد يُحدث تلفاً في شبكات الكهرباء وغيرها!
مناشدات مستمرة
على الرغم من المطالبة المستمرة من قبل الأهالي ومناشدتهم للبلدية لإزالة أكوام القمامة، إلا أن البلدية لم تحرك ساكناً، وبقيت أكوام القمامة تحاصر المواطنين من كل حدب وصوب.
يقول منذر الشوفي، وهو مواطن يقطن بالقرب من المشتل الزراعي، إنه تقدّم بشكوى إلى المحافظة لعلّها تساعد في حلّ المشكلة التي تفاقمت مع مرور الأيام، لافتاً إلى أن المحافظة أوعزت لمجلس المدينة لمتابعة الموضوع دون جدوى!. ويضيف: إن بلدية الرحى لم تقم بإزالة القمامة منذ عيد الأضحى، أي منذ شهر آب الماضي، وظلت أكوامها متراكمة لأكثر من شهر تقريباً، مشيراً إلى أن أهالي الأبنية السكنية القريبة من المكب يقومون بحرق القمامة بشكل عشوائي، الأمر الذي أثار انزعاج باقي السكان من الدخان المتصاعد يومياً نتيجة الحرق.
تقاذف مسؤوليات
لعلّ المواطنين باتوا على علم مسبق بما سيقول المسؤول، سواء في البلدية أو في مجلس المدينة، حيث باتت المبررات غير مقبولة، ولا تقنعهم أمام تفاقم أزمة تراكم القمامة بشكل دائم، فمنذ أكثر من سنة لم يتمّ التغلب على الصعوبات والمعوقات التي تسبّبت بتراكم القمامة.
رئيس بلدية الرحى سعدو أبو راس قال إن الأهالي يقومون بترحيل القمامة من أمام بيوتهم إلى مكان آخر بعيد عن سكنهم، الأمر الذي يتسبّب بوجود مكبات عشوائية في عدة أماكن في الأحياء، ما يساهم بدوره في صعوبة إزالة القمامة من تلك الأحياء. وأضاف: البلدية ليس لديها إمكانيات كافية لترحيل القمامة كل يوم، مبيناً أنها تخدم حالياً 50 ألف نسمة، بينما ميزانيتها تُعطى على أساس 10 آلاف نسمة.
ودعا أبو راس الجهات المعنية إلى ضرورة زيادة الإمكانيات وتزويدها بالآليات والعمال، لتتناسب مع حجم الزيادة السكانية الحالية، مبيناً أن حرق القمامة ليس حلاً لمشكلة تراكمها في الشوارع، لافتاً إلى أن هذه الظاهرة تؤثر سلباً على البيئة وصحة الإنسان.
وأخيراً.. كل جهة مسؤولة تضع الكرة في ملعب الأخرى دون التوصل إلى حلول جذرية لهذه الأزمة التي باتت تقلق الأهالي وتشكّل خطراً على حياتهم في حال استمرت بهذه الوتيرة البطيئة في حل المشكلات.
ربا الهادي