المستلزمات الإنتاجية والإرساليات الزراعية.. تلاعب بالمواصفات وحركة تداول متزايدة؟!
لا يقل الضرر الناجم عن التلاعب بمواصفات المستلزمات الإنتاجية والمواد الأولية والإرساليات الزراعية عن أية مخالفة تطال المنتجات الغذائية من حيث التأثيرات السلبية المباشرة على الصحة والبيئة والأسواق، لأن النتائج والتداعيات هي واحدة مع فارق في المدى الزمني لحدوث الضرر، ذلك أن المخالفة تظهر منعكساتها السريعة المباشرة في المنتجات الغذائية، فيما يأتي هذا التأثير لاحقاً وتالياً في المستلزمات الإنتاجية الزراعية كالأدوية والأسمدة والبذار وغيرها، أما الإرساليات الزراعية الواردة فإن بعضها لايزال فاقداً للمواصفة ويتم كشفه بين الحين والآخر في محاولة متكررة لاختراق السوق المحلية ومحاولة تمرير إرساليات مخالفة، سواء أكانت نباتية أم حيوانية، وهنا تكمن أهمية التشدد في إجراءات الرقابة المكثفة على تداول الأدوية البيطرية والمبيدات الزراعية وغيرها من المستلزمات الإنتاجية وفرض رقابة صارمة على حركة هذه المواد التي تثير هواجس حقيقية لدى المزارعين لما لهذه المواد من حساسية شديدة على المنتج والإنتاج بآن معاً، بما تحمله من أضرار على الصحة العامة وعلى المزروعات، وأيضاً على التربة الزراعية والبيئة، وهنا يكمن دور وواجب أصحاب الصيدليات الزراعية والبيطرية وغيرها في التقيد بشروط التداول السليم والمضبوط لمثل هذه المواد، وهذا ما يقتضي تضافر جهود الجميع من كل الفعاليات لتفادي مثل هذه التحديات والتغلب عليها بما ينعكس إيجاباً على مؤشرات الإنتاج الزراعي نوعاً وكماً.
مكافحة الآفات الزراعية
للوقوف على واقع مراقبة المنتجات والمستلزمات الزراعية وضبط حركة تداولها وانعكاس مكافحة الآفات الزراعية على تأمين سلامة المحاصيل الزراعية ومدى إسهام الحجر الصحي في ضبط حركة وسلامة الإرساليات الزراعية الواردة عن طريق مرفأ اللاذقية فقد التقت “البعث” رئيس دائرة وقاية النبات في مديرية زراعة اللاذقية الدكتور إياد محمد الذي أوضح أن دائرة وقاية النبات في مديرية زراعة اللاذقية تعمل على أولوية تحقيق زيادة الإنتاج الزراعي كماً ونوعاً من خلال حمايته من الإصابة بالآفات الزراعية والتي تسبب خسائر في الإنتاج كماً ونوعاً في حالة عدم مكافحتها، وتشمل هذه الآفات (الحشرات والأمراض والأدغال والقوارض والآفات الزراعية الأخرى) لذلك فإن الدائرة تنهض بواجب مكافحة الآفات الزراعية.
تطبيق الحجر الزراعي
و لفت رئيس دائرة وقاية النبات إلى أنه يتم تطبيق قانون الحجر الزراعي وتعليماته النافذة لمنع دخول الآفات الواردة إلى القطر، وذلك بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة في المنافذ الحدودية بهدف منع دخول الآفات غير الموجودة في سورية، وأشار إلى دور الحجر في الكشف على إرساليات المبيدات والمستلزمات الزراعية والتأكد من صلاحيتها للاستخدام ونسبة استخدامها وعند التأكد الكامل تتم الموافقة على إدخال المادة إلى القطر وتوزيعها على المحافظات ليتم ختمها من قبل اللجان المختصة بذلك، بالتوازي مع الأهداف التي تعمل عليها دائرة الوقاية.
تطبيق الإجراءات الرقابية
وبيّن د. محمد أن دور الحجر الزراعي ينحصر بالحفاظ على الثروة النباتية من أية آفات أو أمراض تعود بالتأثير السلبي على النبات أو وسط النمو من خلال فحص كل ما يأتي من الخارج /قبل الإدخال/ للتأكد من سلامته، وذلك بتطبيق جميع الإجراءات الرقابية الخاصة باستيراد بذور الخضار والمحاصيل المختلفة، حيث يتم فحصها بالمخابر المتخصصة لهذا الغرض من ناحية الأمراض المحمولة، بالإضافة إلى اختبارات النقاوة والإنبات مع التأكد من خلوها من التعديل الوراثي والأمراض الفيروسية، كما ينطبق هذا الأمر على الإجراءات المتعلقة بالتصدير وفحص البذور المصدرة وموافقتها لمتطلبات الصحة النباتية للبلد المستورد، حيث يتم منحها شهادة صحية نباتية تثبت خلوها من الأمراض والحشرات، وبالتالي تصدير منتج وطني سليم ذا جودة تنافسية بالأسواق العالمية.
فحص المبيدات
وأشار محمد إلى الدور المنوط بالحجر الصحي النباتي في حال استيراد المبيدات الزراعية بالكشف على تلك المبيدات قبل طرحها بالأسواق، وذلك بإجراء الاختبارات اللازمة للمادة الفعالة وتركيزها ومطابقة هذه المبيدات للنشرات الفنية والكميات المسموح بها من قبل الوزارة مع متابعة تسجيل وفحص المبيدات ومدى مطابقتها للمواصفات الفنية القياسية ومراقبة تداولها، وتنظيم عمل مراكز بيع وتداول المواد الزراعية وتأمين آلات المكافحة لتنفيذ حملات المكافحة العامة، وتأجير الجرارات وآلات المكافحة بأسعار رمزية.
وحول آلية تطبيق الرقابة على الأدوية الزراعية أشار محمد إلى أنه يتم القيام بجولات تفتيشية على مراكز بيع الأدوية الزراعية في مناطق المحافظة لمنع بيع الأدوية الزراعية غير النظامية والمهربة، إضافة إلى الأدوية الممنوع تداولها بموجب قرارات وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي وتنظيم ضبوط بحق المخالفين وإرسال الضبوط إلى النيابة العامة، بالإضافة إلى الإشراف على ختم إرساليات المبيدات بعد الـتأكد من المعلومات الموجودة فيها، وبلغ عدد الارساليات التي تم ختمها هذا العام 38 إرسالية حتى نهاية شهر أيلول.
ضبوط وإغلاقات
وأوضح محمد أنه يتم في إطار جولات الضابطة العدلية العمل على تحييد عمل المراكز غير المرخصة وغير النظامية تفادياً لدخول مواد مهربة إلى عملية الإنتاج الزراعي، وتم تنظيم عدة ضبوط وإغلاقات بحق أصحاب الصيدليات غير المرخصة أو التي تتداول بمواد مجهولة المصدر أو الصيدليات التي تتعاطى تجزئة المبيدات والأسمدة والبذار .
إرساليات زراعية مخالفة
وبحسب ما أكده رئيس دائرة وقاية النبات فإن التركيز يتم على مراقبة حركة ورود الإرساليات الزراعية إلى الحرم المرفئي، حيث تقوم دائرة الوقاية بالإشراف على عمل لجان الحجر الصحي النباتي بشقيه ومخبر صحة البذور ومتابعة أعمالهم بالإضافة لإعمال محطة التعقيم، حيث يعد الحجر الزراعي خط الدفاع الأول عن القطر بمنع دخول الآفات الحجرية وأشار الى أنه بلغ عدد الارساليات الواردة حتى تاريخه ١٨٤٠والارساليات الصادرة ٣٢٦٠ أما الارساليات المرفوضة فهي ١١حتى تاريخه، وشملت إرسالية بذور زراعية منشأ المغرب ومصدر إيطاليا مخالفة للمادة ١٧من القرار ٣١/ ت الخاص باستيراد وتصدير وتداول النبات وأجزائه، كما شملت الإرساليات الزراعية المرفوضة بسبب مخالفتها للمواصفات: بذار فصة صنف ذرعي من منشأ ومصدر الهند، وهي مرفوضة بسبب وجود بذور أعشاب من القائمة A2 أكثر من الحد المسموح به وإرسالية شعير/ مالت/ منشأ ومصدر بلجيكا مخالفة لأنظمة الحجر إذ يجب أن تكون خالية من فطر المهماز.
وهناك إرسالية شعير ناشط غير محمّص من منشأ ومصدر بيلاروسيا وهي مخالفة كونها تحتوي على فطر الأرغوت، وإرسالية شعير ناشط غير محمص منشأ ومصدر بلجيكا مخالفة لأنظمة الحجر تحوي أرغوت، كما تمّ – بحسب رئيس دائرة وقاية النبات- رفض ثلاث إرساليات عدس مجروش منشأ ومصدر كندا مخالفة الإرساليات للمواصفات القياسية السورية بموجب شهادات التحليل الصادرة عن مخبر مديرية التجارة الداخلية وإرسالية رز مقشور مرفوض حسب تحليل التموين.
فيما بلغ عدد الإرساليات العابرة خارج القطر ٤٤١ والمبيدات ٣٠ والواردة إلى أمانة جمركية داخلية ١٦ أما اختبارات مخبر صحة البذور بلغت ٣٣٤ إرسالية تحليل نيماتودا و١٤١ إرسالية تحليل فطريات وإنبات و٣٢٤ إرسالية تحليل بذور أعشاب إرساليات التعقيم بلغ الإجمالي ٥٦١ إرسالية، منها ٨٩ إرسالية بروميد الميثيل و٤٣٥ بفوسفيد الألمنيوم و٣٧تعقيم حراري ومكافحة سوسة النخيل، حيث تم استئصال عدد من الأشجار المصابة بشدة، وبلغت 14 ثمرياً 83 مروحياً 15 فسيلة.
مروان حويجة