“الثقافة والسياسة.. وحدة وصراع التناقضات” في محاضرة للرفيق دخل الله
دمشق- صلاح الدين إبراهيم:
أكد الرفيق الدكتور مهدي دخل الله عضو القيادة المركزية للحزب رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام أن العلاقة بين الثقافة والسياسة علاقة إشكالية بالضرورة ولم تحل حتى الآن، وفيها وجهات نظر كثيرة، لكن بالتأكيد بين السياسة والثقافة، كفرعين من المكون الأساسي للمجتمع، نوع من التكامل، لكن الأساس هو التنافر والتناقض بين الأمرين، مشيراً خلال محاضرة بعنوان: “الثقافة والسياسة.. وحدة وصراع التناقضات” في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة وذلك ضمن لقاء “شآم والقلم”، إلى أن الثقافة شرط الوجود بينما السياسة شرط الواقع، لأن الواقع الذي نعيشه واقع سياسي وليس واقعاً ثقافياً، وأن من صنع التاريخ هم السياسيون لا المثقفون، وقلة من السياسيين خاضت في الثقافة وفروعها، ولكن الفعل السياسي يذهب ويبقى النتاج الثقافي، كما الأندلس التي رحل العرب عنها وظلت آثارهم شاهداً على حضارتهم.
وأضاف الرفيق دخل الله: هناك فوارق جوهرية بينهما فالسياسة تسعى لتشييء الإنسان، بينما الثقافة تسعى لأنسنة الأشياء، والسياسة تميل إلى المنظومة بينما الثقافة تلقائية، والأولى نتاج الفعل المصلحة بينما الثانية نتاج المثل والأخلاق، لافتاً إلى أن السياسة تعكس الواقع ولا تحاول بناء وعي حول جوهر الوجود وتسعى إلى جعل المصالح مضموناً للوعي من دون أن تكون هذه المصالح بالضرورة إنسانية عامة، في حين أن الثقافة تعيش الواقع الافتراضي العام، والمثقفون يبحثون عن معنى جوهر الوجود وكينونته، كما أن الثقافة تهتم بالقيم المطلقة.
وأوضح الرفيق دخل الله أن الثقافة تسعى لاشباع غريزة المعرفة وهذه المعرفة تعرض المثقف لشقاء البحث عن المجهول، فيما السياسي يعرف هدفه الذي يسعى لتحقيقه، أما فيما يتعلق بالنسق الذي تقوم عليه الثقافة فهو تفاهمي وتفاعلي وإنساني، فيما في السياسة فرض إرادة على أخرى، والثقافة تتكامل بشكل أفقي وعامودي لان الثقافة تتطور بينما في السياسة انفصام وتصارع أفقي وعامودي، كما أن مادة الفعل الثقافية تهتم بالعام والمجرد وفي السياسة أنها تهتم بقيم نسبية ذات النفع المحدد.
بعد ذلك أجاب الرفيق دخل الله على مداخلات وأسئلة الحضور.
أدار المحاضرة الدكتور محمد الحوارني وحضرها لفيف من المهتمين بالشأن السياسي والثقافي.