توظيف جمالي لأبجديات ونقوش قديمة في معرض لينا ديب
افتتح في صالة صبحي شعيب لاتحاد الفنانين التشكيليين بحمص معرض الفنانة التشكيلية لينا ديب ضم نحو ثلاثين لوحة بمقاسات مختلفة تميزت ديب فيها بكسر قوالب اللوحة الكلاسيكية ذات الطابع التسجيلي لصالح التفرد بأسلوب مجدد غير مقيد بقوالب ثابتة، فهي تميل نحو الانفتاح على التجريب بكل تجلياته ودلالاته الفنية عبر المزج بين مدارس مختلفة والاستفادة من سماتها الأساسية لابتكار لوحة متعددة القراءات، إذ تحاول على سبيل المثال محاكاة نقوش الأبجديات الأولى وتوظيفها مع أشكال ورموز مرسومة بعفوية غير مدروسة لتخرج بشكل تعبيري رمزي نخبوي الرؤى والدلالة، عفوي التشكيل اللوني.
يتميز أسلوب ديب بأنه يطوي مراحل تطور الفن التشكيلي في لوحة واحدة أحيانا تستعيد فيها ملامح حضارات تاريخية قديمة، لاسيما حضارات بلاد الشام، للتعبير عن حالة ثقافية حداثوية.
وتتنوع الموضوعات عند لينا ديب بين الطبيعة الجبلية والبحرية والعمارة القديمة تنقلها على مساحات لونية تشكيلية ضمن تقاطعات تفتقر للانسجام أحيانا، لكنها تعكس حالة وجدانية ثقافية خلّاقة، ومعانٍ لا يلتقطها سوى المتمكن من فك دلالات اللوحة ومدارس تجليها.
يحضر في هذا المعرض الغرافيك الذي يقوم على حفر الشكل الفني على كليشة مكونة من مواد مختلفة تقوم بطباعتها على قماش أو كرتون، وأعمال أخرى بطريقة المونوتيب وهو المزج بين التصوير والحفر.
يذكر أن لينا ديب حاصلة على ماجستير في الفنون الجميلة من جامعة دمشق، وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفنانين التشكيليين السوريين، لها مشاركات متميزة فردية وجماعية داخل وخارج القطر، وحصلت على جوائز عديدة وشهادات تقدير منها الجائزة الأولى في فن الجرافيك على مستوى سورية عام 2006، كما عملت في تصميم أغلفة الكتب في وزارة الثقافة واتحاد الكتاب العرب ودور نشر خاصة.
آصف إبراهيم