مساع لإحلال الأسمدة النانوية.. وتوجه لتأسيس مركز لأبحاث تقنية النانو
دمشق- ميس خليل
قام الباحث في علم النانو الدكتور إبراهيم الغريبي (كلية العلوم– قسم الفيزياء) بتطوير أنواع مختلفة من السماد النانوي، كالزنك النانوي والمغنزيوم النانوي والفضة النانوية والآزوت النانوي، وذلك ضمن سياق ما تحمله تقنية النانو من آمالٍ كبيرةٍ وتطبيقات واعدة في جميع مجالات الحياة، ولاسيما في مجال الزراعة والاقتصاد الزراعي، والذي يتمثّل بإنتاج أنواع جديدة من الأسمدة والمبيدات التي باتت تُعرف بالأسمدة النانوية لتحلّ مكان الأسمدة التقليدية لما لها من دور فعّال في زيادة الإنتاج الزراعي وخفض كمية الاستهلاك والإنفاق.
وفي تصريح لـ”البعث” أوضح الغريبي أنه تمّ تطبيق بعض هذه الأسمدة النانوية المصنّعة محلياً على عدد من المحاصيل الزراعية، كالذرة الصفراء والقمح القاسي والطري في كل من محطة النشابية وقرحتا في ريف دمشق، وكذلك في محطة بحوث الموارد الطبيعية في مركز بحوث حمص، وكانت النتائج الأولية مشجّعة وإيجابية.
من جهته، يوضح مدير إدارة الموارد الطبيعية في الهيئة العامة للبحوث الزراعية الدكتور منهل الزعبي أن تجربة الأسمدة النانوية تجربة ناجحة، وهي تحتاج إلى تطبيقها في موسم آخر للتأكد من النتائج ومدى فعاليتها، مشيراً إلى أن الاهتمام بالأسمدة النانوية نابع من أن السماد النانوي صديق للبيئة، ويعتبر بديلاً فعالاً عن السماد التقليدي ورديفاً منافساً له. وبالتالي، يمكن أن يساهم بشكل فعّال في زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية، وزيادة الربح وتقليل الجهد والوقت والمال، إضافةً للقضاء على مشكلات التلوث الناتجة عن استخدام الأسمدة والمبيدات التقليدية، ولتشغيل الأيدي العاملة والنهوض بالاقتصاد الزراعي الوطني وتخفيض نسبة الأسمدة المستوردة من الخارج . وبناءً على ذلك فقد اهتمت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي بدعم الأبحاث الأولية المتعلقة بالأسمدة والمبيدات النانوية، وتمثّلت الخطوة الأولى بتشكيل لجنة خاصة بالأسمدة النانوية في وزارة الزراعة بمشاركة عدد من الباحثين المتخصّصين من الجامعات السورية والهيئة العامة للبحوث الزراعية وهيئة الطاقة الذرية، كما تمّ تشجيع عدد من طلاب الدراسات العليا لمتابعة دراستهم وأبحاثهم العلمية في تطبيق الأسمدة النانوية على أنواع مختلفة من المحاصيل الزراعية، كما وجّهت اللجنة لتأسيس مركز لأبحاث النانو في المجال الزراعي يتبع للهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، وسيتمّ إنشاء ملحق خاص بالمخابر البحثية التي تضمّ التجهيزات الخاصة بالإنتاج والتوصيف ومكان خاص لتخزين السماد النانوي الخام ومكان آخر لتخزين السماد العضوي كمادة حاملة للسماد المنتج.
وأكد الزعبي على ضرورة دعم السياسات والدراسات العليا والبنية التحتية والأدوات والأجهزة البحثية اللازمة لدفع تكنولوجيا النانو، وتأمين الأرضية العلمية الملائمة لتشجيع وتوطين تطبيقات التقانة والعلوم النانوية في سورية، إضافة إلى تشجيع نقل التكنولوجيا الجديدة لأغراض صناعية وتجارية للمنفعة العامة ونشر الثقافة العلمية لتقنية النانو عند العامة، وكذلك القطاع الصناعي، ومتابعة ودعم النشاطات والأبحاث التي ترفد وتهتم بالتقانة والعلوم النانونية وتطبيقاتها.