التزكية يعني وأد الغرفة..!
حسن النابلسي
ترنو الأنظار اليوم إلى انتخابات غرفة تجارة دمشق، في ظل أوضاع معيشية صعبة.. والتجار ليسوا بمنأى عن هذا الشأن، فهم ضمن خانة المتهمين بتردي الوضع المعيشي، ولاسيما لجهة ارتفاع أسعار المواد والسلع الأساسية..!
بعيداً عن الحديث في تفاصيل القوائم المتزاحمة اليوم للفوز بمقاعد مجلس إدارة الغرفة، نود الإشارة إلى ما ينتاب الوسط التجاري من هواجس حسم هذه الانتخابات بالتزكية، كما حصل في غرفة تجارة ريف دمشق، ليحظى “المزكَّوْن” – وأغلبهم ممن طفى فجأة على المشهد التجاري بشكل مريب – بعضوية مجلس الغرفة، علماً أن غرفة تجارة الريف من الغرف المهمة جداً بعد غرفة دمشق، ويفترض أن تخوض انتخابات منطقية ومسؤولة، لا أن يتم الفوز بالتزكية وكأن عدد المنتسبين إليها محدود جد، ولا يمكن اصطفاء من يقود دفتها إلا من خلال التزكية..!
بالعودة إلى انتخابات غرفة تجارة دمشق اليوم، يعوّل بالفعل على أن تكون على قدر المسؤولية بغض النظر عن نشاط ووزن بعض المرشحين، فمن حق أي تاجر مستوفٍ للشروط الترشح.. فتجار الشام اليوم على محك الاختيار السليم، وعليهم أن يضعوا عراقة وتاريخ غرفتهم الذي يعود إلى عام 1830 بعين الاعتبار، ولعل ما يضاعف مسؤوليتهم بهذا الاتجاه هو أن غرفة دمشق ستقود اتحاد غرف التجارة..!
لن نخوض أيضاً في تفاصيل الاختيار السليم لأنه سبق وتحدثنا عنه في مرات سابقة، ولا نعتقد أن التجار غير مدركين له إذ يفترض أنهم على دراية به أكثر من غيرهم، وإذا ما تم حسم المعركة الانتخابية بالتزكية، فهذا يعني نسف هذا الاختيار من جذوره، وقولبة الغرفة وتأطيرها بما يخدم المصالح الضيقة، وبالتالي مزيداً من الترهل للعمل التجاري، والذي يخشى أن يفضي بالنتيجة إلى وأد الغرفة..!
hasanla@yahoo.com