“تحية إلى تشرين” في أمسية شعرية موسيقية
كأن الحدث كان بالأمس، إذ ما تزال انتصارات تشرين حية في قلوبنا. وبهذه المناسبة العظيمة، أقام فرع دمشق لاتحاد كتاب العرب أمسية شعرية موسيقية بعنوان “تحية إلى تشرين” قدّمها الشاعر علي الدندح.
أبطال هذه الحرب هم الأساطير الذين سطروا البطولات.. هكذا يرى الشاعر غدير إسماعيل الذي ألقى قصيدة جاء فيها:
تمزقهُ الرماحُ/ ليقصَّ طوعاً/ قصَّةَ الماضينَ/ من رُسُلِ الحضارةِ/ حين باحوا/ بالمعجزات/ وأرقوا جفنَ الزمانِ وأسسوا/ بالمستحيلِ حضارةً عظمى/ إذا عزَّ المتاحُ
أما الشاعرة خلود اليعقوبي فترنمت بقصيدة تستلهم فيها الثبات واليقين:
تمد إليَّ يداً من يقين/ “تعالي إلى ليلتي واشبهيها/ وضمي إليكِ يديْ لا تخافي../ أنادي، ورجعُ الصوت يخثرُ في دمي../ أعيدي حبيبي من غيابٍ أيا نسور/ وأمشي على عيني أطلب وكرها/ ولست أُلاقي في الجبالِ سوى القبور/ فأرمي بقايا من سمائي/وخيبتي تساقطُ شمسي/ فوق تخميني العميْ.
وألقت الشاعرة إيمان موصللي قصيدة بعنوان “بلاد الآه” جاء فيها:
في بلاد الآهِ الآه/ لم يعد هناك صوت ولا شفاه/ لا أحدَ يدق ناقوس العزلةِ/ الكلُّ يهشمُ زجاجَ الحقيقةِ/ بأكواعٍ تنزفُ عمرها/ كذبةً كذبةً/ يتفتحُ النهارُ ضريراً/ خلفَ جيشٍ من العقولِ/ المكبلةِ بألفِ قفلٍ/ دفنوا مفاتيحها/ في مسقطِ رأسِ الأمسِ/ يا عازف الناي/حملتُ لكَ اللحنَ/ في جرة ماء مثقوبة.
فيما يرى قاسم فرحات في قصيدة ألقاها بعنوان “غمامة صيف” أن الآخرين يعجزون عن إصابة أهدافهم ومبتغاهم لأن صلابة ترسخت عبر الزمن لتعيد كيد الظالمين إلى نحورهم إذ يقول:
لا تستطيع يدُ الكلامْ/ أن تقطع الحزن المُعرّشَ/ فوقَ أيّام الشآمْ/ حرٌّ وباقٍ يا وطنْ/ أعلى وأبقى من مزاميرِ الحروبْ/ زمنٌ يذوبُ ولن تَذوبْ/ لا لن تموتْ/ ستظلُّ تولدُ كلَّ حينٍ من جديدْ/ من ضحكةِ الطفلِ البريءِ/ وزفَّة البطل الشهيدْ/ وأريدُ وصفكَ/ كيف توصفُ؟/ كيف أنصفُ ذلك الجسد المشرّشَ في السنين؟/ لا لستُ أقدرُ أن أعبَّأ في قوارير القصيدة/ كلَّ عطرِ الياسمينْ/ لا أستطيع/ ولنْ/ ولَنْ/ حُرٌّ وباقٍ يا وطن.
وتظهر لهجة التحدي صارخة في إبداع إبراهيم منصور: فلا عيش هانئاً لنا إذ نعمل على تبديل دياجير الظلام ونستظل ضياء الشمس لنصنع الحياة/ فالليلُ باقٍ.. وعيني لا ضياءَ بها/ مالمْ أمزّقُ سمائي من نواحيها/ والحزنُ يلوي على وجهي يسوّدُهُ/ إنْ لم أشرّقْ شموسي من دياجيها/ وبتُّ أضحكُ من قلبي وأرقصُ، لا/ حبَّاً ولا أ ملاً.. بلْ كانَ تمويها!/ وعندما استغربوا حالي، أضأتُ لهم/لربما فاقدُ الأفراح يعطيها..
كما قدم العازفان زاهر رفاعي (عود) – محمد تيرو (إيقاع) عدداً من الأغنيات والمعزوفات الجميلة، ولاسيما الوطنية منها.
عُلا أحمد