جهود وقف النار في كراباخ تجري تحت أزيز القصف المستمر
على وقع الاشتباكات المستمرة في كراباخ والاتهامات المتبادلة بين أرمينيا وأذربيجان على قصف المناطق السكنية المأهولة، وآخرها قصف كنيسية تاريخية، يبدو أن فرص التوصل إلى تهدئة ووقف لإطلاق النار قد لاحت بالأفق بعد الإعلان عن اجتماعات منفصلة لكل من وزيري الخارجية الأرميني وأذري في جنيف، حيث عقد وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيراموف مع الرؤساء المشاركين لـ”مجموعة مينسك” التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. فيما سيجري اجتماعٌ مماثلٌ في روسيا الإثنين المقبل بحضور ممثلين عن باريس وموسكو وواشنطن وفق ما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان وذلك بهدف البحث عن سبل لإقناع الأطراف المتحاربة بالتفاوض في سبيل وقف إطلاق النار.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأرمينية، آنا نغداليان، نفت أن يكون وزيرا خارجية البلدين مستعدين للقاء، قائلةً إنه من غير الممكن “التفاوض من جهة، فيما الإجراءات العسكرية ضد أرمينيا جارية من جهة أخرى”.
من جهة أخرى، قال رئيس أذربيجان إلهام علييف إن وقف إطلاق النار في إقليم ناغورني كاراباخ “لا يمكن أن يكون أُحادياً”، بل يجب أن يطبقه طرفا النزاع فعلياً على الأرض.
ميدانياً دخلت المعارك في إقليم ناغورني كراباخ بين أرمينيا وأذربيجان أسبوعها الثاني وتجددت الاشتباكات في الإقليم
وقبل بضع ساعات من الموعد المقرر للمحادثات قالت أذربيجان إن القوات الأرمينية قصفت مدينة كنجة موضحة أن مدنياً قتل في منطقة جورانبوي وأن قرى أخرى تعرضت للقصف من قبل هذه القوات.
وأفادت السلطات الأذربيجانية بمقتل 30 وإصابة 143 مدنياً منذ اندلاع القتال لكنها لم تورد بيانات عن خسائرها العسكرية.
كما نفت وزارة الدفاع الأذربيجانية استهدافها المباني والمعالم التاريخية والثقافية وخاصة الدينية خلال الحرب الدائرة مع أرمينيا في إقليم ناغورني كراباخ.
وأفاد عدداً من السكان المحليين لموقع “سبوتنيك” أنهم شاهدوا طائرة من دون طيار، قبل قصفها للكنيسة، وتم العثور على شظايا صاروخ في الكنيسة ويتم دراستها من قبل الخبراء.
بدورها قالت السلطات في ناغورني كراباخ إن المركز الإداري الرئيسي مدينة ستيباناكيرت تعرضت للقصف وسجلت سقوط 30 قتيلاً آخرين في صفوف جيشها ما يرفع العدد الإجمالي للقتلى إلى 350 منذ اندلاع القتال مشيرة إلى أن 19 مدنياً قتلوا كذلك وأصيب كثيرون.
يأتي ذلك في وقت أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة في الإقليم أرتزون أوفانسيان، تعرُض مدن عديدة لقصف صاروخي أَذربيجاني. وأكد أن الأذربيجانيين يحاولون الاحتماء بالأراضي الإيرانية، فيما تتخذ إيران ما يناسب من إجراءات تجاه هذه المسألة، كما اتهم تركيا بـ”التخطيط للهجمات الأذربيجانية، فضلاً عن زجها نحو 4 آلاف من المرتزقة”.
من جهة ثانية أعلنت أرمينيا عزل رئيس جهاز الأمن الوطني بمرسوم رئاسي دون أن تورد السلطات سبباً لذلك فيما أكد نيكول باشينيان رئيس الوزراء أن “موقفنا كان وما زال هو أن قضية كراباخ لا يمكن حلها بالعنف.
إلى ذلك أوضح الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي للمنظمة ستانيسلاف زاس أن ميثاق المنظمة ينص بوضوح على تفعيل آليات المشاورات الدولية وتقديم الدعم المطلوب إلى عضو في المنظمة، بطلب منه، في حال وجود خطر ملموس على أمنه واستقراره وسيادته ووحدة أراضيه.
في الوقت نفسه، أعرب زاس عن قناعته بأن التصعيد العسكري الحالي في كراباخ لن يؤدي إلى شن أذربيجان هجوما عسكريا مباشرا على أرمينيا، مذكرا بأن حكومة باكو أكدت غير مرة عدم وجود أي مطالبات سيادية من جانبها بحق أرمينيا.
كما رجح الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي أن الأمور في كراباخ لن ترقى إلى مستوى التدخل العسكري المباشر من قبل تركيا، وحذر من خطورة نقل مسلحين أجانب إلى كراباخ، قائلا: “يظهر هناك مسلحون ومرتزقة، وهذا الأمر لا ينفع ويشكل خطرا ليس على أطراف النزاع فحسب بل وأطراف أخرى أيضا”.