فبركات فيسبوكية
دمشق – البعث
أصبحت الإشاعات التي أخذت تتناثر هنا وهناك في حياتنا تشكل حالة من النفور لدى الناس، فلا يمرّ يوم إلا ونسمع خبراً عن موت إحدى الشخصيات الفنيّة أو الأدبيّة، ثم يتم تكذيب الخبر من قبل أهل الفقيد أو أصدقائه أو عبر بثّ تكذيب بتسجيل صوتي لتلك الشخصية.
ولعلّ أكثر ما يساهم في انتشار الإشاعة، الآن، مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً موقعي “الفيسبوك” و”التويتر”، حيث يصبح من تُطلق عليه الإشاعة متلقياً عاديّاً قد يقرأ خبر طلاقه أو زواجه أو موته أو أي خبر مفبرك عنه في الصحف أو يسمعه من أي وسيلة أخرى، ويبقى مصدر الإشاعة مجهولاً دون التأكد من صحة المصدر. ولعل أكثر الأخبار الكاذبة التي تنشر هي أخبار الموت، فبالأمس سرت إشاعة موت الفنان دريد لحام – وهي ليست المرة الأولى – وحددوا متى سيصل جثمانه من أمريكا ومن سيحضر ممثلاً عن السيد الرئيس، وانتشرت الكثير من عبارات الرثاء له. وبالمقابل كان هناك من شدّد على التأكد من صحة الخبر، لأننا قبل يومين فقط قرأنا خبراً عن عودته إلى الدراما الإذاعية. وكان الثلاثاء الماضي ضيف برنامج الجماهيرية في قناة الجماهيرية الليبية – مكتب دمشق، إعداد وتقديم الإعلامي إبراهيم جلال، إخراج المخرج عبد المنعم عرنوس، ومساعده في الإخراج علاء الدين الحمود.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف يخطر لمن يروّجون هذه الإشاعات أن يفبركوا مثل هذه الأخبار؟ ولماذا يتسلّون بالموت الذي يحاصرنا منذ سنوات طويلة؟ والذي أصبحت حروفه طوقاً من فجيعة نتوجّسها؟ فكل يوم يرسم لنا موعداً، وكل يوم تقريباً يغادرنا مبدع، أو نفتقد عزيزاً، ومن كثرة الموت الذي يحيط بنا بتنا نراه بلا معنى، فلماذا تستعجلونه؟ هل أصبحت حياة الآخرين مشاعاً مستباحاً وبلا قيمة من قبل فضاء بلا ضفاف ولا معايير تحكمه؟ وأنتم يامن تطلقون هذه الإشاعات، اتقوا الله بهؤلاء المبدعين الذين تتناولونهم بأخباركم الكاذبة! دعوهم يعيشون حياتهم بسلام بعيداً عن ضيق الأمكنة التي تحاصرونهم فيها ليروا أنفسهم مرميين على ضفاف عبثية الحياة، حيث تضيق أرواحهم عن تصديق فكرة أن هناك من يستسهل فكرة موتهم!!