وضع الأسير الأخرس يتدهور.. والمقاومة تحذّر الاحتلال من ارتكاب أيّ حماقة
يوماً بعد يوم تترسخ الطبيعة العنصرية والعدوانية الغاشمة لقوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، ولاسيما ضد الأسرى القابعين في معتقلات الاحتلال، وتتعاظم معاناة هؤلاء والمشقّات التي يتكبدونها جراء الأزمات الإنسانية من جهة وبطش الاحتلال من جهة أخرى، ويعتبر وضع الأسير ماهر الأخرس والأسيرة إسراء جعابيص شواهداً على ذلك، حيث أكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس أن وضع الأسير “خطر للغاية”.
كما قال نادي الأسير: “إنّ الأسير ماهر الأخرس من جنين دخل يومه 76 على التوالي في إضرابه المفتوح عن الطعام، رفضاً لاعتقاله الإداري، وسط ظروف صحية بالغة الخطورة، ويواصل الاحتلال احتجازه حتى اليوم في مستشفى “كابلان” الإسرائيلي، ويرفض الاستجابة لمطلبه والمتمثل بإنهاء اعتقاله الإداري”، ونشر النادي في وقت سابق، فيديو للأسير يوجّه فيها “وصيته لأهله وشعبه”.
الناطق باسم لجان المقاومة الفلسطينيّة أبو مجاهد أكد أنّ المقاومة “موحدة في قرارها وردها على أيّ حماقة إسرائيلية”، مضيفاً: “إنّ المقاومة ستحدّد الثمن إذا لحق أيّ أذى بالأسير ماهر الأخرس، وأذرعها في الميدان جاهزة للرد”.
وشدّد أبو مجاهد على أنّه إن لم يتمّ الإفراج عن الأسير، فالمقاومة ستقوم بواجبها، موضحاً أنّ هناك رسائل لكل الأطراف بإنقاذه وإلا فإن رد المقاومة سيكون بالصواريخ.
بالتزامن، قال مدير جمعية “واعد” للأسرى الفلسطينيين عبد الله قنديل: “إنّ السجون ستكون اليوم أمام حراك قوي، وأن أعداداً من الأسرى ستباشر الإضراب”، مضيفاً: “لم يسفر أي تدخل في قضية الأخرس عن أي نتيجة حتى اللحظة”.
كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، قالت: “إنّ أسرانا خط أحمر، والمساس بهم بمثابة إعلان حرب”، وأكدت أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ممارسات الاحتلال الهمجية بحق الأسرى.
كما قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الشيخ نافذ عزام: “إن الأسير الأخرس يعري العالم بأسره ويفضح المطبعين، وبجوعه يؤكد أن قضية فلسطين لن تموت”.
في السياق، قال مسؤول ملف الأسرى في حركة الجهاد جميل عليان: “إنّ اعتصام من الأسرى بدأ في مقر الصليب الأحمر في طولكرم، بالإضافة للإضراب والاعتصام في جنين”.
كما دخلت الأسيرة المقدسية إسراء جعابيص، عامها السادس في سجون الاحتلال، إذ اعتقلت في 11 تشرين الأول 2015، بعد أن أطلق جنود الاحتلال النار على سيارتها بالقرب من أحد الحواجز العسكرية، مما أدى إلى انفجارها، واشتعال النيران فيها، وأُصيبت إسراء في حينه بحروق خطيرة في جسدها بما نسبته 60 %، وفقدت أصابع يديها، وأصيبت بتشوهات في منطقة الوجه والظهر، لتصدر محكمة الاحتلال لاحقاً بحقها حُكماً بالسجن لمدة 11 عاماً، بعد أن وجه لها الاحتلال تهمة محاولة تنفيذ عملية، علماً أن إسراء جعابيص أمّ لطفل، وتقبع اليوم في سجن “الدامون”، وتواجه أوضاعاً صحية غاية بالصعوبة.
في الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال مهرجاناً جماهيرياً لفصائل المقاومة في رافات شمال القدس المحتلة، شارك فيه المئات تحت شعار “الوفاء للقدس والشهداء والأسرى، ودعماً للقيادة الفلسطينية لمواجهة التآمر العربي والدولي”.
وأطلقت قوات الاحتلال الغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط باتجاه الحشود المشاركة مباشرة، ما أدّى إلى إصابة عشرات المقدسيين من بينهم أطفال.
بالتزامن، شنّت قوات الاحتلال حملة مداهمات واسعة في القدس المحتلة، شملت بلدة عناتا وضاحية الأقباط في بلدة الرام، فيما تواصلت اعتداءات المستوطنين على منازل الفلسطينيين في قرية بورين جنوب نابلس، شمال الضفة الغربية، بحماية قوات الاحتلال، وتصدى لها الشبان الفلسطينيون.
كما اقتحم 31 مستوطناً المسجد الاقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، وأطلقت بحرية الاحتلال نيران أسلحتها الرشاشة باتجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين في البحر قبالة منطقة السودانية شمال قطاع غزة المحاصر.
وفي بريطانيا، اعتقلت الشرطة البريطانية 6 ناشطين بريطانيين خلال مظاهرة تندّد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحقّ الشعب الفلسطيني في لندن. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن الناشطين المشاركين في المظاهرة التي نظمتها حركة “أكشن فلسطين” أمام الفرع الرئيسي لشركة الأسلحة الإسرائيلية “إلبيت سيستيمز” رفعوا أعلام فلسطين ولافتات تندد بجرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، مطالبين السلطات البريطانية بإغلاق فروع الشركة العشرة في المملكة المتحدة لأنها تصنع 80 بالمئة من الطائرات المسيرة التي يستخدمها الاحتلال في اعتداءاته المتواصلة على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة المحاصر.
ورغم الانتشار الكبير للشرطة، تمكن ناشطون من رش بوابة الشركة بطلاء أحمر في دلالة على دماء الفلسطينيين المسفوكة على يد الاحتلال الإسرائيلي.
وقال ناشطون من مجموعة أكشن فلسطين: “إنهم سئموا تجاهل النواب والوزراء البريطانيين لمناشداتهم وقرروا اللجوء إلى العصيان المدني ضد الشركات التي يعتبرونها متواطئة بتكريس ممارسات الاحتلال الإسرائيلي العدوانية ضد الشعب الفلسطيني”، مشيرين إلى أن تظاهرهم هو نموذج جديد لتعطيل الشركة عن العمل وإلحاق أكبر الخسائر المادية الممكنة بها