وقف إطلاق النار مازال صامداً في كاراباخ رغم تبادل الاتهامات
على الرغم من تجديد أرمينيا وأذربيجان التزامهما باتفاق وقف إطلاق النار في إقليم ناغورني كاراباخ، الذي دخل حيز التنفيذ، بوساطة روسية. إلا أن الجانبين أبلغا عن وقوع حوادث عسكرية في منطقة الصراع، حيث قالت وزارة الدفاع الأذربيجانية: “إنّ مدينة كنجة التي تعد ثاني أكبر المدن في الجمهورية تعرضت لهجمات صاروخية من منطقة بيرد في أرمينيا”، مشيرةً إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة 28 آخرين، فيما نفت السكرتيرة الصحفية لوزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان التقارير بشأن استهداف المدينة من الأراضي الأرمينية، قائلةً: “إن هذه معلومات مضلّلة”.
في الأثناء، دعا برلمان جمهوية كاراباخ أرمينيا وروسيا وإيران إلى إنشاء تحالف جديد بهدف محاربة الإرهابيين الدوليين في المنطقة المتنازع عليها.
وحملت الجمعية الوطنية في الجمهورية النظام التركي المسؤولية عن الوقوف وراء التصعيد العسكري الأخير في المنطقة المتنازع عليها، واتهمته بـ”المساعدة في تسلل إرهابيين دوليين وعناصر لجماعات متطرفة مختلفة من سورية والعراق وليبيا ومناطق أخرى إلى كاراباخ”.
وأشار البيان إلى تقارير صادرة عن منظمات دولية ووسائل إعلام بهذا الشأن، بالإضافة إلى تصريحات مسؤولين في روسيا وفرنسا وإيران وسورية، محذّراً من أن الإرهاب الدولي، بعد تكبده هزيمة مدوّية في سورية، يستغل السياسات قصيرة النظر لحكومة باكو ويحاول التموضع في المنطقة وتحويلها إلى بؤرة إرهابية جديدة، ما يشكل خطراً ليس على أمن ووحدة أراضي أرتساخ “أي جمهورية كاراباخ” وحدها، بل والدول المجاورة، وهي أرمينيا وروسيا وإيران، وشدّد البيان على أن جلب الإرهابيين إلى كاراباخ ومراعاتهم هناك يشكل على المدى البعيد خطراً على دول المنطقة والأمن الدولي وسكان أذربيجان نفسها، مشدداً على ضرورة إحلال السلام والأمن الإقليميين بما يخدم التعاون بين دول المنطقة في محاربة الإرهاب الدولي.
ودعا البيان أرمينيا وروسيا وإيران إلى إنشاء مراكز تنسيق مشتركة بهدف رصد الإرهابيين الدوليين المتسللين إلى كاراباخ ووضع خطط لتحييدهم ونقاط تمركزهم وقواعدهم العسكرية.
وناشد البيان الدول الثلاث إنشاء تحالف مناهض للإرهاب بهدف القضاء على الإرهابيين الذين تسللوا إلى المنطقة وجماعاتهم بشكل سريع وفعال.
كما وجّه أرايك هاروتيونيان رئيس جمهورية كاراباخ أصابع الاتهام إلى الكيان الإسرائيلي مؤكداً أنه “مسؤول عن الإبادة الجماعية في كاراباخ”، لتزويده أذربيجان بأسلحة هجومية، وأضاف هاروتيونيان في مؤتمر صحفي، ردّاً على سؤال مفاده أن “إسرائيل” تزعم بأنها لا تعلم باستخدام أذربيجان للطائرات الإسرائيلية بدون طيار، في العمليات الهجومية وقصف السكان المدنيين، وليس لأغراض دفاعية: “خلال حرب نيسان “تصعيد النزاع في 2016″، كانت “إسرائيل” تعلم أن الأسلحة المورّدة لأذربيجان لم تستخدم لأغراض دفاعية بل لعمليات هجومية. لذلك، فإن هذه التصريحات هي استهزاء بالناس”، وأضاف: ” “ليس فقط “إسرائيل”، ولكن الدول الأخرى تعرف أيضاً كل شيء عما يجري، وتواصل تزويد أذربيجان بالأسلحة”.