“حرب تشرين التحريرية في مرآة الرواية السورية” في ثقافي حمص
حمص – سمر محفوض
بمناسبة الذكرى السابعة والأربعين لحرب تشرين التحريرية، ألقى الناقد نزيه ضاحي محاضرة في قاعة سامي الدروبي بالمركز الثقافي العربي في حمص بعنوان “حرب تشرين التحريرية في مرآة الرواية السورية”، سلّط فيها الضوء على بطولات الجيش العربي السوري، وانعكاسات انتصاراته على الأدب عموماً والرواية بشكل خاص.
قدّم المحاضر عرضاً لأهم الكتّاب والروايات التي تناولت موضوع الحرب عالمياً، كـ “الحرب والسلام” لتولستوي، و”ذهب مع الريح” رائعة مرغريت ميتشل، و”وداعاً للسلاح” لأرنست همنغوي، وكذلك بعض عناوين الروايات العربية التي جعلت الحرب موضوعاً لها كـ “حرب الشوارع” لشارل شهوان، و”تلة الزعرور” لشكيب خوري، و”بريد بيروت” لحنان الشيخ، معتبراً أن رواية الحرب جزء من الأدب الثوري لأنها تحمل فكراً أيديولوجياً وتاريخياً يجسّد الصراع الدائر بين الأمة وأعدائها، نصراً كان أم هزيمة، ضمن قالب إنساني لا يتقيّد بالصرامة التاريخية بقدر ما يعَوّل على المخيلة واستبطان إنسانيات واقع الحرب. وأضاف: إن مصطلح رواية الحرب يشمل جميع النصوص الروائية التي جعلت أحداث الحرب موضوعاً لها بشكل مباشر أو غير مباشر، لافتاً إلى أن تجربة الكتابة عن الحرب لها خصائصها الفكرية من فكرة وإبداع وتجربة وأنماط قص، حيث وجد في الرواية أفضل الأشكال الأدبية للتعبير عن ظاهرة الحرب لأنها تمتاز ببيئة ثقافية.
وتناول ضاحي رواية “أزاهير تشرين المدماة” للدكتور عبد السلام العجيلي، و”المرصد” للروائي حنا مينه، تلك الروايتان اللتان اهتمتا، حسب رأي الناقد، بالفهم العميق لتحولات الحرب في النفس البشرية وقيمة التضحية من أجل الانتصار، حيث أشار إلى أن رواية العجيلي اعتمدت الأسلوب التوثيقي والتسجيلي مع مراعاة الحبكة الفنية المتقنة، فيما رصدت الثانية “المرصد” لحظة بلحظة مشهد تحرير أبطال الجيش العربي السوري لجبل الشيخ، معرجاً على البحث في العلاقات الواقعية والمتخيّلة للتجارب الكبرى، طارحاً السؤال المهمّ: كيف تتحقّق المعادلة بين أن نكتب الرواية الحربية دون أن نهمل التقنيات الفنية، بحيث نقدم عملاً إبداعياً قادراً على خلق التحفيز، مقروناً بمشاعر البطولة واستحضار التاريخ، مؤكداً أن حرب تشرين التحريرية رسمت حاضر الانتصارات ورسّخت مفهوم المقاومة لاسترجاع الحقوق.
وقدّم أبطال حرب تشرين من الجيش العربي السوري شهاداتهم الحيّة عن الحرب وفصول انتصاراتها، حيث أشار الضابط المتقاعد والشاعر رجب ديب إلى أن حرب تشرين الملحمية ستبقى شعلة الأمل ونبراس الانتصار للأجيال القادمة وفخرهم بالأبطال الذين أعادوا للأمة العربية عزتها وكرامتها.
وتحدث الروائي عبد الغني ملوك من ضباط حرب تشرين عن تجربته الشخصية في الحرب، فقدّم شهادات حقيقية من بطولات رجال الجيش البواسل، وختم شهادته بقصائد شعرية تمجّد النصر والانتصار وترسخ بذاكرة الأجيال عن تاريخ مشرق لنزار قباني وسليمان العيسى. أما الشاعران نبيل باخص وغسان دلول فقد تنوعت مشاركتهما مابين قصائد الاعتزاز بالنصر وإعلاء قيمة الشهادة وجوهر المقاومة وقصائد الزجل والحب، إذ جاء في قصيدة الشاعر نبيل باخص عن الشهداء “فوق الثريا”:
فوق الثريا هامت الأرواح وطفا على موج الأثير صداح
حيث النهاية موعد لبداية والعتم نور، والغروب صباح
وقال الشاعر غسان دلول في قصيدته “أقسمت”:
أقسمت بالجولان يا بردى أقسمت بالجرح الذي اتقدا
بالبعث إيماناً ومنطلقاً ورسـالة دربـاً ومعتقدا