“إكثار البذار” تواكب طلبات الفلاحين.. و83 ألف طن بذار للمزارعين
حقّقت المؤسّسة العامة لإكثار البذار في سورية نقلة نوعية هذا العام لجهة توفير كميات البذار المعقمة والمغربلة والجاهزة للتسويق المباشر للمصارف الزراعية والإخوة الفلاحين، وقد بلغت مجمل الكميات المتوفرة 83 ألف طن من أجود أنواع القمح والشعير السوري. ووضعت المؤسسة في خطتها هذا العام أيضاً توفير احتياطي إضافي لمواكبة عمليات الطلب على بذار القمح والشعير من الفلاحين، وخاصة مع عودة آلاف الهكتارات إلى النشاط الزراعي في المحافظات السورية.
قفزة نوعية
الدكتور بسام سليمان مدير عام المؤسسة الذي التقيناه خلال جولة في محافظة حماة قال: إن المؤسسة حقّقت قفزة هذا العام في كميات البذار التي سيجري توزيعها على المزارعين ضمن الخطة الزراعية القادمة، وتمّ التنسيق بين وزارتي الزراعة والتجارة الداخلية لتأمين كميات احتياطية إضافية من البذار بما يقارب 50 ألف طن كدفعة احتياطية، ليتمّ أيضاً غربلتها وتعقيمها وفق حاجة الخطة الزراعية، وهذا التوسّع في الكميات يعود سببه إلى عودة الاستقرار لمعظم المناطق، وبالتالي عودة عجلة النشاط الزراعي من جديد، وحقيقة هذا الزخم الكبير في توفير البذار سيدعم الخطة الزراعية ويوفر كميات مضاعفة من الإنتاج خلال العام القادم. وبيّن سليمان أنه تمّ تحديد سعر مبيع الطن الواحد من بذار القمح بـ450 ألف ليرة، وطن بذار الشعير بـ200 ألف ليرة، موضحاً أن هذه الأسعار مدعومة من الحكومة، بنسبة 40 بالمئة، إذ إن سعر المبيع يعادل 60 بالمئة من تكلفة الإنتاج.
خطط استراتيجية
وعن خطط المؤسسة الاستراتيجية أضاف سليمان: لدينا خطة إستراتيجية موضوعة في مؤسسة إكثار البذار منذ عام 2015 تتضمن تشكيل المجمعات الصناعية الزراعية في كافة المحافظات لتقليل الهدر وتشغيل اليد العاملة، ليس فقط فيما يتعلق بمحصولي القمح والشعير بل هناك محاصيل أخرى مثل القطن والشوندر السكري ومحصول بذار البطاطا، وهذه الاستراتيجية تتطلّب منا تأهيل وصيانة المراكز المدمّرة وإنشاء مراكز جديدة، فكانت الانطلاقة من محافظتي حماة ودرعا من حيث تأهيل وصيانة مراكز إعداد البذار، وقد تمّ رفدها بمراكز غربلة متنقلة لتأمين الطلب المتزايد على البذار وتوفير الجهد والوقت، إضافة إلى صيانة وإنشاء عدد من المستودعات للتخزين “عراءات” لاستقبال البذار الخام وتدعيم هذه المراكز بكادر فني متخصّص يساهم في تشغيلها بشكل إيجابي وفعّال يلبي حاجة الطلب على البذار.
وأشار إلى أن محافظة حماة كان لها حصة مهمّة من المشاريع الحيوية، حيث تمّ تأهيل مركز غربلة البذار في كفربو وصيانته، وتجهيز بعض العراءات الموجودة وتمّ رفدها بمركزي غربلة متنقلين لتأمين الطلب المتزايد من البذار، ولدينا خطة في السنة القادمة لدعم محافظة حماة بمركز غربلة جديد يضاف للمركز الحالي، إضافة إلى إنشاء مظلات ومستودعات صغيرة.
مجمع صناعي زراعي لحلب
وفيما يتعلّق بالمحافظات الأخرى، تمّ في حلب إنشاء مجمع صناعي زراعي في منطقة تل بلاط من حيث إنشاء معمل غربلة ثابت بطاقة 15 طناً في الساعة، إضافة إلى إنشاء مستودع لتخزين البذار بطاقة 3000 طن، وإنشاء وحدة تبريد وتخزين بذار البطاطا وهو من المشاريع الحيوية التي تمّ البدء بها منذ سنتين، وهذا المجمع هدفه تجميع العمل الزراعي والكادر بنقطة واحدة على مبدأ عمل النافذة الواحدة لتبسيط الإجراءات على المزارعين، بحيث يقومون بتسليم منتجاتهم داخل هذا المجمع واستلام البذار منه، وفي منطقة الليرمون التي تمّ تحريرها من الإرهاب فقد تمّ رصد الاعتمادات اللازمة من قبل الفريق الحكومي لإعادة صيانة وإنشاء بيت زجاجي لرفد إنتاج الشتول للمشروع الوطني كذلك مختبرات للجودة والأنسجة لكافة المحاصيل الاستراتيجية.
وفي محافظة السويداء تمّ إعادة تأهيل فرع إكثار البذار وتجهيز كافة مكوناته من حيث غرف التحليل ومخابر الجودة لتقديم الخدمات للإخوة المزارعين، كما تمّ رصد الاعتمادات اللازمة لإنشاء عراء لتخزين البذار الخام ومستودع وقبان.
جرارات حديثة
وكشف سليمان عن وجود مذكرة تفاهم بين المؤسّسة العامة لإكثار البذار ومنظمة الصليب الأحمر الدولي لرفدها بسبعة جرارات حديثة وتوزيعها على المحطات الإكثارية بالمحافظات، وهدفها الحصول على المراحل الأولية من البذار بما يخدم المراحل المتبقية، يضاف إلى ذلك العمل على رفد مركز غربلة ثابت مع نهاية العام إلى محافظة درعا فرع إزرع لإعداد البذار، مشيراً إلى أنه تمّ تحقيق نسبة 70 بالمئة في مستويات الإنجاز من المشاريع التي تمّ التعاقد عليها في محافظات حلب وحماة وحمص والسويداء وطرطوس ودير الزور بالمجمل، وهذه المشاريع تتعلق بتأهيل المراكز وإنشاء المستودعات أو ما يتعلق بالبنية اللوجستية التي تخدم مراكز العمل التابعة للمؤسسة.
تأمين بذار البطاطا
وقال سليمان: إن المؤسّسة وضعت خطة فيما يتعلق بالمشروع الوطني لإنتاج بذار البطاطا منذ سنتين للوصول في عام 2023-2024 إلى سلسلة إكثارية وإنتاج نحو 13 ألف طن ليصار تدريجياً للاستغناء عن البذار المستورد، وهذه السلسلة مكونة من البنية المخبرية الموجودة في محافظة حلب وطرطوس، حيث يجري إكثار الشتول ومن ثم نقلها إلى البنية التحتية للبيوت الزجاجية، وناتج البيوت الزجاجية ينقل إلى مرحلة البيوت الشبكية وفي هذه المرحلة سيتمّ التوسع في عدد البيوت الشبكية على مستوى سورية وفق الاعتمادات اللازمة، وهذه العملية تتطلب جهداً كبيراً وتوفير مستلزمات البيوت الشبكية من الشبك الخاص بها والهياكل المعدنية التي يبنى منها البيت الشبكي، ولدينا خطة للتوسع بعدد هذه البيوت من 400 هذا العام إلى 1500 بيت شبكي العام القادم وهذا يتوقف على مواصفات الشبك المستورد.
تأمين فوري
جهود كبيرة تبذلها الكوادر الفنية والهندسية في المؤسّسة العامة لإكثار البذار للوصول إلى تأمين فوري وسريع لمستلزمات البذار على مستوى المحافظات السورية، وهذه المؤسسة تحتاج كل الدعم والرعاية الحكومية لتمويل مشاريعها الحيوية التي تنهض بالواقع الزراعي السوري.
منير الأحمد