بعد تسارع التطبيع.. آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة
بعد أقل من شهر على التطبيع مع أنظمة خليجية، صادق رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية، وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أنه بعد 9 أشهر من التأجيل استؤنف البناء على نطاق واسع في الضفة الغربية.
فقد أعلنت سلطات الاحتلال أمس مخططاً استيطانياً جديداً لإقامة أكثر من 2000 وحدة استيطانية في الضفة، وذكرت وكالة معا أن المخطط الجديد يهدف إلى إقامة 2166 وحدة استيطانية جديدة في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية.
وفي إطار حربها المفتوحة على الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية لتنفيذ مخططات الضم الاستعمارية أعلنت سلطات الاحتلال قبل يومين مخططاً استيطانياً لإقامة 500 وحدة استيطانية في مدينة بيت لحم.
وبحسب القناة الإسرائيلية السابعة سيعقد ما يسمى “المجلس الأعلى للتخطيط والبناء التابع للإدارة المدنية الإسرائيلية” جلسة أخرى للمصادقة على بناء آلاف الوحدات الأخرى، مشيرة إلى أنه سيتم المصادقة على بناء 5 آلاف وحدة.
ومنذ أيام، قال الإعلام الإسرائيلي: إن مجلس التخطيط الأعلى في الضفة سيجتمع للموافقة على بناء 5400 وحدة استيطانية جديدة في المستوطنات، مشيراً إلى أن الإيعاز بالموافقة على البناء أعطاه رئيس الحكومة نتنياهو، مشيراً إلى أنه في محيط نتنياهو يقولون: إن إيعازه بالموافقة على خطط البناء تدحض الادعاءات التي تقول بتجميد البناء في الضفة.
من جهته، أكد مصدر في محيط نتنياهو أن التأخيرات التي حصلت نابعة من أسباب مفهومة تتعلق بالتطبيع مع دول الخليج لكن الآن ليس هناك سبب لتأجيل الموافقات، وسبق ذلك نفي مسؤول كبير في البيت الأبيض علمه بما وصفه بإشاعات عن تضمن اتفاق تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني وقف إجراءات الضم في الضفة الغربية لـ4 سنوات، وقال: إنه بحث الاتفاق مع السعوديين مباشرة عقب زيارة المنامة.
إلى ذلك، أدانت الرئاسة الفلسطينية مخطط سلطات الاحتلال الإسرائيلي إقامة أكثر من 2000 وحدة استيطانية في الضفة الغربية، مؤكدة أنه انتهاك صارخ لكل قرارات الشرعية الدولية، وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في بيان: إن هذا الإعلان مخالف لكل قرارات الشرعية الدولية ولا سيما القرار 2334 الذي يؤكد عدم شرعية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيراً إلى أن سلطات الاحتلال تستغل الصمت الدولي والدعم غير المحدود من الإدارة الأمريكية للمضي في سياساتها الاستيطانية وسرقة الأرض الفلسطينية.
وطالب أبو ردينة المجتمع الدولي بالتدخل الفوري والعاجل للضغط على سلطات الاحتلال لوقف ممارساتها الاستيطانية التي تقضي وبشكل كامل على أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس على خط الرابع من حزيران عام 1967.
في الأثناء، اعتقلت قوات الاحتلال 14 فلسطينيا في مناطق متفرقة بالضفة الغربية، وذكرت وكالة وفا أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدات وقرى في القدس المحتلة وبيت لحم ونابلس وطولكرم ورام الله وداهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها واعتقلت 14 منهم.
هذا وأفادت مصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال شنت حملة اعتقالات واستدعاءات لفتية وشبان من العيسوية، عقب اقتحام منازلهم وترويع السكان، وخصوصاً الأطفال، فيما أعلن جيش الاحتلال عن إصابة اثنين من جنوده بجروح بعد إلقاء عبوة ناسفة باتجاههما، خلال اقتحام قوة عسكرية كبيرة مخيم بلاطة في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وأوضح الناطق باسم جيش الاحتلال أن الجنديين أصيبا خلال عملية عسكرية لاعتقال مواطنين داخل المخيم، كذلك اقتحمت قوات الاحتلال منطقة الهاشمية في مدينة البيرة وطولكرم وبيت لحم، وشنت حملة اعتقالات. وقد تصدى الشبّان الفلسطينيون لها.
كما جدد مستوطنون إسرائيليون اقتحام المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وذكرت وكالة وفا أن 22 مستوطنا اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
في غضون ذلك، شهدت مدينة الخليل بالضفة الغربية وقفة تضامنية دعماً للأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال ولا سيما الأسير ماهر الأخرس المضرب عن الطعام منذ 80 يوماً.
وذكرت وكالة وفا أن المشاركين في الوقفة التي نظمتها لجنة الدفاع عن الخليل رفعوا الأعلام الفلسطينية وصور الأسير الأخرس الذي يهدد الموت حياته في ظل الإهمال الطبي المتعمد وطالبوا المؤسسات الدولية الإنسانية والحقوقية بالتدخل العاجل لإنقاذ حياته والضغط على الاحتلال للإفراج عنه وعن جميع الأسرى في معتقلاته.
من جهتها، طالبت وزارة الصحة الفلسطينية المنظمات الدولية والإنسانية بالتدخل العاجل والضغط على سلطات الاحتلال للإفراج عن الأسير الأخرس، وأوضحت وزيرة الصحة مي الكيلة في بيان أن الأسير الأخرس يموت جوعاً ويعاني آلاما حادة في جسده وإغماءات متكررة وصعوبة في الحديث ولا يستطيع المشي وترفض سلطات الاحتلال الإفراج عنه رغم تدهور حالته الصحية، مؤكدة أن صمت دول العالم على ما يجري للأسير يشجع الاحتلال على التمادي في ممارساته الوحشية والتنكر لأبسط معاني الإنسانية.