رباعي دمشق للنشيد والمزج بين المشارب الصوفية في دار الأوبرا
أمسية منوعة بالمشارب الصوفية المتعددة الدمشقية والمشرقية الممتدة إلى المغرب العربي في مصر والمغرب وبلدان عدة لمناسبة المولد النبوي الشريف، قدمها رباعي نشيد دمشق على مسرح الأوبرا بمرافقة بانوراما إيقاعية شرقية وغربية فقط مرتبطة بالحالة الصوفية في المشرق والمغرب، منها الرق والجومبيه والكونغا والبنكز بحضور خاص لخط مزاهر الدف الفارسي الكبير بالمتتالية الإيقاعية والضربات القوية، التي شكّلت الدعامة الأساسية للإنشاد، كما عكست الخلفية أبعادها الروحية بفيديوهات صامتة لأرجاء المسجد الأموي والمنمنمات والزخارف الدمشقية وفنون الخط العربي.
سر المناجاة وترديد الكورال “الله” لفظ الجلالة والآهات وجمالية القفلة الغنائية والإيقاعية والامتدادات الصوتية مع الإنشاد الجماعي وبالتناوب بين رباعي دمشق محمد الشعار ومصطفى الشيخ ومحمود الصياد وغسان السروجي بأصواتهم الجميلة ذات المساحة الواسعة المتشربة من المدارس الصوفية الدمشقية، بمشاركة فرقة المولوية برئاسة محمود الطير وشيخ طريقة المولوية في دمشق محمد فائق المولوي.
قدمت الأمسية مجموعة من الموشحات والأناشيد الصوفية القديمة دمشقية اللحن فافتتحت بوصلة من التراث الدمشقي “يا من عليه مدى الأيام معتمدي” ألحان –مسلم البيطار، ثم “أغمضوا العين” ألحان عماد رامي إضافة إلى أجمل الأشعار الصوفية التي حفظت في زوايا دمشق مع وصلات من الشعر القديم. وتميزت بوصلة صوفية منوعة “يامن يرجى- تذللت بالبلدان- المسك فاح- بالسر والجهر”.
تخللت الأمسية وصلة من التراث القديم من مقام السيكاه مع المولوية من جلسات الذكر الدمشقية، والجديد الذي قدمه رباعي دمشق للنشيد تميز بالمزج الصوفي المصري والمغربي مبتدئاً بالصلاة على النبي نشيد “ياسعد اللي يصلي على النبي” لحنه محمد الشعار وأطلق على مسرح الأوبرا للمرة الأولى معتمداً على تناوب المقامات المتناغمة مع الصوت البشري وقد هيمن عليها اللحن الطربي، وكما ذكر الشعار فإن مقام النهاوند هو المقام الأساسي للنشيد بالتشارك مع مقامات عدة إذ بدأ محمود الصياد بمقام البيات، ثم غسان السروجي بمقام الصبا ثم مصطفى الشيخ بمقام الحجاز، واختتمها الملحن محمد الشعار بمزيج بين الكرد والنهاوند. وقدم الأمسية الإعلامي صلاح الدين الأيوبي.
ملده شويكاني