طموحات عالمية للترياثلون رغم الصعوبات والعوائق
تشهد رياضة الترياثلون خلال السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً رغم كل الصعوبات التي تواجهها، والتي بمجملها ترجع إلى الوضع العام وليس الرياضي فقط، ولكن هذا لا يعني عدم وجود إمكانية لتحسين واقع اللعبة، بل والتقدم ولو ببطء لكن بخطا مدروسة للوصول بلاعبينا إلى منصات التتويج العالمية، ولتحقيق ذلك يجب أن تتضافر الجهود وتنفذ الوعود من قبل كل المعنيين ابتداءً من المكتب التنفيذي المختص وانتهاءً بأصغر أعضاء منتخباتنا سناً، وهنا يجب القول: إن اتحاد اللعبة يعمل بجدّ ضمن المتاح للارتقاء بواقعها وفي هذا الإطار يقيم حالياً معسكراً للمنتخب الوطني لتحضيره للاستحقاقات المقبلة.
رئيس الاتحاد ناصر السيد تحدث لـ “البعث” عن الالتزام الكبير ضمن المنتخب كون الجميع متواجداً من أجل هدف واحد، وهو رفع علم الوطن في كبرى المحافل، ثم انتقل لتوضيح الصعوبات التي تواجه ممارسيها من خلال التعريف بها بإيجاز، فالترياثلون لعبة مركبة من ثلاثة ألعاب هي في فترة الشباب (جري 5 كم، سباحة 750 م، دراجة 20 كم)، وعند النخبة تزداد المسافة إلى الضعف، أي أن اللاعب بحاجة إلى إتقان تقنيات ثلاث رياضات من أكثر الرياضات استهلاكاً للطاقة البدنية، إضافةً إلى الاضطرار لتأمين مستلزمات ومعدات الرياضات الثلاث، وهذه النقطة بالذات من أكثر الأمور التي يطالب بها لاعبونا وحاولنا تذليلها بالتعاون مع اتحاد الدراجات مثلاً الذي لم يبخل علينا بتقديم دراجاته، رغم وجود اختلافٍ بين دراجات الترياثلون وبينها لناحيتي الوزن وشكل المقود، ويحاول المكتب التنفيذي الجديد تقديم الكثير من التسهيلات لتحفيز الجميع على العمل، وما المعسكر الحالي إلّا إحدى ثمار هذا الاهتمام، ونحن موعودون بزيادة عدد بطولات الجمهورية والكؤوس، وندرس حالياً نظاماً مالياً جديداً من شأنه المساهمة في الترغيب بممارسة اللعبة، كما نسعى لإقامة مهرجان جماهيري في لعبة الترياثلون يشارك فيها كل أفراد العائلة مع وجود عدد محدود من ممارسيها للمساعدة على التعريف بها.
أما مدرب المنتخب أحمد البنا فقد كشف عن وجود حافز كبير لأن يكون التواجد في بطولات آسيا مكللاً بالعديد من الميداليات في فئة النخبة مع وجود طموح للحصول على تصنيف عالمي، وإلى الآن حققنا العديد من النتائج العربية والآسيوية الجيدة، فاللاعب محمد ماسو المقيم في ألمانيا حصل العام الماضي على برونزية المتوسط كأحسن إنجاز له مع المنتخب، واللاعب محمد الصباغ المقيم في كندا أحرز بدوره العديد من الميداليات مع المنتخب، وهناك العديد من المواهب الشابة داخل القطر، والتي برزت خلال سنوات الأزمة.
وحول انتشار اللعبة أشار البنا إلى وجود ثلاث محافظات مميزة هي دمشق وحلب والسويداء، ونطمح بأن تتسع الدائرة أكثر في المستقبل، وربما يكون عدم الاهتمام الكافي من قبل اللّجان الفنية في المحافظات الباقية سبباً مهماً لعدم انتشار اللعبة رغم وجود خامات واعدة فسوء التأقلم مع الإمكانات هو العائق الأكبر أمام نشرها.
وعن أسباب غياب العنصر الأنثوي أوضح البنا: ربما تلعب صعوبة الرياضة وعدم وجود المحفز القوي الدور الأهم في قلة رغبة السيدات في ممارستها، رغم وجود عدد جيد في بطولة الجمهورية لفئتي الناشئات والشابات ولكن المميزات وصاحبات الشغف نادرات جداً، لذا علينا التركيز على موضوع القواعد بما يخص السيدات، بأن نعمل على تأسيسهن جيداً في اختصاصي السباحة والجري وبعدها في الدراجة، إلى أن يصبحن في فئة الناشئات، ونقوم بانتقاء الأفضل كمنتخب وطني، لأن أغلب بطولات الصغار حول أنحاء العالم هي محلية.
فيما كشف البطل الواعد إيهاب خلوف أن الحاجة كبيرة إلى العديد من المعسكرات، وكذلك البطولات المحلية غير كافية لاكتسابنا الخبرة والحفاظ على روح المنافسة لتحسين أرقامنا، مبيناً أن المعسكر الحالي متميز من جميع النواحي، وحالياً التركيز هو لإنهاء 750م سباحة تحت 9 دقائق، وفي الجري لإنهاء 5كم تحت 15 دقيقة، وهذه الأرقام من أجل المشاركات الأولمبية القادمة وليس فقط الإقليمية، ونتمنى المزيد من الدعم لناحيتي التجهيزات والبطولات الخارجية، فمن المعلوم أن نوعية المعدات تلعب دوراً رئيساً في كسب مزيد من الوقت من جودة ثوب السباحة إلى حذاء الجري وانتهاء بالدراجة، وكل هذا لا يمثل شيئاً أمام قلة الاحتكاك.
سامر الخيّر