حنّا إسحاق: حب الشجر وراثة
وهبه والده أجمل وأغلى هدية وأثمن ميراث.. أراد أن يكون وفياً للوالد وهبته، فزادها جمالاً وأضفي عليها إضافات منحت تلك الهدية رونقاً أحلى، تلك الهدية نادرة فهي حديقة مزينة بمختلف أنواع الورود والأشجار والقطع التراثية، قال عنها حنّا إسحاق ابن مدينة المالكية: منذ الصغر، كنت مراقباً لوالدي، فوجدتُ فيه حباً كبيراً للخضار والبيئة.. زرع حديقة منزلنا بأكثر من 100 صنف من الأشجار والورود، بينها العنب والتين والمانغا والإجاص والزيتون والرمان.. في الحديقة كروم عنب يعود تاريخها لعقود من الزمن ، وعشرات القطع التراثيّة، حتّى بدت إحدى أهم وأجمل الحدائق المنزلية في منطقتنا. وبعد رحيله عن الحياة، تابعت العمل اليومي بالسقاية والرعاية لتلك الحديقة.. أضفت إليها أنواعاً جديدة من الشجر والورد.. حفرتُ بئراً لتأمين المياه على مدار الساعة، وجئتُ بمواد وقطع تراثية جديدة إلى الحديقة، وحولت جزءاً منه لمعرض تراثي، وأسعى بكل ما أملك لزيادة الجمال لبلدتي وبيئتي، وحتى أكسب زوار وضيوف أكثر للحديقة، وهم يزدادون يومياً ويجلسون حولها على طول ساعات الليل نقضي فيها أجمل اللحظات، تجتمع كل أطياف المدينة، لتكون الورود البشرية إلى جانب الورود الطبيعية.
ساهم حنا إسحاق خلال عمله الوظيفي في مؤسسة كهرباء المالكية بزراعة 400 شجرة مختلفة الأنواع في حديقة المؤسسة، مقدماً جهداً كبيراً لزراعتها وسقايتها والاهتمام بها، كان يكلفه ساعات النهار حتى الليل بالعمل والمثابرة في الأرض، فهو يرى بأن الأخلاق تفرض عليه الاهتمام بأرض وطنه التي شرب منها الحب الوفاء والإخلاص.
عبد العظيم العبد الله