الواقع الزراعي في السلمية..وفرة في الإنتاج وارتفاع في التكاليف!
نقص الموارد المائية بات في مقدمة الصعوبات التي يعاني منها قطاع الزراعة إلى جانب ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج كالأسمدة والمبيدات، عدا عن معاناة الفلاح في تأمين المحروقات التي لم تعد متاحة إلا في السوق السوداء، ما أدى إلى خلل كبير بين التكاليف الزراعية والعائد الاقتصادي الزراعي للفلاح الذي بات بحكم الخاسر الدائم في نهاية الموسم. وطبعاً، واقع الزراعة في السلمية لا يختلف عن واقع المناطق الأخرى التي تجمع بينها قواسم مشتركة سواء من ناحية الصعوبات والتحديات في تأمين المستلزمات الضرورية أو لجهة صعوبة التسويق، وبالتالي تكرار سيناريو الحلقة الأضعف في حلقات العمل الزراعي.
زيادة تكاليف الإنتاج 100٪
يرى المزارع جمعة العبيد من قرية مرج مطر في ريف السلمية أنّ التكاليف الإنتاجية ازدادت 100٪ لهذا العام، لعدم توفر المازوت، ما رفع سعر تكلفة الحراثة عمّا كانت عليه في الأعوام السابقة، فأجرة الحراثة وصلت إلى 5000 ليرة للدونم الواحد، في حين كانت 3000 في العام الماضي. وبرأيه فإنّ هذه التكاليف عبء إضافي يثقل كاهل المزارع ما يؤدي إلى ضعف الإنتاج على مدى العام، ويضيف: لديّ 170 دونماً، فيها العريش (كرم العنب) والزيتون واللوز، إضافة للقمح والشعير، مبيناً أنّ الإنتاج كان جيداً هذا الموسم فمحصول الشعير وصل إلى مايقارب 250 كيلو بالدونم الواحد، ولم نواجه أية مشاكل في التسويق من الريف إلى المدينة، وطالب العبيد المعنيين بتسليم مستلزمات المزارع في الوقت المحدّد حتى يتم رفع الإنتاجية.
٪60 الموسم جيد
المزارع ياسر ورد من قرية بري الغربي يرى أنّ هذا العام أفضل من سابقه من حيث الإنتاج 60٪، وتمّ تعويض التكاليف الزراعية: على الرغم من ارتفاع أجرة اليد العاملة والمواد اللازمة إلا أن وفرة الإنتاج وبيعه بسعر مناسب غطى التكاليف، وبيّن ورد أن منتجاته المتعددة، من الباذنجان والكمون الذي يباع بـ 6500 ليرة للكيلو الواحد، حققت عائدات جيدة ووصف إنتاج الشعير والقمح بالجيد أيضاً.
وبالنسبة للسقي قال: اعتمدت على الكهرباء في سقي الزرع، أما السماد فاضطررت لشرائه من السوق السوداء.
خطة الزراعة
من جهته، رئيس دائرة زراعة السلمية المهندس نايف الحموي أوضح أنّ العائق الأكبر أمام المزارعين يتمثل في قلة الموارد المائية والتقلبات المناخية، فلا شك أنّ نقصها سبب أساسي في قلّة الإنتاج الزراعي. ويشير الحموي إلى خطة الزراعة لموسم 2020 – 2021 (قمح البعل 21 ألف دونم، فيما السقي 7000 دونم)، أما الشعير البعل 407 دونم، والشعير السقي 14 ألف دونم بالنسبة للأشجار المثمرة في سلمية وريفها بشكل كامل 14 ألف دونم السقي و700 ألف شجرة سقياً، و 189 ألف دونم بعلاً، وفيما يتعلق بالفستق الحلبي السقي 384 دونماً بينما البعل 8000 دونم، لافتاً إلى أنّ خطة 2019- 2020 تمّ تنفيذها بالكامل 100٪. وذكر الحموي أنه تم تسويق محصول القمح بكميّة 2838 طناً ، أمّا الشعير فلا تسويق له. وفي ختام كلامه قدّم اقتراحاً للمزارعين بالتوجّه إلى عمليات الزراعة الحافظة (بدون حراثة)، وذلك لدورها الكبير في زراعة المناطق الجافّة وتوفير مستلزمات الإنتاج
توزيع البذار
مدير المصرف الزراعي زياد القصير أكد إلى أنه تمّ البدء بتوزيع بذار القمح منذ عدة أيام حيث تم توزيع 25 كغ قمح للدونم السقي، و15 كغ قمح للدونم البعل، بسعر 450 ليرة للكيلو، وأشار إلى البدء بتوزيع السماد الزراعي، وبذار الشعير بسعر 200 ليرة للكيلو، وأكدّ أن المزارع يحصل البذار حسب المساحة لديه ووفق التنظيم.
وبالنسبة للقروض قال مدير المصرف: مستمرون بمنح كافة القروض المحددة في جدول الإحتياج، ومنها القروض القصيرة، وقروض المداجن، وشراء جرارات وحصادات.. إلخ. ونوّه إلى الإقبال الكبير من المزارعين وذلك لثقتهم ثقةً مطلقة ببذار الدولة.
يارا ونوس