حراك روسي لتثبيت وقف إطلاق النار في قره باغ
في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود الروسية لتثبت وقف إطلاق النار في قره باغ، تبادل الطرفان الأذربيجاني والأرميني الاتهامات بخرق الهدنة الانسانية المعلنة، في حين كان رئيس الوزراء الأرمني أكثر وضوحاً عندما أعلن أنه لا حل سياسي للأزمة الحاصلة حالياً مؤكداً استمرار القتال حتى آخر جندي أرميني.
وفي التفاصيل، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال اجتماعين منفصلين في موسكو مع نظيريه الأرميني زغراب مناتساكانيان والأذربيجاني جيهون بيراموف، الوضع في منطقة قره باغ المتنازع عليها والاتفاق على وقف إطلاق النار فيها، وقالت الخارجية الروسية في بيان: إن المفاوضات التي أجراها لافروف مع مناتساكانيان وبيراموف تناولت المسائل الملحة المتعلقة بتطبيع الاتفاقات التي تم التوصل إليها سابقا بشأن وقف إطلاق النار في منطقة نزاع قره باغ وتهيئة الظروف الملائمة لتسويته على أساس مستدام.
في الأثناء، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ضرورة الالتزام بالاتفاقات الموقعة حول وقف إطلاق النار في الإقليم، وقال الكرملين في بيان: إن بوتين وماكرون أجريا بمبادرة من الجانب الفرنسي اتصالاً هاتفياً بحثا فيه بشكل مفصل تطورات الأوضاع في منطقة النزاع حول ناغورني قره باغ، مشيراً إلى أن بوتين أبلغ ماكرون بالخطوات التي يتم اتخاذها لمنع تصعيد لاحق للأعمال القتالية، واستئناف المفاوضات في أسرع وقت ممكن بهدف تحقيق تسوية سياسية دبلوماسية لقضية ناغورني قره باغ.
ونوه الجانبان بأهمية التزام الطرفين باتفاقات وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها يومي الـ 10 والـ 17 من الشهر الجاري، وأعربا على استعدادهما لمواصلة التنسيق الوثيق بينهما باعتبارهما رئيسين لمجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى جانب الولايات المتحدة وكذلك عبر قنوات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كما اتفقا على الاستمرار في الاتصالات الثنائية بين الطرفين.
إلى ذلك، أعلن رئيس الحكومة الأرمينية نيكول باشينيان أنه لا حل دبلوماسيا للنزاع مع أذربيجان في منطقة قره باغ في المرحلة الحالية، وأن الجانب الأرميني سيخوض القتال حتى النهاية، وقال: إن الشعب الأرمنيي لن يستطيع التوصل إلى حل مقبول له لنزاع قره باغ إلا بالسلاح، مضيفاً: علينا الإدراك أن قضية قره باغ، في المرحلة الحالية على الأقل، لا يمكن حلها دبلوماسيا، لافتاً إلى أن أذربيجان ترفض اقتراحات الجانب الأرميني لتسوية النزاع على أساس حلول وسط متبادلة، ولا تقبل أي حلول سوى استسلام جمهورية قره باغ -المعلنة ذاتياً والمدعومة من أرمينيا-، مؤكداً أن المهمة الرئيسة في الوقت الحالي هي وقف الأعمال القتالية في ناغورني قره باغ.
هذا وواصلت كل من أرمينيا وأذربيجان تبادل الاتهامات بانتهاك الهدنة المعلنة في إقليم ناغورني قره باغ، وأعلنت وزارة الدفاع الأرمينية أن الجيش الأذربيجاني يستخدم الطيران والمدفعية في المعارك شمال إقليم قره باغ، بينما أكدت باكو تعرض قواتها لقصف أرميني على عدة محاور، واتهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية أرمينيا بعدم الالتزام بالهدنة الإنسانية والسعي لزيادة التوتر في جبهات القتال.
من جانبها، أفادت وزارة الدفاع الأذربيجانية بـ مواصلة العمليات القتالية في الإقليم، وأعلن رئيس أذربيجان إلهام علييف أن قوات بلاده سيطرت على مدينة زنغيلان الواقعة على الحدود مع أرمينيا جنوب إقليم قره باغ إضافة إلى 24 قرية في أربع مناطق في الإقليم، محذراً أرمينيا من عواقب وخيمة إذا حاولت السيطرة على خطوط أنابيب الغاز في أذربيجان.
وفي وقت سابق، دعا أعضاء مجلس الأمن الدولي كلا من أرمينيا وأذربيجان إلى احترام الهدنة الجديدة التي اتفقتا عليها السبت الماضي في إقليم ناغورني قره باغ.