الانتخابات الأمريكية.. قلق الشارع يتصاعد!
تخوّف وقلق يصيب الشارع الأمريكي يشي باضطرابات وتحدّيات تلوح في الأفق، ليس بسبب موجة محتملة لوباء كورونا، وإنما بسبب “رجل الفوضى”، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومفاجآته المحتملة. هذا ما كشفته معلومات وفقاً لأكبر 12 سلسلة متاجر بيع بالتجزئة في الولايات المتحدة، إذ ازداد شراء المواطنين للمواد الغذائية والضروريات الأساسية بشكل حادّ في الأسابيع الأخيرة، ولا سيّما الأطعمة المعلّبة والمواد الغذائية غير القابلة للتلف، فقد زاد شراء هذه السلع بأكثر من النصف، مقارنة ببيانات أيلول، كما زاد شراء بعض المواد، كالفاصوليا والأرز ورقائق البطاطس والسمك المعلب، بنسبة 70%.
تصريحات ترامب حول عدم التسليم السلمي للسلطة، في حال خسارته في الانتخابات، وانتقاداته وهجومه المتواصل ضد خصمه الديمقراطي جو بايدن، وعنصريته المعهودة، مؤشرات أثارت قلق الشارع الأمريكي وتخوّفه من احتجاجات جماهيرية محتملة، وأيّاً كان الفائز، يخشى المواطنون العاديون أن تؤدي الاحتجاجات إلى أعمال شغب ونهب للمتاجر ومشاكل في النقل والتزود بالوقود، ما يهدّد سلامتهم وإمداداتهم من السلع الأساسية.
وبحسب استطلاعات للرأي أجرتها شبكة “إن بي سي”، فإنّ أكثر من نصف المشاركين قالوا: “إنّهم مستعدون لعدم مغادرة منازلهم إطلاقاً لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بعد انتهاء الانتخابات، حتى يستقر كل شيء وتهدأ الأمور”.
وما زاد قلق الشارع، الاستعدادات التي هيأتها الشرطة احتمالاً لاضطرابات وأعمال شغب محتملة بعد انتخابات الرئاسة، وكانت البداية من شرطة مدينة نيويورك، حيث أعلن عمدتها أن السلطات تتوقع أن تعبر أعداد كبيرة من الناس عن موقفهم في الشوارع بعد الانتخابات، وقال: “لن نتسامح مع العنف”!
وعن الترجيحات واحتمالات الفوز، لا تزال علامات تقدّم بايدن على ترامب بائنة، لكن، وكالعادة، المفاجآت متوقّعة مع ترامب! حيث أظهرت إفصاحات قدمت إلى لجنة الانتخابات الاتحادية أن حملة بايدن دخلت المرحلة الأخيرة من السباق بتفوق مالي كبير على حملة ترامب، وحقّقت إعلانات بايدن السياسية انتشاراً أكبر على شاشات التلفزة الأمريكية، لكن التفوق المالي في السباق الانتخابي لا يضمن تفوق بايدن، فقد فاز ترامب في انتخابات عام 2016، رغم أن منافسته المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون تجاوزته في الإنفاق.
في نهاية أيلول، كان لدى حملة بايدن حوالي 177 مليون دولار، أي حوالي ثلاثة أضعاف ما لدى حملة ترامب (63 مليون دولار)، وجمعت حملة بايدن 281 مليون دولار، أي أكثر من ثلاثة أضعاف ما جمعته حملة ترامب وأنفقت أكثر من مثلي حملة ترامب، فقد أنفقت حملة ترامب أقل من 56 مليون دولار على الإعلانات التلفزيونية والإذاعية في أيلول، مقارنةً مع نحو 148 مليون دولار أنفقتها حملة بايدن، كما صرّحت حملة بايدن أن لديها مع الحزب الديمقراطي 432 مليون دولار، بينما قالت حملة ترامب إن لديها مع الجمهوري 251 مليون دولار فقط.