شـتاء عاصـف أمـام شـركات الطيـران العالميـة
تواجه شركات الطيران شتاء قاسياً إذا لم يتحقق التعافي المرجو من أزمة “كوفيد 19″، ما يعني وضع برامج متشددة لخفض النفقات، وطلب دعوات متجددة للحكومات لدعم القطاع.
وتراجعت عائدات شركات الطيران 80% في الأشهر الستة الأولى من العام، وفق اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا)، ولكن لايزال عليها تغطية نفقات ثابتة تشمل أجور أفراد الطواقم وأعمال الصيانة والوقود ورسوم المطارات، والآن كلفة إيداع الطائرات في المستودعات، وبعد تعاف طفيف في تموز، مع تخفيف القيود الرامية إلى احتواء فيروس كورونا المستجد، تراجعت حركة النقل مجدداً في أيلول، بينما انخفضت نسب الحجوزات لموسم الشتاء بنسبة 78%، مقارنة بالعام السابق، ما يعني مزيداً من الصعوبات الآتية على الطريق، ولعل أكبر خيبات الأمل التي تعرّض لها القطاع، كان غياب المسافرين على درجة رجال الأعمال المربحة الذين باتوا يفضلون الآن عقد اجتماعاتهم عبر الأنترنت بدلاً من المخاطرة بالإصابة بالفيروس، ويأمل القطاع إدخال أنظمة لإجراء فحوص في المطارات تعيد ثقة الركاب وتخفض، إن لم تُلغ تماماً، الحاجة لفرض تدابير حجر صحي على المسافرين، وأعلنت هونغ كونغ وسنغافورة أنهما تخططان لتأسيس ما بات يُطلق عليه “فقاعة سفر” تسمح برحلات جوية بينهما دون قيود، وتشير تقديرات (إياتا) إلى أن الحكومات قدمت مساعدات وقروضاً وإعفاءات ضريبية بقيمة 160 مليار دولار لتمكين شركات الطيران من تغطية نفقاتها الحالية، ولكن بعد انتكاسة الصيف، الفصل الأكثر انشغالاً من العام الذي يوفر للقطاع احتياطاته النقدية، لن يكون بإمكان شركات الطيران القيام بذلك خلال الشتاء، وفق ما حذر منه رئيس (إياتا) ألكساندر دو جونياك مراراً، وفي وقت سابق هذا الشهر، سرّحت شركة “يونايتد أيرلاينز” 13 ألف موظف بشكل مؤقت بانتظار توصل السياسيين في واشنطن لحزمة مساعدات جديدة لمواجهة تداعيات “كوفيد 19”.