الانتهاء من المرحلة الأولى من ترميم وتأهيل سوق خان الحرير بحلب
حلب – معن الغادري:
أنجزت اللجان والورشات الفنية والتقنية المشرفة على إعادة تأهيل وترميم سوق خان الحرير بحلب المرحلة الأولى من خطة إعادة وضعه في الخدمة والاستثمار.
وكان سوق خان الحرير، والذي يعد واحداً من أشهر وأقدم الأسواق التاريخية في سورية في مدينة حلب القديمة، قد تعرض إلى أعمال تخريب وتدمير ممنهجة وسرقة ونهب كافة محتوياته من قبل العصابات الإرهابية المسلحة. وقد استغرقت أعمال الترميم في مرحلته الأولى أكثر من عشرة أشهر بإشراف محافظة حلب ومجلس مدينة حلب بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية ومؤسسة الآغا خان.
ويبلغ طول السوق 140 متر في مدينة حلب القديمة ويضم 60 محلاً تجارياً، وتضمنت اعمال الترميم التي أُنجزت حتى الآن الجانب، الخارجي من السوق، وهي بناء الجدران والواجهات وتنظيفها وتركيب الأبواب وصيانة باقي اجزاء السوق وفق نموذجه وشكله الاصلي الأثري.
وبين الدكتور المهندس معد المدلجي رئيس مجلس مدينة حلب أن الانتهاء من ترميم المرحلة الأولى للسوق شكل تحدياً كبيراً وحافزاً ودافعاً قويين لاستكمال المشروع، موضحاً أن العمل كان صعباً ودقيقاً بالنظر إلى جغرافية المكان وطبيعته التاريخية والأثرية، خاصة أن الموقع تعرض إلى أضرار بالغة، ما أدى إلى حدوث تشققات في واجهاته الحجرية وتشوهات في المكان ككل، موجهاً الشكر لكل من ساهم في أنجاز هذا المشروع الحيوي والاقتصادي، ومؤكداً أن العمل مستمر وبروح عالية من المسؤولية الوطنية لإعادة الحياة والروح للمدينة القديمة في حلب.
يذكر أن عمليات التأهيل جرت ضمن الشروط الفنية والتقنية الأثرية التي حددتها المديرية العامة للآثار والمتاحف، واعتمدت فنياً على حرفيين وخبراء وأيدي ماهرة من أبناء مدينة حلب عملت بما يتوافق مع المعايير والشروط المحلية والعالمية للتأهيل في المدن التاريخية والتي ايضا تتوافق ومعايير منظمة اليونيسكو للمواقع المسجلة على قائمة التراث العالمي .
ويُعتبر خان الحرير أحد أهم الخانات الموجودة بحلب ويضم محلات ومنشآت لتجارة وبيع النسيج و الحرير ومختلف أنواع الاقمشة من الصناعات السورية في مدينة حلب العريقة بهذه الصناعة والمشهورة بها منذ زمن طويل.
وكانت قد تمت سابقاً أعمال ترميم وتأهيل سوق السقطية الذي يُعتبر أحد أهم مداخل السوق المستقيم شرايين حلب القديمة، وتأتي هذه الخطوات كجزء من هدف رئيسي لإعادة ترميم وتأهيل كل أسواق المدينة القديمة وإعادة الحياة الاجتماعية والاقتصادية التي تضررت على أيدي الجماعات الإرهابية المسلحة.