مشيخة قطر تنتهك حقوق عاملات المنازل
ترجمة: هناء شروف/ عن الاندبندنت
توصّل تقرير جديد عن منظمة العفو الدولية إلى أن العاملات بالمنازل في قطر يتعرّضن لمستويات شديدة من الانتهاكات (البصق والركل ونتف الشعر والإجبار على العمل أكثر من 18 ساعة في اليوم).
ووصف التقرير كيف أن أصحاب العمل المسيئين يقلّلون من شأن العاملات من خلال قص شعرهن والبصق عليهن، فضلاً عن حالات الضرب والركل واللكم، وأضاف أنهن يحصلن على حماية قليلة أو معدومة من السلطات في الدولة المضيفة لكأس العالم لكرة القدم 2022.
وأشار التقرير إلى أن أرباب العمل يصادرون جوازات سفر عاملات المنازل، مما يجعل من الصعب للغاية الفرار من الإساءات التي يتعرّضن إليها، ويدفع النساء إلى “نقطة الانهيار” من خلال العمل المفرط مع عدم وجود وقت للراحة بينما يعانين من سوء السلوك المسيء والمهين.
قالت 15 عاملة من بين إجمالي 105 مقابلة مع سيدات يعملن كخادمات منازل مقيمات إنهن تعرضن لانتهاكات جسدية على يد صاحب العمل أو أسرته، وقالت 90 عاملة من أصل 105 إنهن يعملن بشكل روتيني أكثر من 14 ساعة يومياً، بينما يعمل نصفهن أكثر من 18 ساعة يومياً، أي ضعف الساعات المنصوص عليها في عقودهن. وقالت العديد من العاملات إنهن لم يحصلن على يوم عطلة واحد أثناء عملهن، و89 منهن يعملن سبعة أيام في الأسبوع بعد مصادرة رب العمل جوازات سفرهن بشكل غير قانوني. وأضاف بعضهن إنهن تعرّضن لاعتداءات جنسية تراوحت بين التحرش والاغتصاب. وأفادت منظمة العفو الدولية أن امرأة قالت إنها تعرضت لاعتداء جنسي ذهبت إلى الشرطة لتقديم الشكوى ولكن تمّ اتهامها باختلاق القصص.
قال ستيف كوكبيرن، رئيس قسم العدالة الاقتصادية والاجتماعية في منظمة العفو الدولية: “إن الصورة العامة هي أن النظام مستمر في السماح لأصحاب العمل بمعاملة عاملات المنازل ليس كبشر، بل كممتلكات على الرغم من الجهود المبذولة لإصلاح قوانين العمل، ولا تزال قطر تخذل النساء الأكثر ضعفاً في البلاد”. وقالت بعض السيدات إن أصحاب العمل لم يدفعوا لهن أجورهن كما ينبغي، بينما قالت أخريات إنهن لم يحصلن على ما يكفي من الطعام وأُجبرن على النوم في غرف ضيّقة على الأرض من دون مكيفات.
يسعى أصحاب العمل للانتقام من العمال الذين يتركون وظائفهم ويمكن أن يتهموهم “بالفرار” أو بارتكاب جرائم أخرى. هناك 173 ألف عاملة منزلية مهاجرة في قطر معظمهن من آسيا. العمال المنزليون، مثلهم مثل الآخرين في البلاد، ممنوعون من تكوين النقابات العمالية.
ادعاءات سوء المعاملة هذه هي الأحدث ضد الدولة الخليجية، التي تعرّضت لانتقادات بسبب ممارساتها العمالية المروعة منذ حصولها على كأس العالم بشكل مفاجئ قبل 10 سنوات.
تعرّضت البلاد لضغط دولي مكثف منذ ذلك الحين لتحسين ممارسات العمل، فهناك ادعاءات بأن العديد من العمال -معظمهم من دول مثل الهند ونيبال وبنغلاديش والفلبين- فقدوا حياتهم للمساعدة في بناء البنية التحتية لأكبر بطولة لكرة القدم. يُنظر إلى عاملات المنازل إلى حدّ كبير على أنهن ضحايا منسيات، حيث إن الكثير من الانتقادات تركزت على معاملة عمال كأس العالم.
على الرغم من الإصلاحات الأخيرة في عدة مجالات مثل إدخال حدّ أدنى دائم للأجور للعمال المهاجرين، الذين يشكّلون ما يقرب من 90 في المائة من سكان البلاد البالغ عددهم 2.7 مليون نسمة، لا يزال العديد منهم يتعرّضون للإحباط، حسب منظمة العفو الدولية.
يجب أن يحمي قانون العمالة المنزلية الذي تمّ تقديمه في 2017 الموظفين في جميع المجالات، مثل تحديد ساعات العمل والإجازات اليومية الإلزامية وأيام العطل والإجازات مدفوعة الأجر.