ثقافةصحيفة البعث

“مئة فكرة عن إدارة الأعمال”.. إلهام وأفكار خلاقة

‎يضمّ كتاب “مئة فكرة عن إدارة الأعمال.. من الشركات ‎الرائدة حول العالم” لمؤلفه جرمي كوردي وترجمة تانيا حريب أفضل الأفكار المستخدمة في مجال الأعمال، بعضها بسيط وبعضها الآخر يعتمد على بحث مفصّل وعلى ذكاءٍ لامعٍ، ولكن معظمها أفكار خالدة، فمنطقها أو بساطتها أو قيمتها تساهم في استمرارها، وما يوحّد أفكار الأعمال تلك قوتها المثبتة وفعاليتها، فهي ليست متبصّرة ومفيدة فحسب، بل تعمل بطريقة ذكية وينبغي أن نحيي قدرة الأشخاص الذين ابتكروا وطبّقوا هذه الأفكار.

‎يصفُ مؤلف الكتاب كل فكرة بإيجاز ويتبعها بنصيحة علمية حول كيفيّة تطبيق هذه الفكرة على أعمال القارئ نفسه، والأفكار مدرجة بشكل عشوائي بدلاً من تجميعها أو تنسيقها وفق ترتيب معيّن، وبعض هذه الأفكار هي (بناء ثقة الزبون وولائه، تخطيط السيناريو، خلق مشاعر الفخر لدى موظفيك، استخدام معلومات الزبون، توجيه المعلومات، الامتياز، القضاء على الهدر، ربط الزبون، فهم التركيب السكاني، التخصيص الشامل، قيادة الابتكار، التشبيك الاجتماعي، تحقيق نمو مفاجئ، اختبار السوق، تمكين الزبائن، زيادة القدرة التنافسية، قيادة أداء العاملين، إعادة تعريف جمهورك، التفاوض الذكي، الإعلان الجيد، العلامات التجارية، التمكين، البيع المباشر، بناء علاقات العمل التجارية، تمويل المشاريع الصغيرة، تجزئة السوق، البيع عبر الانترنت، إدارة المواهب، صناعة القرار)، وهذه الأفكار متنوعة ومثيرة للاهتمام ومحفّزة للتفكير، كما أن العديد من الموضوعات المختلفة تعمل من خلال هذه الأفكار والشركات التي تطبّقها، وذلك بالطبع يتضمّن الرغبة في التجربة وتحمّل المخاطرة.

وتشير صفحات الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب إلى أن بعض الأفكار تنجمُ عن دراسة وبحوث مكثفة، فكما هو معروف أن الأفكار والقرارات العظيمة هي مزيج من التحليل الدقيق والحدس، ومن الواضح أنه في بعض الأحيان هناك جانب أكثر أهمية من الآخر (بالاعتماد على الفكرة) ولكن كليهما مهمان، والحاجة لأن تكون عملياً ومتابعاً وضامناً للنجاح تظهر في الحاجة المتكررة لمراقبة وقياس وصقل طريقة عمل الفكرة، لذا إن كنت تفكّر بتطبيق هذه الأفكار في مؤسستك يمكن أن يساعدك إدراك أن هذه الأفكار تنتقل، فالأفكار تميل للانتقال إما بطريقة “النسخ المخطّط” التي تقوم بتبني الفكرة كاملة بكل تفاصيلها ومن ثم تكرارها في مكان آخر، أو بطريقة “تحفيز الفكرة” ذات التفاصيل المجهولة أو المعدّلة مع تطبيق جوهر الفكرة، ولكن من بين تلك الطريقتين تبيّن أن تحفيز الفكرة بالتأكيد أكثر قدرة على التكيّف وأرقى، ويُرجّح أن تنجح، لذا استخدم هذه الأفكار لتحفز أفكارك ولإجراء التعديلات المحدّدة الضرورية لضمان النجاح في عملك.

ويحذّرنا مؤلف الكتاب، أنه في الوقت الذي تُطبّق فيه هذه الأفكار في الشركات المذكورة، فذلك لا يعني أن هذه الشركات ستحصل على شيء بالشكل الصحيح دائماً، فهم حصلوا على نتيجة ما في ذاك الوقت، ولكن هذا لا يعني أنه سيكون فعالاً في كل الأوقات، وإن كان في هذا الكتاب دروس عامة فذلك بسبب الحاجة المستمرة لتلك الأفكار في نواحٍ كثيرة وفي أوقات مختلفة لضمان النجاح، ويبدو أن هذا يحدث لأن العديد من الشركات تُظهر المقدرة وروح المبادرة ورغبة متواصلة بالقيام بعمل جيد والبقاء في مقدمة المنافسة، ويرافق هذا الأمر عادةً المقدرة على إدراك الأسباب الجذرية للقضية أو الفرصة أو التحدي والقيام بفعل شيء مميّز بدلاً من مجرد إصلاح الوضع الراهن دون جدوى، فالبساطة وإدراك الحاجة لأن تكون عملياً وتنفّذ الفكرة هي أيضاً من ميزات النجاح الشائعة.

‎في الواقع يمكننا القول: إن قوة الأفكار قد تتجاوز قوة المال، وقد تكون إحدى الأفكار البسيطة هي الحافز لتحريك الأسواق وإلهام الزملاء والعاملين والاستيلاء على قلوب الزبائن، وإذا كنت تبحث عن فكرة رائعة أو عن إلهام لبدء مشروع جديد أو لتنمية عملك الحالي، سيساعدك هذا الكتاب الذي يحتوي مئة فكرة رائعة حول سبل إدارة الأعمال والتي طُبّقت في أفضل شركات العالم، فهذه الأفكار توفّر القدرة للأفراد والشركات على خلق القيمة والنجاح، وهي مصدر للإلهام لاكتشاف المزيد أو لتطوير طريقة التفكير على أسس جديدة وتوليد أفكار للمستقبل، باختصار إنه كتاب بسيط لكنه مهمّ لمن يبحث عن إلهام جديد وأفكار خلّاقة.

لوردا فوزي