مع غلاء الأعلاف..”التفاح” بديلاً.. و”المؤسسة” تؤكد قرب إقلاع أكبر معمل للأعلاف
دمشق- فداء شاهين
لايزال مربو الثروة الحيوانية يعانون من إشكالية ارتفاع الأسعار اليومي لأعلاف القطاع الخاص، فلم يعد المربي قادراً على تربية المواشي نظراً للخسارة التي يتعرّض لها، حتى ارتفاع أسعار الحليب يجنيه التاجر ولا يجنيه المربون، ورغم تدخل المؤسسة العامة للأعلاف بتوزيع المقننات العلفية، إلا أن الواقع لم يتغير .
ومع الغلاء الحاصل للأعلاف، يعمد مربو الأبقار إلى إطعام أبقارهم وجبات من التفاح، كما حدثنا المربي زياد المربحي في السويداء الذي يقوم بفرم التفاح للتخفيف من التكاليف، لأن سعر كيلوغرام العلف أصبح بـ 700 ليرة، ففضّل إطعامه للأبقار وعدم بيعه، حتى إن أسعار الأعلاف ليست ثابتة وترتفع يومياً ليصل سعر الكيس الواحد إلى 34 ألف ليرة، أما الجمعية الفلاحية فتوزع الأعلاف المدعومة كل ثلاثة أشهر 75 كيلوغراماً من العلف لكل رأس، وحالياً انخفضت الكمية إلى 50 كغ للرأس الواحد فقط، متسائلاً: كيف ستكفي القطيع؟ هل يعقل حبة واحدة فقط للبقرة بدلاً من الكيلوغرام؟ إضافة إلى أن الشعير غير متوفر وسعره بـ 600 ليرة للكيلوغرام، أين ذهب الشعير؟ وسعر النخالة التي يشتريها المربي من السوق السوداء بـ 500 ليرة، حتى التبن تم احتكاره من أجل رفع سعره، إضافة إلى سوء نوعية اللقاحات، كما أن الطبيب البيطري يعاين الأبقار أكثر من خمس مرات من دون فائدة، ويتقاضى أجرته في كل مرة أكثر من 10 آلاف ليرة، مع الإشارة إلى أن بعض الأطباء غير مختص بالأبقار، وتكون النتيجة ضياع الموسم على المربي، ولم يخف المربحي أن تربية الأبقار في جميع المحافظات أصبحت مكلفة جداً، ويتعرّض المربون للخسارة، حيث يتم بيع جزء من القطيع من أجل الاستمرار بالتربية.
وأوضح مدير المؤسسة العامة للأعلاف عبد الكريم شباط لـ “البعث” أنه خلال الأسبوع القادم سيتم تشغيل أكبر معمل أعلاف في محافظة حلب، وسيغطي 100 ألف طن في العام الواحد، ويساهم في تخفيض أسعار الأعلاف، والمعمل صناعة محلية وبجودة عالية، مشيراً إلى أن المؤسسة خزنت 500 ألف طن من الأعلاف لفصل الشتاء، منها 70 ألف طن من النخالة، وسيتم البدء بزيادة المقننات وتوزيعها على المربين بدءاً من 1/11، علماً أن مادة النخالة توزع حصراً من قبل المؤسسة، وتمنحها للمربين، لتبقى المشكلة بالمربي الوهمي الذي يقوم ببيع المادة للمربي،مشيراً إلى أن الحيازة تأتي من مديريات الزراعة، ويتم على أساسها منح الكميات، فالحل -حسب شباط- يكمن بالإحصاء الحقيقي للمربين، مبيناً أنه تم منح رأس البقر 50 كيلوغراماً في الدورة العلفية الأخيرة، لافتاً إلى أن المؤسسة تبيع المواد بالسعر المدعوم: مادة النخالة 133 ليرة، مادة الحلوب بـ 225 ليرة، كسبة القطن بـ 300 ليرة، كسبة الصويا بـ 650 ليرة، كما وزعت المؤسسة هذا العام 400 ألف طن، بوجود 800 ألف رأس بقر، و15 مليون رأس غنم.