د. رضوان قضماني: اللسانيات العربية رائدة.. والجامعة لا تنفصل عن المجتمع
في دمشق، مدينة العراقة والجمال، ولد د. رضوان قضماني عام 1945، وفي أجوائها الملهمة عاش طفولة غنية بالمشاعر الروحية، حيث كان لتعرّفه على بعض الطقوس الصوفية من خلال مصاحبته والده إلى زيارة جامع الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي، والتكية المجاورة، أثر عميق في نفسه طبع شخصيته بصفات مازالت واضحة حتى الآن، وهي: الزهد، والتواضع، والنقاء.
وشاءت الأقدار لهذا الطفل أن يبدأ رحلة العلم الطويلة التي أوصلته إلى الاتحاد السوفييتي (سابقاً)، حيث حاز على الدكتوراه في علوم اللغة، فكان واحداً من اللسانيين العرب الذين أسهموا في التعريف باللسانيات، التي لم تلق في البداية الترحيب في البلاد العربية، ثم تمكنت بفضل جهودهم الفردية، لاسيما من خلال التأليف، من فرض نفسها حتى أصبحت مادة أساسية في الكثير من الجامعات العربية، لكن قضماني كان، إضافة لتخصصه الأكاديمي، متعدّد الاهتمامات، فعمل في الصحافة مدة طويلة، كما اهتم بالنقد الأدبي وألّف فيه كتباً قيّمة.
أما في المجال الأكاديمي فقد مارس تدريس اختصاصه، وكان من أوائل عمداء جامعة البعث، ومن مؤلفاته: وقفات في علم اللسان، صدر في بيروت 1984، مدخل إلى اللسانيات، جامعة البعث 1988، مبادئ النقد ونظرية الأدب (مبادئ النقد) الجزء الأول، مبادئ النقد ونظرية الأدب (نظرية الأدب) الجزء الثاني، جامعة البعث 1999، الطبيعة والحضارة والإنسان ترجمة بيروت 1987، من منظار الخلود- رواية، موسكو 1981، الخليج العربي في مخططات الغرب، دمشق 1984، طرق تأهيل المعلمين، مراقبة وتحقيق بيروت 1984، الفلسفة والتاريخ، مراجعة وتحقيق بيروت 1987.
واصل قضماني رسالته النبيلة رغم ما تعرّض له من نكبات مع العدوان الإرهابي على سورية، حيث تعرّض للتهديد والتهجير، وخسر جزءاً هاماً من مكتبته الثمينة، لكن كل ذلك لم ينل من قوة عزيمته الوطنية، وتمسّكه بالبقاء في سورية، رغم كل أنواع الترغيب والترهيب، ومازال، وهو في الخامسة والسبعين، وفي ظل المرض والظروف المعيشية الصعبة، يقدّس تراب سورية، ويرى فيها جذوره العميقة، إنه واحد من الكتّاب الكبار الذي مازال يحمل قلب طفل، ولم أصدّق عيني عندما زرته أول مرة لإجراء حوار معه وأنا أراه واقفاً وعلى كتفه ببغاء، وكما قرأت في وجهه الألم، قرأت حب الحياة والرضى والانسجام الداخلي، واكتشفت أني أحاور رجلاً من طراز نادر يفيض إنسانية ورقة، كما يملك علماً واسعاً وموهبة فائقة، ما جعلني أتهيب المضي في الحوار معه لولا ملامحه الوديعة التي شجعتني وجعلتني أدخل عالمه الغني والمتنوع لأسأله:
* هل استقلت اللسانيات كعلم في جامعاتنا، أم مازال هناك من ينفي عنها هذا الاستقلال، ويعتبرها تابعة لفقه اللغة؟.
** بداية، علم اللسانيات هو علم جديد في الجامعات السورية ظهر في بلادنا منذ الثمانينيات، وواجه عملية هجوم سلفية تقول: “ما لنا ولهذه العلوم الأجنبية، تكفينا علومنا في النحو والصرف والبلاغة، فلن تأتي اللسانيات بشيء جديد”، والحقيقة تكمن في أن اللسانيات منهج جديد يبدأ من الصوت وينتهي بالنص في تدرّج ملزم، وبهذا اعتُمد في الجامعات على منهجه في البحث، ومازال أكثر الباحثين فيه يدرسونه واختصاصهم الأساسي فقه اللغة، لأنهم يرون أن اللسانيات فرع من فروع فقه اللغة، وهذا المنطلق خاطئ وغير دقيق علمياً، ففقه اللغة ينطلق من معيار سابق على الظاهرة، وهذا المعيار هو الذي يحدّد قيمة الخطأ والصحيح، أما اللسانيات فتختلف عن منطلق فقه اللغة لأنها تنطلق من الظاهرة إلى المعيار، فتهتم بالجديد على أنه جديد، وتحاول أن تحدّد له القاعدة والمعيار لتعمّمه وتجعل منه معياراً تؤكده المجامع اللغوية، مثال: “الفول المدمّس” جديد لسانياً، لأن القواميس تقول: “المدمّس” هو كل طعام غُمر بالجمر حتى ينضج، وهو حال الفول الذي يضعه الفوّال في جرار يغلقها بالعشب والقماش ويسلمها إلى الإميمي، وهو القيّم على الإميّم الذي يوقد النار لتسخين الماء في الحمامات العامة، وإن أردت أن أعرّف لك علم اللسانيات بشكل أصح فإني أقول: هو علم يدرس اللسان البشري ويحلّله وفقاً للمستويات اللسانية التراتبية وهي: المستوى الصوتي، ثم المستوى الصرفي، ثم مستوى متن اللغة، ثم المستوى النحوي (التركيبي)، وأخيراً مستوى النص، أي المستوى الدلالي، لأن الدلالة أعلى المستويات اللغوية.
لسانياتنا رائدة
* مع اعتراف البعض بوجود أبحاث لسانية عربية هامة في المشرق والمغرب، إلا أنه يرى أن اللسانيات العربية مازالت متخلّفة عن نظيرتها في الغرب، لماذا؟ وكيف يمكن النهوض بها؟.
** أولاً: اللسانيات العربية ليست متخلّفة بل رائدة، نحن إلى اليوم في علم الأصوات اللغوية نرجع إلى (رسالة في أسباب حدوث الحروف) لابن سينا، حتى إنها طبعت أكثر من طبعة بنسختين محفوظتين في مكاتب سورية وتركيا، وغيرها، ونسخة منها أصلية في مصر على حد علمنا، وقد طبعها (مجمع اللغة العربية) بدمشق محققة من (محمد المراياتي)، وفي علم أصوات اللغة العربية الآن نستطيع أن نقول: إن المنظومة الصوتية العربية دُرست مفصّلة دراسة علمية لسانية تضاهي كل الدراسات الغربية في توصيف أصوات العربية، وهو ما لا نجده في كثير من المنظومات اللغوية العالمية، وليس في هذا الكلام مبالغة، بدءاً من تصنيف (سيبويه) في كتابه إلى (ابن جني) في خصائصه، إلى كثير من البحوث التي صارت أساسية تُعد مرجعاً أساسياً في الدراسات اللغوية العربية من أصوات وصرف ونحو ودلالة، والآن مع وجود معاهد عالية عربية متخصصة دخل البحث المخبري إلى هذه الدراسات، أنا على سبيل المثال، (وأعوذ بالله من كلمة أنا)، كنت أول من أجرى تصويراً مخبرياً لأعضاء النطق العربية في مخارجها وتشكّلها في جهاز النطق في معهد للدراسات اللغوية في موسكو، حيث صوّرنا قرابة مئتي صورة أشعة لجهاز النطق أثناء قراءة قام بها قرّاء معتمدون يحوزون على كل الشروط التي يجب أن تتوفّر في قارئ معتمد، وهذا يعد عملاً رائداً في الدراسات الصوتية العربية، عدا عن الدراسات الصرفية والنحوية التي تفوق ما قام به العالم الأمريكي (نعوم تشومسكي) المعروف بالدراسات النحوية التوليدية والتحويلية، وغيره، ويمكن الإشارة إلى أبحاث رائدة في الصرف والنحو تفوق في أحيان كثيرة ما نجده في الغرب، لكن المشكلة الأساسية تقوم في غياب مؤسسات علمية تكرّس نفسها لهذه الأبحاث، فمجامع اللغة العربية في مصر والشام قدّمت الكثير من البحوث الرائدة في هذا المجال، ولا ننسى أيضاً ما نجده في المغرب العربي من دراسات جديدة منهجية يُفتخر بها، ومن أسماء أعلام كبار في هذا المجال من أمثال: (عبد الرحمن الحاج صالح)، و(عبد السلام المسدّي)، وغيرهما، ما يؤكد مكانة البحث اللغوي في مشرقنا ومغربنا العربيين.
ثانياً: قصور المؤسسات اللغوية العربية إذا ما قُورنت بأمثالها في الغرب لغياب البحث المتفرّغ والمتخصص والممول لهذه المؤسسات، على الرغم من تغلّب الكثير من الباحثين العرب على هذه المعوقات، أما كيف يكون النهوض بعلم اللسانيات فهذا يحتاج إلى مؤسسات علمية تنهض به من معاهد متخصصة ومراكز بحوث، وقد خطت سورية خطوات في هذا المجال، رغم العوائق الدولية والسياسية والعسكرية التي تعاني منها المنطقة، ويبدو أن مصر والمغرب العربي قد حققتا خطوات واسعة للتقدم بهذا العلم الذي يفاجئنا كل يوم بجديد في بحوثه.
لا جديد بلا قديم
* يقول أحد المهتمين متحدثاً عن اللسانيات: “إن الوافد الجديد لم يندمج في الموروث القديم، والذين قدّموه للعرب المحدّثين لم يقدّموه في صورته الحقيقية من ناحية هدفه، بل قدّموه كعلم جديد، وهو ليس علماً جديداً، بل مناهج جديدة، وفي حالات أخرى قدّموا النتائج ولم يقدّموا المقدّمات، وكانت صورة التقديم هذه من أسباب أعراض الموروث القديم عن هضم الموروث الجديد”، هل توافق على هذا الرأي، أم أن لك رأياً آخر؟.
** نعم، لي رأي آخر، أشرت فيما سبق إلى أننا استندنا إلى تراثنا العلمي اللغوي حين أشرت إلى (رسالة ابن سينا)، وإلى كتابات (سيبويه)، و(الزمخشري)، و(ابن يعيش) في حقول المعرفة اللغوية التي نضاهي بها علوم الغرب فيما نجده عند (الحاج صالح)، و(المسدّي)، وجهود المجامع اللغوية في شرقنا وغربنا، وهي علوم مؤسسة استند إليها الكثير من علماء الغرب الذين درسوا العربية أولاً، فنحن نجد مثلاً أن (فردينان دي سوسير) تتلمذ على يدي عالم عرف لغة المشرق واستند عليها مثل (دو ساسي) الذي عرف العربية وتعلّم منها الكثير، و(تشومسكي) الذي عرف بعض اللغات الشرقية واستفاد من علومها، وأنا تتلمذت على يد عالم أرمني الأصل هاجر من مصر إلى الاتحاد السوفييتي السابق، وصار فيه عالماً مستشرقاً اجتاح صيته العالمين الشرقي والغربي اسمه (غراتش كوبتشان)، وترك كتباً ما نزال نستفيد منها، إلى جانب أن البحث المخبري قد تقدّم أشواطاً في معاهد: في سورية (مركز البحوث)، والجزائر (معهد اللسانيات)، ومصر (جامعة القاهرة والعلوم في الأزهر)، وغيرها، ومن ذلك نقول: “لا يوجد جديد ليست له جذور في القديم”، أما عن علاقة هذا العلم بالشرق والغرب، فنحن نعتمد قول التوحيدي الذي ينص على أن “علوم العالم مبثوثة في كل العالم لكل من في العالم”.
قضايا النقد
* هل تمكن النقد عندنا من مواكبة الإبداع الأدبي في مختلف مجالاته، أم أنه متخلّف عنها ولماذا؟.
** مازال قاصراً جداً لأسباب عدة، منها أولاً: ضعف المعرفة بأجناس أدبية جديدة كالقصة القصيرة، والرواية في بنيتها وقضاياها، والمسرحية أيضاً على أنها جنس جديد، وعلى الرغم من كثيرين يعدونها جنساً قديماً مثل (علي عقلة عرسان).
ثانياً: الموضة (الدرجة)، ظهور ما سُمي “ق.ق.ج” وأنا أسميها القفقجة: هي نص قصير جداً مؤلف من سطرين أو أقل، وربما من جملة، وهي نص لا يقيم مقاماً لأركان القصة من زمان أو مكان وحدث وشخصية.
ثالثاً: البحث عن جديد والتشدّق به قبل أن ينضج، ومن أول محاولات كتابة القصة القصيرة جداً التي كانت لا تتعدّى عدة أسطر.
رابعاً: حتى في الأجناس الأدبية الجديدة نسبياً على الأدب العربي، مثل المسرحية إذا استثنينا: (سعد الله ونوس، وعلي عقلة عرسان، ووليد إخلاصي)، وعدداً من الأسماء الأخرى، لن نجد من كتّاب المسرحية إلا النذر اليسير، وعلى هذا فإن نقد هذه الأجناس مازال قاصراً أو مرتبكاً لعدم نضوج الأجناس الأدبية التي يتناولها، لأنه من الواضح جداً أن النقد علم (المعرفة شاملة) وفن.
* ما رأيك بالقول: “إن الناقد أديب فاشل”؟.
** المعرفة تتوزّع في حقول، ومن هذه الحقول حقل يكشف، وهو حقل معرفي، من هذا المنطلق نقول: إن النقد كشف، والكشف أداة تتنوّع، أما الأدب فهو عملية خلق وليس عملية كشف، ولا يمنع من أن يكون كشفاً، فحقول المعرفة كلها مترابطة ومتشابكة تشكّل شبكة نسميها “وعياً”، فالنقد يمكن أن يكون جميلاً حسّاساً ورقيقاً كما الأدب، وإذا دخل في خانة الأدب فإنه ناتج عن قلم جميل، والجمال أيضاً خاصيته لها من يتقن الأخذ بها، ومن لا يمكنه ذلك فإن نقده يكون فجّاً غليظاً ثقيلاً على الروح.
* ماهي المعايير التي تجعلنا نصف أحداً ما بأنه ناقد في هذا الوضع الثقافي الذي اختلط فيه الحابل بالنابل؟.
** أهم المعايير هي المعرفة الشاملة بالأدب ونتاجه، والموضوعية، وهذه الموضوعية ليست حيادية بقدر ماهي مرتبطة بالظرف، والمقام، والحال، كما أن ثمة ملكات لابد من توافرها في الناقد كالقدرة على التذوّق “الإحساس بالجمال”، والقدرة على التحليل، والقدرة على الحكم، أما التذوّق فيعني تذوّق الجميل والقبيح معاً، فنحن مازلنا نرى (بخلاء الجاحظ) كتاباً جميلاً نتذوّق وصف الحسن والقبيح فيه بمتعة خيالية، والقدرة على التذوّق تقوم على ثقافة إصدار الأحكام، واستخدام الذائقة الجمالية، والذائقة الجمالية تقوم على الحساسية الجمالية والأصالة، والقدرة على الحكم هي تحليل يعبّر عادة عن ذات الناقد بألفاظ أنيقة وأسلوب ظريف ينطلق من النص ذاته، يكشف عن ماهيته ومنظومة العلاقة المكوّنة له، إنه نقد يستخلص العلاقات التي تفضي إلى السبب الجوهري، وهو الحساسية الشديدة نحو الجديد في الفن.
النقد اللساني
* هل لديك اهتمامات حالية في مجال اختصاصك أو غيره؟.
** نعم، متابعة فروعٍ لسانية جديدة قيد التشكّل مثل التداولية، والحجاجية، ومتابعة الجديد في نظرية الأدب قراءة وتحليلاً، وجمع ما كتبته في النقد، لأنه في أغلبيته متناثر في دوريات مختصة بالأدب واللغة والفن.
* كيف ترى وضع الثقافة في العصر الحالي؟.
** وضع مترد بسبب الأحوال القائمة، فنحن نعيش حالة حرب ساخنة وباردة، والباردة فيها تحاول أن تلتهم كل ماهو جميل في حياتنا، وتخلق حالة من شظف العيش، فتجعل المرء يركض لاهثاً وراء لقمة العيش يريد أن يأكلها بشرف، وقد يفلح في ذلك، وقد يتعب وينهار تماماً.
* في أي من مجالات عملك وجدت نفسك أكثر، وشعرت أنك تركت بصمتك الخاصة؟.
** في اللسانيات، ثم في النقد والجمع بين الاثنين سميته (نقداً لسانياً)، فقد كتبت مجموعة من الأبحاث والمقالات، نُشر أكثرها في (الموقف الأدبي)، وفي القاهرة (مركز البرمجيات)، وفي النقد اللساني ما أزال أحاول، وكأن هذا النوع من النقد صار جزءاً من كياني، فكلما حاولت أن أخلص للبحث اللساني أجد نفسي قد وقعت في حقل النقد.
* هل ساعدك العمل الأكاديمي في تحقيق مشروعك اللساني إذا جاز التعبير، أم أنه حوّلك لمجرد أستاذ جامعي، أي إلى موظف فقط؟.
** أعتقد أن الأستاذ الجامعي باحث يبقى في التعامل مع عمله مدرّساً أم مشرفاً، وفي كل مرة أشرفت فيها على طالب دراسات عليا أعتقد أنني وضعت فيه قطعة من روحي وعقلي.
* لست غزير الإنتاج، لماذا، وهل لهذا علاقة بتركيزك على النوع؟.
** التركيز على النوع والجنس، وقد اشتغلت على الشعر لدى الكثير من الشعراء، منهم مثلاً: عبد الكريم الناعم، ومصطفى خضر، وممدوح سكاف، وغيرهم من الشعراء المعاصرين، وكانت تشدني عند كل منهم القصيدة، فأنا في نقدي أنطلق أولاً من النص، وغالباً لا أخرج عنه إلى صاحبه أو قارئه.
الجامعة والمجتمع
* بما أنك أكاديمي، كيف تنظر إلى وضع جامعاتنا اليوم في ظل خلوّها من البحوث العلمية المعمقة والمبتكرة؟.
** وضع جامعاتنا لا يختلف أبداً عن الأوضاع القاسية التي يمر بها قطرنا العزيز، فما يحصل خارج أسوار الجامعة لا ينفصل عنها، وكنا نكاد في بداية الأحداث أن نفقد كادراً علمياً كبيراً غادرنا نتيجة ما حدث، أو هروباً من شظف العيش، ومن صمد وبقي ولم تأخذه إغراءات الخليج أو غيره مازال صامداً إلى يومنا هذا، وهو صمود اقتضته الظروف والأحوال القائمة التي لابد أن تنتهي على خير، أما الجامعة فلا يمكن لها أن تنفصل عن المجتمع بحال من الأحوال، وإذا انفصلت عن المجتمع ماتت، لقد كانت المؤتمرات والندوات العلمية والملفات في مجلاتنا البحثية تشكّل محرضاً لنا على البحث والكتابة، ثم انكفأنا إلى طلابنا في الدراسات العليا وكأنهم أبناؤنا أو مريدونا على الطريقة الصوفية.
حوار: ندى الحوراني