نبض رياضي .. مشروع البطل الأولمبي…متطلبات وتحديات
“البعث الأسبوعية” ــ مؤيد البش
ستة عشر عاماً هي الفترة التي ابتعدت فيها رياضتنا عن المنصات الأولمبية، بعد ثلاث ميداليات جاءت في ألعاب فردية لم تحظ يوماً بدعم يقارب ما يقدم للألعاب “المحترفة”؛ والأكيد أن الحصيلة الثلاثية لتواجدنا الأولمبي ليست مرضية بتاتاً لكن أمر زيادتها لا يمكن الجزم بحصوله في المدى المنظور.
فبعد الميدالية الأخيرة في أولمبياد أثينا، عام 2004، تم طرح العديد من الأفكار لتحويل الإنجاز الأولمبي من طفرة وليدة الصدفة إلى أمر متعاقب الحدوث وبعدد وافر من الميداليات وفق خطط مدروسة، وأبرز هذه الأفكار كان مشروع البطل الأولمبي الذي تم إقراره في المؤتمر العام للاتحاد الرياضي عام 2005، والذي يعد بمثابة مشروع رياضي متكامل حظي حينها بدعم المكتب التنفيذي الذي أكد على ضرورة إنجاحه.
لكن، للأسف الشديد، بقي كثير من بنوده رهينة تعاقب المكاتب التنفيذية والقيادات الرياضية التي حاول بعضها أخذ خطوات فعلية لتطبيقه على أرض الواقع من قبيل إقامة الاولمبياد الوطني للناشئين الذي يعد حجر الأساس لاكتشاف المواهب في مختلف المحافظات، لكن نتائج هذا الأولمبياد أيضاً لم تكن على قدر المأمول بسبب سوء استثمار مخرجاته التي كانت كثيرة كماً ومعدومة نوعاً نتيجة غياب الاهتمام والرعاية.
وإذا أردنا سرد النواقص اللازمة لإعادة إنعاش هذا المشروع الرياضي الاستراتيجي، نجد أن الرياضة المدرسية التي تشكل عموده الفقري تعاني هي الأخرى من جملة صعوبات لوجستية تمنعها عن تأدية دورها المطلوب، وذلك بعد أن باتت اللجان التنفيذية في المحافظات بعيدة عن البطولات المدرسية، وتنظيمها، فمن غير المعقول أن نجد في البطولات المدرسية حكاماً ولجاناً متكررة في الألعاب المنهجية كافة، وعددها عشرة ألعاب، ونجد حكماً دولياً لكرة قدم في الاتحاد الرياضي، وفي البطولات المدرسية حكم ألعاب قوى وكرة طاولة.
كما أننا، لحد اللحظة، لم نعرف الألعاب التي يُرغب في ضمها لتكون نواة المشروع الذي يسعى لتأهيل لاعبين لاعتلاء منصة التتويج الأولمبية، لأن آلية التأهيل لا تبدو واضحة في ضوء تقاذف المسؤوليات بين اتحادات الألعاب، أما المنح التي تقدمها اللجنة الأولمبية الدولية فيتم توزيعها على بعض الألعاب ودون تنسيق حسب القرب من المكتب التنفيذي.
ووفق آراء الكثير من الخبرات، فإن انطلاق المشروع بثقة يرتبط بدعم اتحادات الألعاب المعتمدة بالتجهيزات وإقامة معسكرات ولقاءات رياضية مع الدول المتقدمة، والاهتمام بالكوادر التدريبية والتحكيمية، مع بناء صالات تخصصية للألعاب الداخلة ضمن المشروع ودعم الأكاديمية الأولمبية السورية بالدورات وتطوير المناهج.
وقبل كل ما ذكر لابد من تغيير في العقلية التي تدير الكثير من مفاصل رياضتنا والتي تقوم على مبدأ “الأنا” المتضخمة، مع تغيير في الأشخاص القائمين على العمل الذين جربوا غير مرة دون أن يحققوا النجاح أو يقتربوا منه.