هزيمة قطبي الكرة الحلبية في انطلاقة الممتاز.. وحرب الفضاء الالكتروني!
“البعث الأسبوعية” ــ محمود جنيد
شكلت انطلاقة الدوري الممتاز لكرة القدم الحدث الأهم الذي تصدر المشهد واستقطب المتابعة والاهتمام، بعد همّ التحضير والاستعداد والانتدابات في سوق الانتقالات “الميركاتو” الذي كانت فيه الغلبة للأقدر مادياً من الأندية.
وبدا التنافس الكروي على أرضيات الملاعب، وهناك من صمد وتفوق ورفع راية الفوز وآخرون سقطوا من الجولة الأولى ومن بينهم قطبا “الشهباء”: الاتحاد والحرية؛ فالأول المعول عليه عاد من موقعته مع الجيش التي جرت على ملعب الجلاء في العاصمة دمشق بهزيمة بهدف مقابل هدفين، بينما تعثر الثاني، العائد إلى الأضواء بعد سنوات الظل الثلاث، على أرضه ملعب السابع من نيسان في حلب أمام الوحدة بهدف دون رد.
نتائج ممثلي “الشهباء” ولدت ردود أفعال متباينة، وبداية حديثنا عنها ستكون مع الركن الأهلاوي الأحمر، وجاءت أشبه بمن رفع صمام الأمان عن قنبلة الكترونية موقوتة، “طرشت” شظاياها لتملأ الفضاء الافتراضي الفيسبوكي لتطال المدرب واللاعبين، وعلى رأسهم الحارس خالد حجي عثمان، صاحب الخطأ الفادح في المباراة، والذي التزم الصمت، وقالها لنا: “لا أريد أن أقع بفخ تصريحات تبريرية لخطأ ممكن أن يقع به أعتى حراس المرمى العالميين الكبار، وتؤخذ علي لتزيد الطين بلة”، والإدارة عرابة التعاقدات، وكأنه تربص من المناهضين لها ممن عيّر الفريق بالشيب، متسائلين عن حقيقة وواقعية فكرة البناء الشبابي لفريق المستقبل، وطرحوا أمثلة عن لاعبين زادت أعمارهم عن الثلاثين، مثل عبد الرزاق الحسين (37 سنة)، وبرهان صهيوني (36)، ومنهل طيارة (33)، وشاهر شاهين (30)، وخالد حجي عثمان (34)، وإبراهيم الزين (30)، وإبراهيم السواس (30)، بينما قلل بعض العقلاء من شأن الخسارة مع فريق كبير مثل الجيش خارج الديار، وتحدثوا بلغة المنطق والعقل عن عثرة بداية تحصل، ويمكن تعويضها بالقادمات، مجددين الثقة بالفريق، ومنتقدين الهجوم القاسي الهدام الزائد عن حدود الموضوعية.
من جانبه، مدرب فريق الاتحاد مهند البوشي بدا ممتعضاً من ردود الأفعال السلبية التي طالته وفريقه، ولم تسلم منها الإدارة، بعد الخسارة، وبصيغة موجهة ومدفوعة مادياً ومعنوياً من قبل مجموعات يدين كل منها بالولاء لأطراف همها فشل الفريق والمدرب والإدارة.
وذكر المدرب البوشي لـ “البعث الأسبوعية” أن أداء فريقه كان متقلباً ومتفاوتاً بين الشوطين، فكان في حالة شرود وعدم تركيز ذهني مرافقة للأخطاء الفردية، ما سبب تلقيه هدفين في الشوط الأول، قبل أن يستعيد توازنه ويصحو في الشوط الثاني، بعد أن تحرر من الضغط، فلعب بأريحية أكثر وقدم أداءً أفضل وسجل وكان قريباً من تحقيق هدف التعادل، بل والفوز أيضاً، وهذا دليل على أن الاتحاد لديه الأفضل ليقدمه، بصورة تصاعدية، وهذا يحتاج إلى الثقة والصبر عليه دون ضغط ونقد سلبي لاذع واستعجال للنتائج؛ وذكرنا بأنه، في أحد المواسم، وكان في قيادة الفريق، بدأ متعثراً وأنهى مرحلة الذهاب بالصدارة متفوقاً على الجيش بفارق نقطتين، مردفاً بأن العبرة بالخواتيم.
واستغرب مدرب الاتحاد الهجمة الفيسبوكية الشرسة التي زادت عن الحد الطبيعي، وفاحت منها رائحة الترصد والتشفي من قبل من يتربص بالفريق ويتمنى فشله، مشيراً إلى أن التعثر في بداية المشوار أمر ممكن الحدوث، وخاصة بالنسبة لفريق حديث عهد البناء، ويحتاج إلى الوقت والصبر والمزيد من المباريات الرسمية، قبل أن يصل لمرحلة التجانس والانسجام المطلوبة بين عناصره التي التحقت به على فترات، آخرها قبل أسبوع من بداية الدوري، بالنسبة للمهاجمين المهتدي والعدرا، لافتاً إلى أن فريق حطين الذي تكلف حوالي 1,4 مليار ليرة خسر في مباراة الافتتاح، لكنه لم يجابه بتلك الحملة الفيسبوكية المسيئة.
ولفت مدرب الاتحاد إلى أنه لدى استلامه دفة القيادة مع جهازه المعاون قبل شهر ونصف من انطلاقة الدوري، لم يكن هناك سوى ثلاثة لاعبين على كشوف الفريق الذي تم بناؤه من الصفر، وكانت هناك جهود كبيرة بذلت حتى أصبح البناء ظاهراً للعيان، وأوضح البوشي بأن عدداً من اللاعبين، مثل العنز والريحانية، كانوا مع المنتخب، وآخرين انضموا في وقت متأخر مثل المهاجمين سالفي الذكر، وقبلهم ثلاثي الخبرة التي يحتاجها القوام الشبابي للمجموعة لتحقيق التوازن، (مثل الحسين، ومنهل، وبرهان)، وتلك كلها تعتبر مؤشرات، والكلام ما زال لمدرب الاتحاد، البوشي، على أن الفريق لم يأخذ الجرعة الكافية من الموالفة والتجانس والانسجام التي ستحققها المباريات الرسمية.
وشدد مدرب الاتحاد على النفس الطويل كشرط لمن يريد المنافسة، مؤكداً أن فريقه الاتحاد سيكون ضمنها بعد أن يصل إلى الفورمة المطلوبة، وأضاف بأنه – كعادته – لن ينتظر أحداً يطالبه بالتنحي وسينسحب لوحده احتراماً لذاته وتاريخه وجمهوره وإدارته في حال لم يحقق النجاح المطلوب ويرفع الفريق إلى دائرة الفرق المتنافسة على اللقب، وكرر المدرب البوشي طلبه من الجميع الصبر على الفريق ومؤازرته ودعمه، ليكون التقييم بين مرحلتي الذهاب والإياب، كما اتفق مع الإدارة.
على الطرف العرباوي، نادي الحرية، كانت الأمور مختلفة تماماً بصفة عامة، إذ عبر جمهور الحرية عن رضاه عن الفريق رغم خسارته التي رآها السواد الأعظم من مناصري الأخضر غير مستحقة، بعد أداء الفريق الإيجابي أمام بطل السوبر وكأس الجمهورية، رغم فوارق الاستعداد والتحضير لصالح الأخير، وأكدوا ثقتهم بالجهاز الفني واللاعبين وأمانيهم بأن تتحسن النتائج في الجولات المقبلة؛ بينما ذكر مدرب الفريق مصطفى حمصي لـ “البعث الأسبوعية” أنه كان بالإمكان أفضل من نتيجة الخسارة غير المستحقة لفريقه الذي كان الطرف الأفضل، وتحديداً في الشوط الثاني، مع تمكنه من إحراز العديد من الفرص السانحة للتسجيل، وذلك رغم ظروف التحضير الصعبة والمشاكل التي رافقتها وبالتالي عدم الوصول للجاهزية المطلوبة.