موسكو: الدعوة لإيقاف العمليات العسكرية في سورية ضد الإرهاب حماية له
استغرب مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا دعوات بعض ممثلي الدول الغربية المتكررة لوقف إطلاق النار في أنحاء سورية، على الرغم من أن كل العمليات العسكرية التي تجري فيها هي لمكافحة الإرهاب، متسائلاً: عن الجهة التي يحاولون حمايتها من خلال هذه الدعوات، وأكد أن بعض الدول الغربية مستمرة في محاولاتها لحماية الإرهابيين في سورية.
ورداً على كلمة نظيره الألماني في مجلس الأمن كريستوف هيوسغن، التي استند فيها إلى تقارير مزعومة من صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية حول وقوع ضحايا مدنيين في إدلب، نصح نيبينزيا نظيره الألماني بعدم قراءة صحيفة “نيويورك تايمز” قبيل اجتماعات مجلس الأمن حول سورية، مشيراً إلى رواية “قلب الكلب”، وقال: “حدث ذلك مباشرة بعد الثورة، حين كان البلاشفة في السلطة. يتناول البروفيسور بريوبراجينسكي الغداء مع مساعده على الطاولة، وهو ينتمي إلى قسم من مجتمع النظام القديم. ويقول لمساعده: فليحفظك الرب، لا تقرأ الصحف السوفييتية قبل الغداء، فهي تفسد الشهية. لذا فليحفظك الله يا كريستوف، لا تقرأ نيويورك تايمز قبل اجتماع مجلس الأمن حول سورية”!.
وشدّد المندوب الروسي الدائم في مجلس الأمن على أن ممثلي بعض الدول الغربية ما زالوا مصرين على الاعتماد على تقارير صحفية مشكوك بمصداقيتها لمعرفة ما يجري في سورية، والاستشهاد بما يرد فيها من معلومات خلال اجتماعات مجلس الأمن الدولي، وأضاف: “نحن لسنا مندهشين لأنكم استخدمتم اليوم هذا المصدر للمعلومات”، مشيراً إلى أن روسيا علقت مراراً على مقالات نيويورك تايمز ونشرها معلومات مزيفة حول الوضع في روسيا، وأضاف: “بالنظر إلى أنه لا تجري في سورية أية عمليات عسكرية عدا مكافحة الإرهاب، يبرز لدينا المزيد والمزيد من الأسئلة لأولئك الغربيين الذين ينادون بوقف إطلاق النار في سائر سورية، لدينا سؤال، من تحاولون حمايته؟!”، وأشار إلى أن النشاط الإرهابي في تصاعد أيضاً في أجزاء أخرى من سورية، بما في ذلك منطقة الجزيرة.
وخلص نيبينزيا إلى أن “الإفراج الأخير عن 600 عنصر من عناصر “داعش” من قبل ما يسمّى “الإدارة الذاتية” أمر مقلق. والعواقب الخطيرة لمثل هذه الخطوة جلية. إننا نتلقى بالفعل معلومات عن زيادة عدد العمليات الإرهابية التي ينفذها متطرّفون”.
وكان مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أكد الثلاثاء أن سورية نبّهت من خطورة التعامل مع الإرهاب ومنظماته ومجرميه، أياً كانت الأقنعة التي يتم تفصيلها لهذا الإرهاب كي يتم التلطي خلفها، كما شددت على ضرورة عدم التسامح مع رعاته والمستثمرين به، إلا أن الدول الغربية صمت آذانها عن تحذيرات سورية ونصائحها، لافتاً إلى أن الجميع يلمس اليوم آثار تلك السياسات الغربية الخرقاء حيث انقلب السحر على الساحر، وأضاف: كلما استمعت إلى ممثلي الدول الغربية في جلسات المجلس ازدادت قناعتي بحجم العبث في حديثهم، وكمية النفاق في قراءتهم والتخبّط في سياسات بلادهم الخاطئة تجاه بلادي، وذلك يستدعي أن نضيف طبيب الأمراض النفسية فرويد إلى قائمة مقدمي الإحاطات عله يساعدنا على تشخيص حالة الانفصام في اللغة وعدم الواقعية في التحليل السياسي.
في سياق متصل، أدان رئيس المجمع الروحي لمسلمي روسيا المفتي ألبير كرغانوف الجرائم التي ترتكبها فلول المجموعات الإرهابية في سورية بدعم وحماية من رعاتها ومموليها الخارجيين ومنها التفجير الإرهابي الذي استهدف الشيخ محمد عدنان الافيوني مفتي دمشق وريفها.
وأوضح المفتي كرغانوف أن استشهاد الشيخ الافيوني حدث مؤلم وخسارة كبيرة للجميع، مشيرا إلى أن أولئك الذين يرتكبون تلك الأفعال المشؤومة ينتهكون بفعلتهم هذه كل القوانين الأخلاقية والروحية.
وأعرب كرغانوف عن تعازيه لوزارة الأوقاف ولكل أفراد الشعب السوري ولذوي الشيخ الافيوني، مؤكدا أن مسلمي روسيا يواصلون دعاءهم من أجل عودة السلام والاستقرار إلى ربوع سورية.